هآرتس: هدف المستوطنين التالي: مصدر المياه الاكثر أهمية في غور الاردن
هآرتس 12/9/2024، تسفرير رينات: هدف المستوطنين التالي: مصدر المياه الاكثر أهمية في غور الاردن
التطهير العرقي للفلسطينيين على يد المستوطنين وراء الخط الاخضر يهدد في الفترة الاخيرة وصول آلاف الفلسطينيين الى هدف حيوي في غور الاردن. الحديث يدور عن نبع العوجا، الذي هو مصدر المياه الاكبر والاكثر اهمية بالنسبة للسكان في شمال مدينة اريحا. بالنسبة للمتنزهين هو معروف بالاساس بسبب نبع الماء الذي يمكن الانزلاق فيه. حتى فترة متأخرة الكثير من الاسرائيليين قاموا بزيارة المكان ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه أو ابعاد سكانه. الوضع تغير في الاشهر الاخيرة.
قناة العوجا تعتمد على النبع الموجود في المحمية الطبيعية عين عطاب. المياه تستخدم للري في القرى القريبة، من بينها رأس العين والمعرجات، التي تعيش فيها تجمعات رعاة، وهي تصل حتى الى قرى كبيرة في المحيط. القناة الاسمنتية تم بناءها في القرن الماضي ومكنت من وجود منظومة لتوزيع المياه على التجمعات الموجودة في المنطقة. وضمن امور اخرى، توجد في العوجا اراضي زراعية اشترتها قبل عدة سنوات، قبل حرب الايام الستة، عائلات فلسطينية لديها مكانة اجتماعية واقتصادية. السيطرة المنهجية للمستوطنين في المنطقة استمرت مدة عقدين تقريبا. الامر بدأ بمزارع منفردة تطورت الى ابعاد كبيرة وترسخت بين قرى المنطقة. بعد ذلك اقيمت مزرعة اخرى وفي اعقاب ذلك تم ابعاد الفلسطينيين عن اراضي الرعي. في الاشهر الاخيرة زاد المستوطنون حضورهم. وقد قاموا باقامة بؤرة استيطانية اخرى قرب النبع وبدأوا في نشاطات تهديدية وازعاج ضد السكان الفلسطينيين. التركيز هو على محاولة تشويش قدرتهم على استخدام مياه النبع. وبشكل استهدف الاشارة الى سيطرتهم على المكان قام المستوطنون بتلوين النبع بألوان العلم، الازرق والابيض.
المستوطنون في السابق سيطروا على عشرات الينابيع وراء الخط الاخضر. ولكن هذا النبع الاكبر من بينها. مجموعة نشطاء باسم “ينظرون الى الاحتلال في عينيه مباشرة” توجد بشكل دائم في المكان وتتابع ما يحدث. ومثلما في اماكن اخرى في الغور وفي جبل الخليل فان اعضاء هذه المجموعة يقومون بـ “تواجد الحماية”. تقريبا في كل لحظة يوجد نشطاء مع السكان الفلسطينيين ويحاولون مساعدتهم في مواجهة التهديدات المستمرة للزعران.
في الاشهر الاخيرة تم توثيق احداث تخريب لانابيب المياه ومحاولات لمنع ضخ المياه والاعتداءات الجسدية على الفلسطينيين. في احدى الحالات تم تخريب اطارات تراكتور كان يحمل صهريج للمياه. وقبل اسبوع تبين أنه تم هدم جزء من القناة ووضعت فيه الحجارة، وجزء آخر تم سده وتدفقه للخارج في مقطع مهدوم.
يصعب توثيق الزعران اثناء القيام بهذه الافعال. لكن هذا التخريب لم يحدث قبل اقامة في المنطقة البؤر الاستيطانية. الشباب من البؤر الاستيطانية يتجولون في المنطقة وهم يرسلون الجمال للتجول في اراضي القرى الفلسطينية القريبة. سكان البؤرة الاستيطانية القريبة من النبع يحافظون طوال الوقت على وجود التهديد. في الاسبوع الماضي تجول نشطاء لحقوق الانسان عند النبع، وعلى الفور وقف امامهم أحد رؤساء البؤرة وهو يركب حصان. وبدون قول أي كلمة قام بأخذ هاتفه وبدأ يوثق النشاطات ويرسلها الى اصدقائه ويبلغهم بما يحدث.
النشاطات ضد الفلسطينيين انزلقت ايضا الى المحمية الطبيعية. المستوطنون حاولوا عدة مرات ابعاد الزوار الفلسطينيين عن المحمية. ولكن الفلسطينيين لم يتجرأوا على معارضة المهددين لأنهم ادركوا بأنه اذا كان رد عنيف من قبلهم فلن يكون هناك رجال شرطة أو جنود يأتون لمساعدتهم. سكان البؤر الاستيطانية والمزارع المنفردة يستمرون في محاولة السيطرة على المنطقة، من خلال ادخال اغنامهم الى المناطق التي يستخدمها الفلسطينيون. قبل بضعة اشهر قال صاحب مزرعة بأن الفلسطينيين قاموا بمهاجمته وسرقوا اغنام من قطيعه. الشرطة قامت باعتقال أحد الفلسطينيين بتهمة السرقة والاعتداء. وفي اعقاب اجراء جلسة لتمديد اعتقاله، قبل شهرين ونصف، في المحكمة العسكرية كتب القاضي المقدم عزرائيل ليفي: “لا يوجد أي خلاف حول أن جريمة السرقة لم يتم اثباتها. الادلة بخصوص الاعتداء غير موجودة باستثناء شهادة “المعتدى عليه”. يجب الاشارة الى أن شهادته والتشخيص الذي قام به لمن اعتدوا عليه ليست عالية وهي غير مدعومة بأي دليل آخر”. وقد حكم القاضي بأنه يجب اطلاق سراح المشتبه فيه.
حتى الآن نجح حضور الحماية لنشطاء “ينظرون الى الاحتلال في عيونه” في كبح بدرجة معينة المستوطنين. طوال الوقت يوجد خوف حقيقي من أن ترسخ هذه البؤر والمزارع سيزيد الاحتكاكات، والفلسطينيون سيجدون انفسهم أمام عنف متصاعد في حين أن الجيش الاسرائيلي لا يوفر لهم أي حماية رغم أن هذا هو واجبه كممثل للجهة التي تسيطر على المنطقة.
انشوطة خنق هذه البؤر الاستيطانية وجدت تأييدها في اقوال الوزير بتسلئيل سموتريتش ووزيرة حماية البيئة عيديت سلمان بعد عملية اطلاق النار في المنطقة قبل نصف سنة. الوزيران جاءوا الى منطقة العوجا واعلنوا عن نية توسيع المحمية الطبيعية، وتحدثوا عن وضع الحقائق على الارض من خلال البناء والاستيطان.