ترجمات عبرية

هآرتس نقلا عن إيكونومست – وضع اردوغان في تركيا لم يكن في أي يوم اسوأ من وضعه الحالي

هآرتس/ ذي ماركربقلم  ايكونومست – 15/7/2021

فضائح الفساد في تركيا وانهيار العملة المحلية والارتفاع الكبير لغلاء المعيشة،كل ذلك تسبب بهبوط شديد للرئيس التركي في الاستطلاعات. وتأييد الحزب الحاكم هبط الى 26 في المئة، ولو أن الانتخابات أجريت الآن للرئاسة لكان اردوغان سيخسر امام المرشحين الثلاثة المحتملين “.

للحظة كان لرئيس تركيا، رجب طيب اردوغان، أمل في أن تمرالعاصفة التي اثارها سادات فاقر، وهو من رجال المافيا في تركيا ويعيشفي المنفى ولديه قناة في اليوتيوب ويحمل ضغينة عميقة ضد حكومة اردوغان. ملايين الاتراك شاهدوا في هذه السنة الافلام التي عرضها فاقر، التي فيهايجلس وهو يرتدي قميص وراء طاولة وموضوع امامه مسبحة ويوجه الانتقاد للرئيس التركي وحكومته. لم تزعجه أبدا حقيقة أن فاقر هو رجل مافيا مجرم.

اتهامات فاقر التي في معظمها لا تدعمها الأدلة، قاسية. فقد اتهم ابنرئيس الحكومة الاسبق لاردوغان بتجارة المخدرات، وقال إن عضو برلمان كانمشارك في موت امرأة شابة. وحسب قوله، اضطر الى ارسال اشخاص لضرب سياسي آخر لأنه أهان اردوغان. وهو ايضا تحمل مسؤولية الهجوم على هيئات تحرير الصحف الكبرى في الدولة وقال إن وزير الداخلية سليمانسويلو اقترح عليه حماية شرطية.

افلام فاقر الثمانية حصلت على ملايين المشاهدات. سياسيون فيالمعارضة وحتى اعضاء في الحزب الحاكم، حزب العدالة والتنمية، طالبوابفتح تحقيق في هذه الاتهامات. وقد اشارت الاتهامات الى أن المافيا اصبحت شريكة في الائتلاف الحكومي، قال كمال كلتشد رولو، رئيس حزب المعارضة الاكبر. “حتى لو كان واحد في الالف من هذه الادعاءات صحيحة فهذا يعتبر كارثة، قال جميل تشتشيك، وهو شخصية رفيعة في حزب العدالة والتنمية.

في 20 حزيران اعلن فاقر أنه سيوقف في الوقت الحالي نشر الافلام. رجل المافيا الذي كما يبدو يعيش في اتحاد الامارات قال إن السلطاتالمحلية حذرته من أنه سيكون معرض للاغتيال اذا استمر في ذلك. هدنةاردوغان كانت قصيرة. فبعد يوم على اعلان فاقر وزارة العدل الامريكية اعلنتبأن الشرطة في النمسا اعتقلت رجل اعمال تركي، سازغين باران قرمز، الذيتم ذكره في عدد من الافلام. الامريكيون اتهموا قرمز بتبييض اكثر من 133 مليون دولار، حصل عليها بالخداع من خلال حسابات بنكية في تركياولوكسمبرغ. رجل الاعمال اتهم بأنه هو وعضوين من طائفة تؤيد تعددالزوجات من يوتا واصحاب شركة للوقود، خدعوا وزارة المالية الامريكية عندماقدم طلبات كاذبة لتسهيلات ضريبية على استخدام الوقود المتجدد. الخدعة تقدر بمئات ملايين الدولارات. وحسب لائحة الاتهام فان قرمز وشركائه انفقواالاموال على شراء شركة طيران وفنادق في تركيا وسويسرا، وبيت على البحرفي اسطنبول ويخت يبلغ طوله 46 متر. وهم حاولوا ايضا تطوير شبكةعلاقات مع اردوغان. جايكوف كينغستون الذي اعترف بدوره في الخدعة قبلسنتين تم توثيقه ذات مرة مع الرئيس التركي في حفل استثمارات في تركيا.

قرمز الذي ينفي دوره في الاحتيال يمكن أن يجد نفسه عالق فيمحادثات مهمة جدا مع المحققين الامريكيين. فاقر قال إن قرمز، الذي يجري. ضده تحقيق في تركيا، هرب من الدولة في السنة الماضية بفضل تحذير تلقاه من وزير الداخلية.

فاقر ايضا قام بتسريب اسماء عدة شخصيات رفيعة في الحكومة،بمن فيهم رئيس الحكومة السابق تحت اردوغان ورئيس وكالة المشترياتالامنية في الدولة وقضاة وضباط في الشرطة وصحافيون يؤيدون الحكومة،الذين حسب قوله نزلوا في فندق قرمز الفاخر، بالمجان على الاغلب.

لم يعد بطل الشعب

احتمالية أن يتم فتح تحقيق رسمي في اعقاب اتهامات فاقر ضعيفة، لكن اردوغان لم ينجح في التملص من قوة هذه الفضيحة. مؤيدو حزبه الذينتحملوا بصمت أدلة على الفساد في الفترة التي كان فيها الاقتصاد مزدهر،اقل تسامحا الآن لأن ارتفاع مستوى المعيشة وانهيار سعر العملة تقضم مداخيلهم، والتضخم ارتفع 17.5 في المئة في حزيران، وهذا رقم قياسي فيالسنتين الاخيرتين.

الليرة تراجعت الى حضيض جديد امام الدولار، بالاساس بعد أن بدأاردوغان بالضغط على البنك المركزي لخفض الفائدة. البنك الدولي يدعي أنالازمة الاقتصادية التي تفاقمت خلال وباء الكورونا القت الى الفقر 1.6 مليون تركي آخر فقط في السنة الماضية.

للمرة الاولى منذ سنوات اردوغان يظهر هش. حسب استطلاع لشركة الابحاثتركيا ريفرو، فان تأييد حزب العدالة والتنمية انخفض الى 26 فيالمئة. وهي النسبة الادنى منذ انشائه قبل عقدين. ولو جرت انتخابات الآنللرئاسة فان اردوغان سيخسر أمام أي مرشح من المرشحين الثلاثة المحتملين. الانتخابات سيتم اجراءها في 2023، لكن 58 في المئة من الاتراك وكذلكاحزاب المعارضة، يريدون تبكير موعدها.

اردوغان يفقد اتصاله الساحر. الديكتاتور التركي أمر مؤخرامؤسسات الدولة بضبط ميزانياتها ووقف مشاريع البناء والعقارات، وإن كاناعطى اعفاء من ذلك لمكتب الرئيس بالطبع. بعد بضعة ايام على ذلك نشرعدد من الصحافيين صورة لمقر الرئاسة الذي يقدر بـ 74 مليون دولار والذي فيه بركة سباحة وشاطيء على شكل الهلال التركي، والذي بني من اجل اردوغان على شاطيء البحر المتوسط. وبالنسبة لزعيم بنى نفسه كبطلللشعب، هذا لا يبدو جيد على الاطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى