هآرتس / هذا جيش، وليس كنيسا

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 4/6/2018
يفترض بالنبأ عن ان قادة في قيادة الجبهة الداخلية الزموا بالبقاء في القاعدة جنودا رفضوا اعتمار كيبا ومجندات رفضن ارتداء تنانيرا في اثناء الارشاد في المدارس في التعليم الرسمي الديني أن يشعل ضوء أحمر لدى الجمهور. فالكيبا ليست جزءا من الزي العسكري، وليس للجيش صلاحيات لمعاقبة من يرفض اعتمارها. فالحديث يدور عن حالات خطيرة من الاكراه الديني واساءة استخدام صلاحيات العقاب في الجيش، بهدف ردع الجنود العلمانيين عن ان يرفضوا في المستقبل اعتمار الكيبا.
صحيح أن رد فعل الناطق العسكري يفيد بان هذه ليست سياسة رسمية للجيش الاسرائيلي: “وفقا للاوامر لا يمكن الزام الجنود والمجندات باعمار الكيبا او ارتداء التنورة في اثناء الارشادات بخلاف ارادتهم”، اوضح الناطق. وعلى حد قوله، فانه اذا كانت مدرسة رسمية – دينية تسعى الى الوصول بلباس ذي علائم دينية، فللجنود امكانية الاختيار إما ان يحترموا الطلب أو يرفضوه. اذا رفضوه، فلن يكونوا ملزمين باجراء الارشاد. غير انه من اقوال الجنود يتبين ان السياسة عمليا هي مختلفة: “تلقيت عقابا بالبقاء في القاعدة – السبت في القاعدة، دون أي محاكمة ودون أي قدرة على شرح نفسي”، روى جندي من قيادة الجبهة الداخلية. “هذه مدرسة، وليست كنيسا”، حاول الجندي أن يشرح لمديرة المدرسة، التي طالبته باعتمار الكيبا.
يخيل أن التمييز الاساس بين مدرسة وكنيس تشوش حتى في اوساط قادة في الجيش الاسرائيلي وانه بروح التسامح والتعدد الثقافي هناك من يعتقدون بان المطالبة باعتمار الكيبا هي أمر مفهوم من تلقاء ذاته ومسموح حتى معاقبة من يرفض الاستجابة لها. يدور الحديث عن تشويش قيمي وسوء فهم لصلاحيات قادة الجيش الاسرائيلي.
يتبين من اقوال الجنود بانه لم يتجذر فقط نمط سلوك مشوش من الاكراه الديني بل بذل جهد للاخفاء عن الجنود اوامر الجيش، التي تقول انه لا يمكن الزامهم باعتمار الكيباه. ان الاكراه غير الرسمي يخلق خوفا: “مؤخرا الكل يخشى، وبالتالي فان المجندات يضطررن الى الخروج بتنورة عسكرية طويلة بخلاف ارادتهن ومعتقدهن”، روى الجندي. أفليس الجيش، الذي نشر أمر الخدمة المشتركة، تباهى في أنه صمم سياسة رسمية وانه لن تكون انظمة غامضة في الممارسة بعد اليوم.
الجيش مطالب بالتحقيق في الحالة، معاقبة القادة الذين خرقوا أوامر الجيش، اساءوا استخدام صلاحياتهم، وحرصوا على اخفاء اوامر الجيش عن الجنود. ان ظاهرة التدين تستشري في الجيش الاسرائيلي ويجمل برئيس الاركان، غادي آيزنكوت، الذي في بداية ولايته كان يبدو كمجند للحرب ضدها الا انه عمليا يؤطرها، ان يوقفها قبل أن تقوض تراص صفوف الجيش.