ترجمات عبرية

هآرتس: نصر مطلق؟ حرب في لبنان ستقودنا الى هزيمة مطلقة

هآرتس 24/6/2024، رفيف دروكر: نصر مطلق؟ حرب في لبنان ستقودنا الى هزيمة مطلقة

في الأشهر الثمانية الأولى للحرب لم يكن لدى متخذي القرارات أي نية حقيقية للدخول الى عملية برية في لبنان. لقد هددوا بتبجح على صيغة “حسن نصر الله سيرتكب خطأ حياته”، لكن كان من الواضح لبنيامين نتنياهو ويوآف غالنت والقيادة العسكرية أنه لا جدوى من هذه المواجهة وأنها لن تحقق نتائج لا يمكن تحقيقها بالطرق الدبلوماسية، وأن الثمن يمكن أن يكون ثمنا يصعب تحمله.

في الأسابيع الأخيرة تغير الوضع قليلا. الإهانة من حزب الله أصبحت كبيرة جدا. تشويش روتين الحياة في الشمال واختراق المسيرات والاصابات الإسرائيلية تم الكشف عنها، ونتنياهو يجد صعوبة في استيعاب ذلك. فجأة ولدت حرب “رخيصة”، لم نعد نتحدث الى إعادة لبنان الى الحصر الحجري ولا يتم الحديث عن منطقة حتى الليطاني. يتحدثون عن عملية برية محدودة لبضعة كيلومترات، التي هدفها الأساسي هو القول لسكان الشمال: تهديد اختراق بري بصيغة 7 أكتوبر تمت ازالته. عودوا الى بيوتكم. أيضا اتفاق التسوية، الذي عمليا استكمل، لا يمكن أن يخرج الى حيز التنفيذ. من البداية كان مرهون بتسوية في الجنوب، وهي التسوية التي لا تلوح في الأفق. صفقة المخطوفين أصبحت غير ممكنة ويبدو أننا نذهب الى حرب استنزاف في غزة، بتوق ضبابي أنه ربما ذات يوم سيقع يحيى السنوار في يدنا، وسنتمكن من الإعلان بأننا انتصرنا.

هذه العوامل تحول للمرة الأولى العملية البرية في الشمال الى عملية ممكنة. هذا سيكون قرار سيء. الوضع صعب ومهين، لكن عملية برية بهذا الأسلوب يمكن أن تزيد خطورته. تصعب رؤية كيف سيتم تحقيق فائدة معينة منها. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي سيعلن عن البطولة “الحقيقية” للمقاتلين وعن تصفية المخربين وتدمير المعاقل المحصنة، لكن في نهاية العملية الجيش الإسرائيلي لن يتمركز في المنطقة. لا أحد سيكرر خطأ القاطع الأمني. عندما سيخرج الجيش فانه لن يكون بالإمكان الادعاء وبحق بأن تهديد الاختراق البري تمت ازالته تماما. في الأصل الطرفين سيضطران الى العودة الى اتفاق التسوية الذي هو موضوع الآن على الطاولة. هناك أمر اكثر إشكالية وهو أن الضربات في الجبهة الداخلية الإسائيلية يمكن أن تحدث اضرار مؤلمة، لكن في نفس الوقت حتى تحويل العملية البرية “الصغيرة” الى حرب شاملة. إسرائيل لن تستطيع عدم الرد بقوة اكبر على قطع الكهرباء وعلى ضرب المنشآت الاستراتيجية. أيضا هذا الرد يتعلق الآن يتحد غير محتمل تقريبا. كبار القادة في الجيش الإسرائيلي على مدى السنين هددوا بأنه في الحرب مع حزب الله سيتم تدمير دولة لبنان وشبكات المياه والكهرباء والبنى التحتية.

من المحزن أن يئير لبيد وبني غانتس مرة أخرى لا يتجرآن على معارضة هذه العملية بشكل علني. هذا نموذج يتكرر لديهما، لا سيما لدى غانتس. عملية في رفح؟ نحن اردنا ذلك في السابق. من هو المسؤول عن تفويت صفقة المخطوفين؟ حماس. هذا يتكرر حتى في انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي بدفع من نتنياهو، وفي النظرة العامة للاتفاق. غانتس يخشى من فقدان أصوات الوسط – يمين، وفي الطريق يفقد ذخر اكثر أهمية وهو القيادة. 

ما الذي وبحق يمكن فعله في الشمال؟ لا توجد خيارات جيدة. ولكن اليكم الأقل سوء من بينها: انسحاب إسرائيل بشكل احادي الجانب من غزة، وخلال ذلك الإعلان بأن الحرب ضد حماس ستستمر، وأننا سنحتفظ لانفسنا بحرية العمل والعودة اذا وجدنا أن هذا صحيح؛ التوصل الى اتفاق تسوية في الشمال وتكثيف واضح للدفاع عن المستوطنات وخط الحدود في الشمال وفي الجنوب. بعيدا عن “النصر المطلق”، لكن على الأقل ليس “هزيمة مطلقة” التي هي الاتجاه الذي نحن نتجه اليه الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى