هآرتس: نهاية الحرب مع ايران تتعلق الان بالقدرة الدبلوماسية لترامب

هآرتس 2/7/2025، تشاك فرايلخ: نهاية الحرب مع ايران تتعلق الان بالقدرة الدبلوماسية لترامب
الولايات المتحدة واسرائيل لديهما الآن هدف استراتيجي مشترك وهو ترسيخ انجازات الحرب امام ايران، ومنعها من استئناف نشاطاتها النووية. بالنسبة لدونالد ترامب فان مهاجمة المنشآت النووية استهدفت من البداية ان يكون الهجوم سريع وبالضربة القاضية. ورغم الخطاب العنيف الا أنه خال من أي مصلحة في استمرار الحرب التي تحرف الانتباه عن اولوياته في الشؤون الداخلية والخارجية، وهي ايضا مصدر للانقسام في اوساط مؤيديه.
ايضا بنيامين نتنياهو اراد نهاية مفروضة كما يبدو للقتال قبل أن تتآكل الانجازات عن طريق احداث غير مخطط لها. عمليا، تم تنسيق الامور مسبقا. الجيش الاسرائيلي في الاصل استنفد اساس قدراته، والجبهة الداخلية تعرضت لهجوم شديد، يبدو اكثر مما هو معروف. الاحاديث العالية عن تغيير النظام في ايران كانت بالاساس احاديث. سيكون من الجيد لو حدث ذلك، لكن النووي ومخزون الصواريخ كانت الاهداف الحقيقية.
ترامب ونتنياهو ايضا اتخذا العمل العسكري لاهداف سياسية. في البداية المس بقدرات ايران، وبعد ذلك فرض عليها العودة الى المفاوضات واظهار الاستعداد لتقديم التنازلات، الامر الذي رفضته حتى الآن. كلاهما عرف انه لا يمكن للهجوم العسكري، مهما كان ناجحا، ان يمنع ايران من استئناف المشروع النووي. وانه فقط بالاتفاق السياسي يمكن حل هذه المشكلة أو على الاقل تاجيلها لفترة طويلة. ولكن من هنا طريقهما ستنفصل.
ترامب يمكنه الاكتفاء باتفاق حول النووي فقط، وهو ايضا سيرغب في استخدام المفاوضات من اجل انعطافة شاملة في العلاقات مع ايران. نتنياهو سيرغب في ان يضم ايضا مخزون الصواريخ الايرانية، وربما دورها الاقليمي. وهو ايضا سيطمح الى التوصل مع الامريكيين الى تفاهمات تفيد أن من حق اسرائيل القيام بعملية عسكرية اخرى اذا قامت ايران باستئناف المشروع النووي.
في هذه المواجهة سارعت ايران الى السعي الى وقف اطلاق النار. السؤال الآن هو كيف يمكن ترجمة ذلك الى انجاز دائم. المشروع النووي تضرر بشكل كبير، لكنه لم يتم القضاء عليه. وغير معروف مكان اليورانيوم المخصب بمستوى مرتفع، الذي هو الاساس لتطوير مخزون نووي في المستقبل، الذي هو افتراض ليس غير محتمل ولكن احتماليته ضعيفة، أنه بقيت منشآت تخصيب وتحويل سرية. امام ايران تقف الان بدائل سيئة فقط. الولايات المتحدة واسرائيل متفوقة. ولكن ايضا امامهما تقف بدائل اشكالية.
ايران يمكنها العودة الى المفاوضات، لكن من اجل ان ترفض طلبات الولايات المتحدة التي يمكن أن تشتمل على قيود متشددة بعيدة المدى على مستوى تخصيب اليورانيوم والكمية، الى جانب نظام رقابة مشدد بشكل خاص. واذا رفضت كما هو متوقع فان ايران تخاطر بهجمات اخرى. واذا وافقت على هذه الطلبات فهي في الواقع ستمنع الحرب، ولكنها ستظهر ضعيفة جدا الى درجة زيادة الخطر على النظام، وستبقى بدون ضمانة النووي لوجودها. امامها ما زالت تقف امكانية المس بالقوات الامريكية وحلفاءها في المنطقة، أو محاولة الاندفاع نحو القنبلة. ولكن هذه الاحتمالات ستؤدي تقريبا بشكل شبه مؤكد الى رد عسكري امريكي، وبدلا من ذلك يمكن لايران شن حرب استنزاف ضد اسرائيل، وهو السيناريو غير المقبول على اسرائيل، بسبب رغبتها في انتهاء الحرب بسرعة.
بالتحديد يوجد بديل بسيط آخر يمكن ان يضع امام الولايات المتحدة واسرائيل امام صعوبة خاصة، وهو انه اذا خففت ايران على المدى القصير والمدى المتوسط حضورها وامتنعت عن الاستفزاز الذي يمكن ان يشكل ذريعة لاستئناف القتال، أو امتنعت عن مفاوضات جدية، أو حتى لم تفعل ذلك، وركزت على استعادة قدراتها. لاحقا عندما ستنضج الظروف ستتمكن من استئناف مشروعها النووي، بل وحتى “الوصول الى مرحلة متقدمة” من القدرة العملياتية. كيف يمكن لترامب الذي انتخب بناء على وعده انهاء “حروب الولايات المتحدة الى الابد” في الشرق الاوسط، تبرير استخدام آخر للقوة، في حين أن ايران لا تقوم بأي استفزاز؟. اسرائيل دائما حلمت بهجوم امريكي ينقذها من المشروع النووي الايراني. ولكن ما الذي سيحدث اذا تبين أن ايران تجلس مكتوفة الايدي، وان مقامرة نتنياهو الثلاثية – بدء الحرب والاعتماد على تدخل امريكا والاعتماد عليها لانهاء الحرب – فشلت، وأن كل ما تحقق ليس إلا تاجيل مؤقت؟. منتقدو نتنياهو في اسرائيل سيعتبرون ذلك دليل واضح آخر على فشل قيادته. ومنتقدو اسرائيل في امريكا سيلومونها على جر الولايات المتحدة الى حرب غير مرغوب فيها وغير ناجحة وفي غير صالحها.
الانهاء الناجح للحرب يتعلق الان بقدرة ترامب، المشكوك فيها، على ادارة دبلوماسية ناجعة، ومنع ايران من بديل خفض حضورها وعقد اتفاق نووي ناجع. من اجل ذلك يجب عليه المطالبة ببدء المفاوضات على الفور، والتوضيح انه اذا لم تتم الموافقة على طلباته فانه لا مناص من التصعيد. يمكن ايضا يجب على اسرائيل ان تلعب مرة اخرى دورها. أمن اسرائيل تعزز بشكل كبير، لكن حتى الان من غير الواضح الى متى. منذ اللحظة التي اختارت فيها الولايات المتحدة واسرائيل استراتيجية الاكراه فانه يجب عليهما التمسك بها حتى النهاية.
الان نتنياهو يمكنه الادعاء بأنه قام بالوفاء بوعده انقاذ شعب اسرائيل من الشرير المناوب، وبالتالي، يمكنه استعادة مكانته في الانتخابات. ومثلما طلبنا منه الاعتراف بالمسؤولية عن اخفاقاته الفادحة، يجب علينا الاعتراف بانجازاته. ولكن ذلك لا يغير حقيقة جوهرية هامة وهي أنه يجب عليه الاستقالة.