هآرتس: هذا وقت طواريء، مطلوب الآن انشاء على الفور “جبهة لانقاذ الوطن”

هآرتس – يوسي ميلمان – 11/8/2025 هذا وقت طواريء، مطلوب الآن انشاء على الفور “جبهة لانقاذ الوطن”
ازمة اقتصادية، فساد، صعود القوى الدينية، فاشية عنصرية، ازدياد اعمال عنف اليمين حيث توجد في الخلفية حرب على الحدود وتهديد بتوسيعها، كل ذلك ادى في نهاية المطاف الى انشاء جبهة موحدة لوقف هذه الظواهر. هذا حدث في فرنسا في أيار 1936 عندما توحدت احزاب الوسط واليسار، بما في ذلك الشيوعيين الذين آمنوا بقيم الديمقراطية والليبرالية، وشكلت الجبهة الشعبية برئاسة رئيس الحكومة ليئون بلوم. وقد نجحت مدة سنتين في التسامي على الاعتبارات الشخصية، الخصومات السياسية الصغيرة والخلافات الايديولوجية الصعبة، من اجل وقف الخطر الاكبر الذي يهددهم، وهو صعود الفاشية والنازية، التي ترسخت في المانيا، ايطاليا واسبانيا، وانزلقت ايضا الى وسط وشرق اوروبا.
الامر الملح الآن في اسرائيل هو جبهة شعبية مشابهة، مناسبة للواقع هنا. جبهة تتشكل من كل القوى التي تحب الديمقراطية والليبرالية وتعارض القومية المتطرفة المتصاعدة والعنصرية والمسيحانية والتحريض والفساد وتعفن الاخلاق، التي تقود اسرائيل الى ضياع هويتها. جبهة ربما ستنجح في وقف العزلة الدولية المتزايدة والخطر من ان تصبح اسرائيل دولة منبوذة تشبه جنوب افريقيا في فترة الفصل العنصري، ايران الاسلامية، كوريا الشمالية، روسيا وبعض الدول التي تحكم على يد الديكتاتورية.
هذا وقت طواريء، دعوة للنهوض، ساعة المنبه وجرس الانذار دق. الاحتجاجات والمظاهرات بالاسلوب السابق تم استنفادها. لم يعد يوجد مكان لصوت العويل والبكاء على مصير الدولة المر كما عرفناها واحببناها الى أن صعد الى السلطة قبل سنتين ونصف بنيامين نتنياهو جديد. شخص لم نعرفه في سنوات حكمه السابقة. نتنياهو الذي تربى في احضان والده، الذي كان سكرتير زئيف جابوتنسكي، وتربى على عقيدته، عقد تحالف بعد الانتخابات الاخيرة مع الكهانية واصبح جزء لا يتجزأ منها. مطلوب الآن عمل مختلف لتوحيد الصفوف. يجب على كل جهات الاحتجاج المدنية والامنية التوحد تحت سقف واحد ومعجزة واحدة. لماذا من تخرجوا من جهاز الامن، الذين يطالبون بوقف الحرب في غزة ويعتبرونها حرب خداع وغير اخلاقية، لا يتوحدون في جسم واحد؟. مثلهم ايضا منتدى الطيارين “555”، “قادة من اجل امن اسرائيل”، وكل مجموعة رؤساء الاجهزة السابقين، رؤساء الاركان، رؤساء الموساد، رؤساء الشباك، المدراء العامون والمفتشون في شرطة اسرائيل.
الشعار يجب ان يكون واحد ومشترك للجميع، “فقط ليس بيبي”. اليمين نجح في ترسيخ هذا الشعار كنوع من الشتيمة، ونتيجة لذلك فان عدد غير قليل من الذين يريدون اسقاط نتنياهو، يخشون القول ببساطة “فقط ليس بيبي”. ولكن هناك بالتحديد ما يدعو الى التفاخر بهذا الشعار، وحمله عاليا ورفعه كوسيلة توحد وتُجمع.
جميع رؤساء الاحزاب الذين يعارضون نتنياهو وحكومته الخبيثة مجبرون على التوحد والعمل كجبهة واحدة، نفتالي بينيت، يئير لبيد، افيغدور ليبرمان، بني غانتس، غادي ايزنكوت ويئير غولان. يجب عليهم ضم ايضا الاحزاب العربية أو زعماء عرب مدنيين الذين هم جزء من المجتمع الاسرائيلي والديمقراطية في اسرائيل. يجب وقف المقاطعة، الوقت ليس وقت الصغائر، الجميع يجب عليهم التسامي مع عظم الساعة، التوحد رغم الخلافات هو الذي احدث الثورات والتغييرات الكبيرة على مدى التاريخ. سيكون امامهم الوقت للتشاجر والتخاصم ومحاولة تمييز انفسهم. الآن مطلوب العمل بشكل فوري. محظور الانتظار حتى انتهاء العطلة الصيفية.
مطلوب عمل كبير، خروج مئات الآلاف، حتى مليون شخص، الى القدس والبقاء قرب المؤسسات الوطنية مثل الكنيست، مقر الحكومة والمحكمة العليا، ليس لبضع ساعات وبعد ذلك يشربون القهوة ويتفرقون. هذه المظاهرة يجب ان تستمر طالما هناك حاجة الى ذلك، اسبوع أو اكثر، يجب أن تكون مظاهرة غير عنيفة وان تحافظ على كل اجزاء القانون. اهميتها تكمن في كونها اضراب كبير للاقتصاد، حتى بدون مصادقة الهستدروت التي هناك عدد غير قليل من رؤساء اللجان الكبيرة فيها، يؤيدون الحكومة وحتى مخلصين لبيبي، لذلك، هي غير قادرة على اعطاء الامر للقيام بذلك. أن أرى كل رؤساء المعارضة يسيرون في مقدمة صف واحد وهم يشبكون أيديهم، تحت لافتة واحدة، موحدة ومجمعة، على شاكلة مسيرات من حاربوا في الولايات المتحدة من اجل الحقوق المدنية، أو في دول اخرى من اجل انقاذ الديمقراطية.
الاسم المناسب حسب رأيي لهذه الحركة الشعبية هو “جبهة انقاذ الوطن”، وهو اسم له رائحة يمينية، لكن لا يوجد ما هو اكثر وطنية منه.