ترجمات عبرية

هآرتس: نصر الله في خطابه يضع خطاً أحمرً جديداً: الهجمات الإسرائيلية في سوريا

هآرتس ١٦-٤-٢٠٢٣، بقلم عاموس هرئيل: نصر الله في خطابه يضع خطاً أحمرً جديداً: الهجمات الإسرائيلية في سوريا

رغم تحذيرات الاستخبارات الكثيرة والاستعداد العالي في إسرائيل، لم تسجل محاولات لإطلاق صواريخ أو مسيرات نحو الأراضي الإسرائيلية طوال “يوم القدس” الإيراني الذي صادف أول أمس. في المقابل، نشر عن هجمات سايبر ضد مواقع إنترنت لبنوك إسرائيلية، التي كما يبدو لم تسبب حتى الآن أضراراً حقيقية. في الوقت نفسه، استمر تبادل اللكمات اللفظية بين الطرفين إلى جانب نشاطات الحرب النفسية.

صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نشرت الجمعة عن مصادر مجهولة بأن إطلاق الصواريخ من لبنان في 6 نيسان لم يكن مجرد مبادرة لرجال حماس في جنوب لبنان، بل كان خطوة منسقة للمحور الشيعي بقيادة إيران. وفقاً للصحيفة، فإن الجنرال إسماعيل قاءاني، قائد “فيلق القدس” التابعة لحرس الثورة (الذي حل محل قاسم سليماني الذي اغتاله الأمريكيون في كانون الثاني 2020)، جاء قبل بضعة أيام من إطلاق النار إلى بيروت لتنسيق الهجوم على إسرائيل. إطلاق الصواريخ، كما نشر، نوقش في اللقاءات بين الجنرال الإيراني وشخصيات رفيعة في حماس، صالح العاروري وإسماعيل هنية وسكرتير “حزب الله” حسن نصر الله.

يتفق ما نشر من الولايات المتحدة مع جزء من التقديرات السابقة التي سمعت في إسرائيل بعد بضع ساعات على إطلاق الصواريخ، التي بحسبها لم يكن بالإمكان إطلاق 30 صاروخاً تقريباً من جنوب لبنان دون موافقة رئيس “حزب الله”، الجسم العسكري القوي هناك. ثمة مصادر أمنية في إسرائيل تتمسك بموقفها: إطلاق النار كان على يد حماس وبدون تنسيق مسبق مع “حزب الله”.

في المقابل، هم ينسبون لـ”حزب الله” انفجار عبوة ناسفة قرب مجدو في 13 آذار، الذي أصيب فيه مواطن إسرائيل إصابة بالغة. في تلك الحادثة تشخص إسرائيل وبحق وجود صلة إيرانية. في الأسابيع التي تلت الانفجار في مجدو وقعت سلسلة هجمات جوية في سوريا نسبت إلى إسرائيل. ضابطان في حرس الثورة الإيراني على الأقل قتلا في هذا القصف.

يوم القدس في العالم الشيعي شمل كما هو متبع أيضاً خطاباً مطولاً لنصر الله. رئيس حزب الله كعادته مؤخرا تطوع ليكون محلل للشؤون الداخلية الإسرائيلية. فقد عاد وتنبأ بأن الأزمة السياسية والقانونية الشديدة في أعقاب الانقلاب النظامي الذي يقوم به ائتلاف نتنياهو سيؤدي إلى انهيار الدولة. ولكن نصر الله كما يبدو ليس الشخص الصحيح الذي عليه أن يعظ إسرائيل بالديمقراطية دون صلة بالخطر الحقيقي للوضع. ورغم أن اقواله وبحق تعكس الاستنتاجات في إيران وفي لبنان فيما يتعلق بضعف إسرائيل الآن، إلا أنه سيرتكب خطأ إذا حاول جرها إلى مواجهة عسكرية شاملة.

الأكثر أهمية كما يبدو هو رسالة أخرى تضمنها رئيس حزب الله. نصر الله هدد بأن إسرائيل لن تستطيع أن تعول لفترة طويلة على الهدوء في الجبهة السورية إذا استمرت هجماتها الجوية هناك. هذا تصريح هام. في صيف 2019، بعد هجوم الحوامات الذي نسب لإسرائيل في حي الضاحية في بيروت، أعلن نصر الله بأنه من الآن سيسعى حزب الله إلى ضرب الطائرات الإسرائيلية في سماء لبنان، والنتائج كانت واضحة فيما بعد.

ومثلما نشر في “هآرتس” في آب الماضي فإن حزب الله قام بتطوير منظومات دفاعه الجوية في لبنان بمساعدة إيران، وهو يحاول اسقاط طائرة إسرائيلية والمس بتفوق إسرائيل في سماء لبنان، الذي كان واضحاً خلال سنوات كثيرة. من تجربة الماضي فإن نصر الله تعود على أن يشير إلى نوايا منظمته في خطابات من هذا النوع. وقد تطرق أمس إلى النضال الفلسطيني في الضفة وقال إن حزب الله سيساعد بالأموال والسلاح لشن هجمات من “المناطق” [الضفة الغربية] على أهداف إسرائيلية.

على الهامش اندلعت مناوشة واقعية بين نصر الله ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الزعيمان اللذان تربطهما علاقة معقدة مع الحقيقة، كل على طريقته. في المقابلة الطويلة والممتعة في القناة 14 الخميس الماضي كرر نتنياهو للمرة الثانية الادعاء بأن إسرائيل هاجمت أهدافاً لـ”حزب الله” في لبنان رداً على إطلاق الصواريخ الأخيرة من لبنان. مع ذلك، في بيان المتحدث بلسان الجيش بعد الهجوم، قال إن الهدف الذي استهدف في لبنان يخص حماس. من ناحية أخرى، قال نصر الله إن نتنياهو كان يكذب، وأن ما قصف لم يكن هدفاً لـ”حزب الله” أو لحماس، بل مزرعة موز مهجورة.

هدوء نسبي

في القدس مر مجيء أكثر من 100 ألف مسلم إلى صلاة يوم الجمعة في الحرم بدون أحداث خاصة. بقي أسبوع على انتهاء شهر رمضان، ويبدو أن إسرائيل ستحاول تجنب أخطاء أخرى في الحرم التي ستشعل من جديد النار في القدس و”المناطق” [الضفة الغربية]، بعد أن أشعل اقتحام الشرطة العنيف إلى داخل المسجد قبل نحو عشرة أيام.

رغم الهدوء النسبي في الأيام الأخيرة، إلا أن إسرائيل ما زالت تقف أمام خطر الاشتعال في عدة ساحات، التي يمكن أيضاً أن تتكتل معاً. نصر الله في خطابه حذر من أنه إذا “تصرفت إسرائيل بغباء ومست بالأماكن المقدسة” فستتسبب بحرب. وقال إن محاولة إسرائيل الفصل بين جبهات المواجهة لعبة خطرة، وأضاف بأن منظمته غير معنية بحرب شاملة، بل بحرب استنزاف.

نتنياهو كالعادة يوزع الاتهامات في كل الاتجاهات حول المسؤولية عن التدهور في الوضع الأمني، الذي أصبح واضحاً منذ أداء الحكومة لليمين قبل ثلاثة أشهر ونصف. كان هناك في الحقيقة عمليات كثيرة، خاصة من الضفة، أيضاً في فترة حكومة بينيت – لبيد. ولكن مؤخراً ظهر بوضوح ارتفاع كبير في الأحداث إلى جانب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ولبنان وحتى من سوريا.

مثلما في الاقتصاد، حيث تعرضت إسرائيل إلى ضربة قاسية أخرى في نهاية الأسبوع عند نشر تنبؤ التصنيف الائتماني لشركة موديس، فإن الأزمة الداخلية التي تسبب بها نتنياهو مقرونة بثمن باهظ وبأخطار كثيرة. استمرار خطوات التشريع ستشعل احتجاج رجال الاحتياط. وبذلك، ستمس بقدرة الجيش الإسرائيلي في ذروة فترة التصعيد الأمني الآخذة في الاشتداد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى