ترجمات عبرية

هآرتس: هذا القتل يجب وقفه وليس تفسيره

هآرتس 29/5/2025، حجاي العاد: هذا القتل يجب وقفه وليس تفسيره

نفي. ليس، لا سمح الله، نفي للجسد، بل ربما جسد طفل؟ في اعقاب نقص الغذاء، بل هو جهاز دفاعي الذي يحمي من لقاء مع مضمون غير لطيف، مثل الذي يمكن أن يقوض التوازن النفسي. النفي الموازن هو بشكل عام الرد المبدئي على مضمون غير مريح فيما يتعلق بالعدد الكبير من الجثث الصغيرة التي تراكمت في قطاع غزة (16 ألف طفل)، لكن الارقام هي ارقام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أي أنها ارقام حماس.

على فرض أنهم قاموا بتزوير هذه الارقام، وربما مضاعفتها. نحن قتلنا فقط 8 آلاف طفل. هل تشعرون الآن بهدوء اكبر بينكم وبين انفسكم؟.

ليس كما كنا سنشعر لو ان وزير الدفاع سمح للمدعية العسكرية، الجنرال يفعات تومر يروشالمي، بالظهور في مؤتمر مكتب المحامين. لو انه سمح لنا فقط بالاستماع الى اقوالها – المهمة للتوضيح  كما قال رئيس الاركان – لعرفنا كيف مات كل هؤلاء الاطفال بشكل قانوني، وموت كل هؤلاء الاطفال في العائلة التي احترقت حتى الموت وما شابه. كنا عرفنا وشعرنا براحة اكبر بيننا وبين انفسنا.

لكن وزير الدفاع اختار القيام بـ “عملية دعائية تخريبية”، بالضبط وكأنه كان أحد هؤلاء المتطرفين، أنتم تعرفون من المقصود، بدلا من تمكين المدعية العامة من التوضيح هو “اضر باستقلاليتها”. والآن يهب كل عباقرة الاعلام والقانون ويتطوعون لتوفير للحكومة استشارات علاقات عامة بالمجان، ويصرخون بغضب بأن الوزير لا يعرف، وانه كان من الافضل السماح للمدعية العامة بالتوضيح، لانه هكذا الاشخاص العنيدين في لاهاي وبروكسل وباريس كانوا سيصدقون تومر يروشالمي، أي أنهم سيصدقوننا، ان كل الثمانية آلاف أو أي عدد آخر، من يمكنه الاحصاء ومن يعنيه ذلك اصلا، قد تم تفجيرهم او احراقهم أو دفنوا تحت انقاض مبنى (هل هناك مبان اخرى ما زالت قائمة في قطاع غزة؟)، وفقا للقانون وبشكل متوازن.

لو انهم فقط سمحوا لها لكانت المدعية العامة ستوضح بشكل جيد. انا اعرف ذلك لانه في مؤتمر اجري قبل سنة اوضحت الامور ببساطة بشكل رائع. رغم وجود بضعة آلاف الجثث الصغيرة في حينه، كان عدد الجثث التي بحاجة الى تفسير أقل. مع ذلك، حتى في حينه كان الامر يعتبر تحد. وحسب ما كتب بياليك، فان جثة طفل صغير لم يتم تفسيرها من قبل هاو بعد. أما تفسير الفقهاء القانونيون لدينا فان هذا من فئة النخبة.

في خطاب قبل سنة تحدثت يروشالمي عن “طهارة السلاح”، هذا جيد!، وشرحت بأن “الجيش يعمل بلا كلل من اجل تقليص المس بالمدنيين” (هذا افضل). واضافت بأن “الادعاء بان اسرائيل تطبق سياسة متعمدة للتجويع، في الوقت الذي يبذل فيه الجيش الاسرائيلي الجهود لادخال المواد الغذائية والادوية والمعدات الانسانية الى قطاع غزة، هو ادعاء مدحوض”. واتحفتنا حتى بالقول “هذه الحرب هي حرب استثنائية، حتى أنها الحرب الاكثر قانونية التي عرفناها”. انا استمعت الى هذه الشروحات وفهمت وشعرت بالراحة.

لكن في حينه تسللت الى قلبي فكرة: في الواقع التفسيرات قبل سنة كانت وبحق رائعة، لكن بعد ذلك عندما مات عدد كبير من الاطفال الاخرين فان الامر اصبح غير لطيف. في الواقع كما قال نفس المتطرف (في عملية تخريبية دعائية اخرى): “يمكن قتل مئة غزي في ليلة واحدة، وهذا لا يهم أي أحد”. ولكن تسللت الى قلبي فكرة اخرى مزعجة: لمن الحمد ولمن الشكر، بانه يمكن قتل بهذه الصورة مئة غزي في ليلة واحدة. احيانا غزيين صغار، ولا يهم ذلك أي أحد؟.

هاكم ما يجب أن يثير الاهتمام: وقف الحرب. اذا لم نقم بوقف الحرب فانه في هذه الليلة سنقتل مئة غزي آخر، وفي الليلة التالية المزيد والمزيد. من اجل وقف الحرب فانه من الافضل رؤية انفسنا، والعالم سيرانا، بالضبط كما نحن. لأن هذه في نهاية المطاف ليست حرب، بل مذبحة طموح الى التطهير العرقي. لا توجد أي طريقة “لتوضيح” ذلك. من غير المهم كم ستتحدث المستشارة القانونية للحكومة أو قضاة المحكمة العليا بلغة قانونية. هل حقا يجب القراءة بأن الجيش يفحص “الاحداث التي تم الادعاء فيها بأنه تم المس بملاجيء النازحين”، كي نفهم أن كل هذا ستارة دخان تهدف الى الانكار والتغابي وكسب الوقت من اجل تمرير ليلة اخرى من قتل الاطفال والاستيقاظ في الصياح مع القدرة على النظر الى انفسنا في المرآة، وبالاساس بدون عقوبات دولية.

يا وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، تعلم. يا عضو الكنيست تسفي سوكوت، امسك الميكروفون. أنتم لستم هجمة دعائية، بل انتم قادة الحقيقة. بفضلكم أنتم واصدقاءكم في هذه الطريق، هناك فرصة لتفجير فقاعة الانكار المتوارعة، وكأن اسرائيل هي دولة قانون، وأن رؤساء النظام القانوني فيها هم نزيهون، يلتزمون بسياسة معيارية فيما يتعلق بحدود استخدام القوة العسكرية. وكأن سموتريتش وشركاءه متطرفون مختلفون، بينما تومر يروشالمي وشركاءها هم صالحون.

جميعهم يقومون بقتل الاطفال.في كل ليلة. طوبى للعقوبات التي ستنقذ ألف طفل، أو مئة طفل أو حتى طفل واحد، من الموت.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى