ترجمات عبرية

هآرتس: هجوم نتنياهو على رونين بار يدل على أنه مضغوط جدا، ليس فقط بسبب المرحلة الثانية

هآرتس – يوسي فيرتر – 24/2/2025 هجوم نتنياهو على رونين بار يدل على أنه مضغوط جدا، ليس فقط بسبب المرحلة الثانية

مشهد المخطوفين الذين عادوا كأشخاص غامضين بعد قضاء 500 يوم تقريبا في الانفاق؛ والشهادات الصادمة التي قدموها بعد ذلك حول ما مر عليهم؛ وعلامات الحياة التي قدموها بخصوص  الباقين خلفهم أو علامات الرعب التي وصفت اسوأ ما في الامر، لا شيء من كل ذلك نجح في تليين أي شخص ممن يرفضون المرحلة الثانية في المستوى السياسي.

كل توسل العائدين من اجل التسريع في تحرير الباقين، الذين يعانون ويتعذبون في غزة السفلى، لم يقنع أي وزير في الحكومة  أو أي عضو من اعضاء الكنيست الذين صوتوا ضد وحتى الآن ما زالوا يهددون بالانسحاب من الحكومة (أو عدم العودة اليها مثلما في حالة ايتمار بن غفير)، اذا تمت الموافقة على طلب حماس انهاء الحرب وانسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع مقابل اطلاق سراح شامل.

عائلات المخطوفين الذين بقوا في غزة، وهي العائلات التي مرت بكل انواع التعذيب والترويع المحتملة، يفركون العيون بدهشة أمام هذه الظاهرة. كيف يمكن العودة الى الوراء؟ كيف يوجد في القيادة من لا يدركون الجريمة الاخلاقية التاريخية التي ستسجل على اسمهم اذا تم التخلي حتى لو عن مخطوف واحد وتركه في الخلف؟ حتى في منتدى الأمل المتشدد يضغطون من اجل الاستمرار في الصفقة بكل المراحل وبالثمن المعلن.

يوآف غالنت التقى في هذا الاسبوع مع ستة من الرجال والنساء الذين تم اطلاق سراحهم في الشهر الماضي. الذين كانت لهم طريقة للوصول الى وسائل الاعلام سمعوا عن تقارير حول من عارض الصفقة وأفشلها ومن أيدها. “أنت كنت نقطة الضوء في الظلام”، قال له أحدهم. ولكن غالنت لا يوجد هناك. نحن نعرف من الموجود هناك. بحساب سياسي بارد نتنياهو يفضل التخلي عن الجنود والرجال الشباب الموجودين في القطاع، واستئناف القتال. هذا على الاقل يبقي حكومته على قيد الحياة. لو أن الامر كان يتعلق به فحتى الذين عادوا كانوا سيضطرون الى انتظار جولة القتال التالية.

لقد تم جره رغم ارادته الى هذه الصفقة من قبل الرئيس ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف. كل طفل يعرف من يشكر ومن له الفضل. موضوع الفضل في المرحلة الاولى في الصفقة اوصل نتنياهو الى موجة غضب شديدة بشكل خاص. موجة غضبه كان لها دور في الهجوم المقرف على رئيس الشباك رونين بار، وكان لها تعبير زائد في الرسائل والاحاطات العصبية التي خرجت من محيط رئيس الحكومة خلال الاسبوع. هل هذا علامة تدل على الرغبة في مواصلة الصفقة؟. القلب يريد التصديق بأنه لا يستطيع إلا المواصلة الى المرحلة الثانية، لكن العقل يتذكر من هو هذا الشخص، الذي بأقل تقدير القلب ليس هو الذي يحركه بشكل عام. هناك اشارات ايضا تدل على هذا التوجه المخيف، مثل المقاربة الباردة، المقطوعة تقريبا عن الواقع، التي اظهرها الذراع التنفيذي لنتنياهو، رون ديرمر، امام عائلات المخطوفين التي التقى معها. رسالته لها، “أنا سأعارض انهاء القتال وسأعارض صفقة تشمل ذلك”، كانت حازمة وواضحة. نحن نعرف القليل جدا عن ديرمر، واقل من ذلك عن انسانيته. ولكن هذه الفسيفساء ربما بدأت في توضيح كيف اصبح “الابن الثالث لنتنياهو”، كما يسمى. 

مواقف ديرمر وتعاطفه مع نتنياهو واخلاصه له، كل ذلك لا يبشر بالخير فيما يتعلق بمستقبل الصفقة. هكذا، الشكوك الطبيعية تحلق فوق الحديث الصادر من مكتب رئيس الوزراء حول محاولة تغيير الصفقة مرة اخرى بواسطة الحركة، وتغيير هيكلية المراحل بصورة معينة. في كل الحالات عندما سيتم تشكيل طاقم التفاوض برئاسة ديرمر، بدون دادي برنياع ورونين بار، فان الأمل الوحيد موجود في ضغط الجمهور في اسرائيل وضغط بعض الاشخاص في امريكا مثل مريام ادلسون وستيف ويتكوف ودونالد ترامب.

مأساة كانون الاول 2023

في تشرين الثاني 2023 اثناء تنفيذ نبضات تحرير النساء والاطفال، وتحرير العمال الاجانب، بدأت تتدفق الى اسرائيل معلومات حول مصير شيري، كفير واريئيل، بيباس، الذين تم اختطافهم أحياء من كيبوتس نير عوز. لم يكن من الواضح اذا كانوا أحياء. في الايام الاولى بعد المذبحة لم يعرفوا في الجيش الاسرائيلي اذا كان تم استخدام اجراء “هنيبعل” اثناء نقلهم، كما حدث في حالات اخرى تم قتل فيها مخربون ومخطوفون. ايضا الانتماء التنظيمي للخاطفين لم يكن معروف في البداية. بعد ذلك تبين أن الامر لا يتعلق بحماس، بل باعضاء تنظيم صغير، عائلة جريمة محلية تتماهى مع لجان المقاومة. في هذه الليلة قيل إن المنظمة الجهادية التي تسمى “رب البرية” هي التي قامت باختطاف ابناء العائلة، وربما قتلهم. جثث كفير واريئيل تم التحقق من هويتها، والجثة التي قيل أنها لشيري بيباس كانت لشخص مجهول. حماس بنفسها بحثت عنهم في القطاع. 

في منتصف تشرين الثاني، في موازاة الفيلم الذي ظهر فيه يردين بيباس وهو يبلغ بصورة وحشية عن موت زوجته واولاده، كانت اصبحت لدى الجيش كل المعلومات من اجل ابلاغ العائلة عن “خوف كبير على حياتهم”، لكن لم يكن أي دليل ملموس. لذلك، لم يتم الاعلان عن موتهم رسميا. في نهاية تشرين الثاني وقبل انتهاء النبضات اعلنوا في حماس بأنه لم يتم العثور على النساء العشرة، باستثناء المجندات، اللواتي كان سيتم اطلاق سراحهن ايضا.

في اسرائيل لم يصدقوا ذلك؛ في النقاشات في المستوى السياسي والمستوى الامني كان تقدير بأن حماس غير معنية بتسليم النساء في ذلك الوقت. في هذه المرحلة حماس اقترحت نبضة اخرى، ستتم فيها اعادة ثلاث أو اربع جثث، و6 – 7 رجال مسنين فوق سن الستين، احدهم كان عوديد لايفوشيتس. الاعتقاد كان أن الجثث هي لابناء عائلة بيباس. في كابنت الحرب ناقشوا الموافقة على الاقتراح رغم أن ذلك كان يعتبر خرق فظ للتفاهمات. 

نتنياهو ويوآف غالنت وبني غانتس ورون ديرمر وآريه درعي قالوا إن اسرائيل سيتم اعتبارها مستخذية، وأنها مرة اخرى خضعت لمناورة المنظمة الارهابية التي هاجمتها قبل شهرين. اذا كانت حماس تقوم باخفاء النساء الآن فأي مصلحة ستكون لها في اعادتهن فيما بعد؟ غادي ايزنكوت كان الوحيد الذي كان له اعتقاد آخر حيث قال: “يجب علينا أخذ الآن ما يقدمونه لنا. على العكس، تعالوا نجعل حماس تصدق بأنه يمكن تضليلنا، وبعد ذلك نحن سنعمل على اعادة النساء”. وقد اقترح أن تطلب اسرائيل ايضا اعادة الأب يردين بيباس كي يتمكن من دفن ابناء عائلته.

موقفه تم رفضه. وقف اطلاق النار انتهى. معظم كبار السن الذين كان يمكن تحريرهم في بداية كانون الاول قتلوا. غالنت الذي قاد معارضة موقف ايزنكوت قال بعد ذلك بأنه لا يتفاخر بذلك، لكنه لا يندم. اعضاء طاقم المفاوضات، رئيس الموساد برنياع ورئيس الشباك بار والجنرال احتياط نيتسان الون هم ايضا دعموا موقف الاغلبية. وحسب ما نشر فان الون وبار اعترفا بعد ذلك بالخطأ. 

شرك لرئيس الشباك

في يوم الاربعاء، عندما كانت كل اسرائيل تستعد نفسيا لتفطر القلب الجماعي وفي القنوات بثوا مرة تلو الاخرى صور ابناء عائلة بيباس الذين تم التخلي عنهم، كانت لنتنياهو اهتمامات ملحة اكثر. الهجوم القبيح على اعضاء طاقم المفاوضات، برنياع وبار والون، الذين خلال 500 يوم تقريبا عملوا باسمه وتحت مسؤوليته وبصلاحية منه من اجل الدفع قدما بالصفقة (التي أفشلها مرة تلو الاخرى)، كان هجوم استثنائي حتى بالمفاهيم المرضية التي اتبعها هنا. 

في المساء فقط تذكر اليوم التالي. وبادر الى نشر فيلم قصير بشر فيه بـ “يوم صعب جدا على دولة اسرائيل، يوم صادم، يوم حزين… القلب يتفطر… نحن نحتضن العائلات”. نحتضن؟ هو امتنع بشكل استفزازي الذهاب الى نير عوز، رمز المذبحة ورمز فشله، والمكان الذي اختطفت منه عائلة بيباس. تسعة اشهر وهو يستعد للزيارة. خلال ذلك قال “هم يعانون، لكنهم ليسوا أموات”. ايضا هو لم يطلب العفو كما فعل رؤساء جهاز الامن، ورئيس الدولة اسحق هرتسوغ (طلب العفو ايضا امس، بسبب أن الجيش الاسرائيلي لم يصل الى كيبوتس نير عوز، وأنه لم ينجح في اعادتهم أحياء). ولكن نتنياهو لا يفعل ذلك. هو يعتقد أنه يجب طلب العفو منه. هو الضحية هنا. 

بار يجب أن يذهب في نهاية المطاف. كنتيجة ضرورية بسبب مسؤوليته الواضحة التي تحملها عن دوره في الفشل. لكن محظور عليه التزحزح شبر واحد طالما أنه تجري تحقيقات “قطرغيت” في مكتب رئيس الحكومة، التي يقوم بها رجاله أو يشاركون فيها. على رأس نتنياهو توجد قطعة زبدة كبيرة، التي فقط تحقيقات الشباك ستكشفها. كل ذلك ايضا يمكن أن يصل الى المحكمة العليا. في سيناريو رعب، الذي بمعرفتنا الاشخاص المشاركين فيه يمكن أن يكون واقعي، فان هذا التصادم يمكن أن يتحول الى فصل جديد ومخيف في ملحمة الانقلاب النظامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى