ترجمات عبرية

هآرتس: نشر تحقيقات الجيش الإسرائيلي كشف فقط جزء من صورة 7 أكتوبر

هآرتس 28/2/2025، عاموس هرئيلنشر تحقيقات الجيش الإسرائيلي كشف فقط جزء من صورة 7 أكتوبر

هذا  الأسبوع كان أحد الأسابيع القاسية التي مرت على المجتمع الإسرائيلي منذ بداية الحرب. كان يبدو أن إعادة جثامين المخطوفين، بعد اللقاءات المؤثرة بين المخطوفين الاحياء وبين أبناء عائلاتهم في الأسابيع الأخيرة، تلف كل الدولة بغيمة حزن ثقيلة. عشرات الآلاف شاركوا في جنازة أبناء عائلة بيباس من كيبوتس نير عوز، الأم شيري وأولادها اريئيل وكفير. وعدد اكبر شاهد الجنازة في البث الحي في التلفزيون.

مظاهر اللامبالاة الأسبوعية لاعضاء الائتلاف، الذين يواصلون ممارسة عملهم وكأن المأساة لا تعنيهم أبدا، فقط زادت هذا الحزن. وقد كان بنيامين نتنياهو افضل من فعل ذلك، حيث لوح في الكنيست بصور الأم وأولادها وقال بعض الكلمات عن القتل المخيف في الأسر، مع التجاهل المطلق لطلب العائلة، الامتناع عن ذلك. بعد يومين ظهر وهو يرتدي ربطة عنق بلون برتقالي في المحكمة وطلب من القضاة بدء الجلسة بالوقوف دقيقة صمت لذكرى عائلة بيباس، في محاولة لابتزاز التعاطف لنفسه. القضاة، الذين كانت لهم شجاعة استثنائية رفضوا ذلك وبحق.

القيادة العليا في الجيش كانت لها أسباب أخرى للغرق في اليأس. إزاء تبكير انهاء فترة خدمة رئيس الأركان هرتسي هليفي، الى الأسبوع القادم، سيتم استكمال أخيرا التحقيقات في الجيش الإسرائيلي، لا سيما الفحص الداخلي لاحداث 7 أكتوبر والاخفاقات التي أدت اليها. في يوم الاثنين الماضي اجتمع 600 ضابط، من قادة الوحدات التي شاركت في القتال والجنرالات ورئيس الأركان، في قاعدة سلاح الجو في “بلماخيم”، وهو لقاء ماراثوني تم عرض فيه نتائج التحقيقات الرئيسية. فيما بعد تم عرض التحقيقات في المعارك المختلفة على تجمعات غلاف غزة، التي قتل سكانها أو تم اختطافهم في المذبحة.

اذا كان هناك من يتوقع تجربة تطهيرية، فهو مخطيء. “جميعنا ما زلنا عالقين في 7 أكتوبر”، اعترف ضابط شارك في التحقيقات. “لا يمكن التحرر من ذلك”. في الخلفية يثور طوال الوقت الخوف من أن وقف اطلاق النار في الجبهات الرئيسية، غزة ولبنان، هو مؤقت فقط. اذا فشلت المفاوضات فان من شأن الحرب أن تستأنف، وستقل جدا احتمالات المخطوفين الباقين في التحرر وهم على قيد الحياة. في القطاع ما زال يحتجز 59 جندي ومدني، في حين أن موت 35 منهم اعلن عنه في السابق. في جهاز الامن يقدرون الآن أن 22 مخطوف ما زالوا أحياء.

عرض وداع

مراسم تبادل المنصب بين هليفي ورئيس الأركان الجديد ايال زمخير سيتم اجراءها في يوم الأربعاء القادم، وستكون في مقر وزارة الدفاع في الكرياه بدلا من مكتب رئيس الحكومة في القدس كما هي العادة، في اطار مقلص ومغلق امام وسائل الاعلام. المبرر الرسمي الذي يطرحه الجيش الإسرائيلي هو أنه من غير المناسب اجراء مراسم احتفالية خلال الحرب (بين السطور، الاخذ في الحسبان ظروف استقالة رئيس الأركان). عمليا، هذا كان املاء من مكتب رئيس الحكومة، الذي يبدو أنه يخشى البث المباشر لاقوال هليفي.

في هذه الظروف كان عرض التحقيقات العرض الأكثر أهمية، الأخير، وهو يرتدي الزي العسكري. هذا جدير بالتقدير. الإخفاقات التي حدثت في عهد هليفي كانت جزء مركزي في كارثة 7 أكتوبر (حتى الآن ما زال يثير الاستغراب عدم استعداده لتفصيل الأخطاء الرئيسية له، رغم تحمله المسؤولية بشكل علني). ولكن مجرد عملية التحقيق الواسعة التي قادها هي خطوة مهمة الى الامام، حتى لو لم تكن كل التحقيقات متشابهة من حيث طبيعتها وجودتها. مشكلة من المشكلات تتعلق باختيار المحققين. رئيس الأركان قام بتعيين طاقم خبراء، ضباط كبار في الاحتياط برئاسة رئيس الأركان السابق شاؤول موفاز. نتنياهو فرض عليه الغاء القرار بذريعة أن الامر يتعلق بشخصيات سياسية. النتيجة هي أن عدد كبير من المحققين البديلين هم ضباط في الاحتياط، من الذراع أو القيادة، الذين تم التحقيق معهم، وهم أقل رتبة من الجنرالات الذين وقفوا على رأس الهيئة التي يتم التحقيق معها.

يبدو أن شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” تعمقت في التحقيق في اخطائها، والطريقة التي ساهمت الثقافة التنظيمية المتبعة فيها. لقد تم القيام بعمل مثير للانطباع أيضا بخصوص التحقيق في التصورات الخاطئة التي كانت للجيش الإسرائيلي عشية الحرب. في حين أن تحقيق سلاح الجو دحض كل الهراءات التي تقول بأن احتجاج الطيارين هو الذي عوق تقديم المساعدة الجوية لبلدات الغلاف والمواقع هناك في صباح المذبحة. لم يكن ينقص هليفي الشجاعة الجماهيرية. وخلافا لنتنياهو هو حرص على زيارة الغلاف قبل وبعد المذبحة. في زيارة له في نير عوز، الكيبوتس الذي نسي وتم اهماله، سمع شيء أصابه بالصدمة. المخرب الأخير الذي شارك في المذبحة، قال له أحد سكان الكيبوتس، ترك نير عوز قبل فترة طويلة من دخول الجندي الأول الى الكيبوتس.

هذا ملخص المأساة، التي وصلت الى الذروة في نير عوز. ببساطة، الجيش الإسرائيلي لم يكن في الغلاق في ذلك الصباح، على الأقل ليس في الوقت الصحيح والحجم المطلوب. سلاح الجو، كما يتضح من التحقيقات، عمل في نير عوز قبل القوات البرية. في الساعة 9:30 صباحا أمر قائد سلاح الجو، الجنرال تومر بار، بمهاجمة السيارات التي حاولت اجتياز الجدار عائدة الى قطاع غزة. حدثت بعض الهجمات قرب نير عوز، وفي حالة قتلت افرات كاتس، من سكان الكيبوتس، هي وخاطفيها بسبب صاروخ اطلق من مروحية إسرائيلية. ولكن لم يكن لطياري المروحية ومشغلي المسيرات، الذين بدأوا بشكل متأخر في الهجوم قرب الجدار، رجل اتصال على الأرض في نير عوز، أو في الكيبوتسات والمواقع العسكرية، كي يمكن من القيام بهجوم دقيق فيها أيضا، بصورة تساعد على احباط الهجوم والتمييز بين الخاطفين وضحاياهم.

هنا يكمن الفشل: كل أساس وجود ومسؤولية الجيش الإسرائيلي، في الدولة التي نهضت من رماد الكارثة، هو ضمان سلامة اليهود الذين يتعرضون للخطر، من نير عوز وحتى عنتيبة. ولكن في صباح عيد نزول التوراة الأمهات في الكيبوتسات اختبأن مع اولادهن في الغرف الآمنة وكتبت، أحيانا باصابع تنزف، رسائل في الواتس اب، تساءلن فيها عن شيء واحد وهو أين، بربكم، الجيش الإسرائيلي؟. في نير عوز وفي كفار عزة، في حفلة “نوفا” وفي بئيري، السكان ماتوا وتم اختطافهم قبل أن يتمكنوا من سماع صوت جندي واحد في المحيط.

التصور” بخصوص القطاع لا يتلاءم مع الوصف البيبي الذي بحسبه مجموعة يسارية من خريجي صندوق فاكسنر سيطرت على الجيش الإسرائيلي، واصابته بالشلل، ومع المحكمة العليا منعت الجنود الذين يوجدون على الحدود من الدفاع عن انفسهم. التصور الحقيقي معقد وعميق ومتشعب اكثر بكثير. هو ليس من صنع الدولة العميقة المتخيلة، التي تختفي في الظلام. على المستوى السياسي هي تتعلق بتصميم نتنياهو (وبدرجة اقل حكومة التغيير التي حكمت سنة ونصف) على إدارة النزاع مع الفلسطينيين بدون محاولة لحله، واتباع سياسة “فرق تسد” بين حماس في القطاع والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، والسماح بضخ الأموال القطرية الى قطاع غزة، مع المعرفة الواضحة أنها تبني الجهاز الإرهابي الوحشي لحماس.

على المستوى العسكري، هيئات الأركان المتعاقبة تقاسمت مع الحكومات التطلع المشترك للاحتواء وضبط النفس على الحدود، وعدم الرغبة والايمان بالقدرة على القيام بعملية برية في المناطق المأهولة المكتظة، والصعوبة في الاختلاف مع الجهات الرفيعة، سواء العسكرية أو المدنية، التي ترسم صورة وردية وترفض الاستماع الى التحذيرات من مستقبل اسود. كل ذلك يوجد في مجال حكم طواقم التحقيق العسكرية. ولذلك فانه مطلوب لجنة تحقيق رسمية.

كسوف

في السطر الأخير، التحقيقات تؤكد على الكثير من المعلومات التي نشرت في “هآرتس” وفي وسائل اعلام مختلفة في الـ 16 شهر الأخيرة، وتشاركها في الكثير من الاستنتاجات. لقد كان لدينا هنا في الأساس جمود فكري: جهاز الاستخبارات، الجيش والشباك على رأسه، لم يؤمن بأن حماس يمكنها اخراج الى حيز التنفيذ هجوم منسق يشارك فيه آلاف المخربين في اكثر من 100 نقطة اختراق، والنجاح في هزيمة فرقة غزة والسيطرة على مساحة كبيرة من الأرض التي توجد تحت مسؤوليتها.

إسرائيل اختارت تبني تفسيرات بديلة. فحتى عندما وصلت الاثباتات بأن حماس قامت باعداد خطة عملياتية مفصلة لهذا الهجوم المفاجيء (وثيقة “سور أريحا”)، وأنها تقوم بتدريب وحداتها على التنفيذ (كما شخصت وأبلغت عن ذلك ضابطة الصف في جهاز الاستخبارات و.)، وأنها تقوم بجولات ميدانية استثنائية (التي حذرت منها المراقبات)، وتقوم باجراء حوار عملي متشعب مع شركائها بخصوص طبيعة الهجوم، وربما توقيته. التجاهل كان مزدوج، أيضا من جيش الإرهاب الذي تطور على طول الحدود، ومن النية الأيديولوجية والعملية الواضحة لاستخدامه من اجل تغيير الوضع من جذوره وهزيمة إسرائيل في حرب متعددة الجبهات. القادة اقنعوا انفسهم بأنه اذا حدث أي تغيير فان الاستخبارات الإسرائيلية القادرة على كل شيء ستكتشف ذلك، وستوفر الإنذار المسبق الذي سيمكن من فترة مناسبة للاستعداد لذلك.

الجزء المكمل للأرض الخصبة التي نبتت منها الكارثة يكمن في الاستعداد العملياتي. أيضا على الحدود مع لبنان أمام آلاف مقاتلي قوة “الرضوان” التابعة لحزب الله، وضع الجيش الإسرائيلي اربع كتائب فقط، وهو نفس عدد الكتائب التي انتشرت امام حماس. عندما عبر قائد فرقة الجليل، العميد شاي كلبر، عن تخوفاته قبل الحرب بأنه لن يتسلم انذار كاف، قاموا في جهاز الاستخبارات العسكرية بتهدئته، أن هذا الإنذار سيأتي في موعده.

على حدود غزة، التي اتبعت فيها في أيام السبت وفي الأعياد سياسة عادة الخروج الى إجازة متساهلة بشكل خاص، في صباح الهجوم كان يوجد فقط 770 جندي مقاتل (حسب رواية 680 جندي)، و14 دبابة فيها طواقم. هؤلاء اضطروا الى مواجهة موجة غزاة تتكون من 5600 مخرب، قبل أن تصل الى الساحة قوات تعزيز للجيش الإسرائيلي. الوضع على الحدود مع لبنان كان يمكن أن يكون خطير أكثر، لولا أن رئيس حزب الله حسن نصر الله تردد وقيادة المنطقة الشمالية كسبت الوقت لنشر هناك حتى المساء ثلاث فرق.

في تدني العدد، 1:7 أو اكثر، الجنود في المواقع وفي مقرات القيادة على حدود القطاع، وجدوا انفسهم عالقين في أماكنهم، ويحاولون بيأس الدفاع عن انفسهم، ويجدون صعوبة في تقديم المساعدة للبلدات أو المسافرين الذين تمت مهاجمتهم في الشوارع الرئيسية، التي نشرت حماس على طولها الكمائن الفتاكة والفعالة. وقد ساهم في ذلك التآكل التدريجي للقواعد العملياتية للجيش الإسرائيلي في مهمات الدفاع، التي فيها في الأصل لم يتميز في أي يوم بشكل خاص. جنود احتياط قدامى أصيبوا بالدهشة عندما اكتشفوا أن الإجراء القديم والجيد، “تنبيه في الفجر”، الذي فيه كل جنود الموقع يوجدون في اماكنهم في فترة الانتقال من الليل الى النهار، مع الافتراض المعقول أن هذا هو الموعد المرجح اكثر لتنفيذ هجوم، تم استبداله برواية أخرى تشمل فقط تكثيف قليل لمنظومة الدوريات.

خلف ذلك، إضافة الى استخفاف معين بالعدو الفلسطيني، (والتركيز على حزب الله وايران)، كان هناك أيضا ثقة كبيرة بالعائق الحدودي الذي تم استكماله في 2021. نتنياهو ورئيس الأركان في حينه، افيف كوخافي، قاما بوصف العائق ضد الانفاق والجدار الذي أقيم فوقه كحل كامل سيزيل تهديد اختراق البلدات.

في فحص بأثر رجعي تم العثور في الاستخبارات العسكرية على سلسلة احداث وتصريحات، التي رسمت طريق حماس للهجوم قبل فترة طويلة من سرقة وثيقة “سور اريحا”، التي ظهرت وكأنها الفهم المتبلور في قيادة الذراع العسكري بعد عملية “الجرف الصامد” في 2014، ووجدت التأكيد المتجدد عليها في ضوء صعود يحيى السنوار لقيادة حماس في 2017، وأصبحت خطة عملياتية في اعقاب عملية “حارس الاسوار” في 2021. هنا يظهر فهمان للواقع في القطاع: حماس من المريخ والاستخبارات العسكرية من الزهرة. السنوار وشريكه محمد الضيف قاما بتلخيص عملية “حارس الاسوار” واعتبارها نجاح كبير، التي خلالها تمكنت حماس من اشعال القدس وتجنيد الجمهور العربي في إسرائيل، وللمرة الأولى جربت معركة متعددة الساحات ومتزامنة. هنا تطور التفكير بأن هجوم مفاجيء يمكن أن يكون واقعي، شريطة أن تكون المفاجأة كاملة. إسرائيل في المقابل، التي ربتت على كتف نفسها في اعقاب تدمير منظومة الانفاق التي سميت “الميترو” (رغم أنه بالفعل هذا كان فشل مطلق)، قالت إن حماس خائفة وضعيفة، وأكدت صدقها الموهوم عندما امتنعت حماس عن المشاركة في جولات القتال التالية بين الجيش الإسرائيلي والجهاد الإسلامي.

العميد احتياط ايتي براون، الذي اشرف على التحقيق في قسم الأبحاث في “أمان”، يعتقد أنه ربما قراءة الاتجاه الخاطئة للاستخبارات حول حماس بدأت قبل اكثر من عقد، وأن الجهاز كان في حالة “تسلل” بشأن غزة. في حين كان يتميز بجمع المعلومات واحباط تهريب السلاح في عدد متنوع من الجبهات. إضافة الى ذلك براون يربط هذه الاقوال بغياب الوعي في إسرائيل حول عمق “خطة الإبادة”، والنقاشات في المحور الإقليمي الراديكالي بقيادة ايران، التي أصبحت على مر السنين عملية وملموسة بالنسبة للمشاركين فيها.

تحقيق براون ينسب الفشل لعدة إخفاقات، التي جزء منها ثقافي. لقد كان هنا، بالنسبة له، اخفاق استخباري كلاسيكي: شعبة الاستخبارات العسكرية تمسكت بالتصور الذي بحسبه حماس خائفة من مواجهة عسكرية شاملة، والتي من جانبها تتغذى على عمليات خداع حماس، والتي بثت أن رغبتها هي التسوية. براون وجود عيوب في الثقافة وفي أسلوب التحقيق، الانحياز الذي أثر على التقدير، والكثير من المشاكل الهيكلية والتنظيمية. وكما قال مؤخرا في مقابلات مع وسائل الاعلام، “الفشل لم يحدث لمجموعة صغيرة معينة من رجال الاستخبارات في ليلة معينة”، بل هو يعكس فجوة اكبر.

تشخيصات براون مختلف عليها في جهاز الاستخبارات طوال الوقت. هناك من يعتقدون أنه يذهب بعيدا جدا، الى درجة “العدمية الاستخبارية”، التي تنفي كليا القدرة على التنبؤ بالتوجهات والاحداث. آخرون يشعرون بالغضب من تجاهل براون للتحذيرات الاستراتيجية التي أصدرها قسم الأبحاث في بداية العام 2015، التي حذرت من انفجار الساحة الفلسطينية، لكن نتنياهو تجاهلها كليا، حيث أراد مواصلة السياسة القائمة. والبعض يرون أن التركيز الزائد على إخفاقات الاستخبارات طوال الوقت يعتبر تساهل زائد مع رئيس الوزراء.

حسب اقوال العميد احتياط موشيه شنايد، الذي ترأس التحقيق لفحص الاستخبارات عشية الهجوم، على الأقل جزء من المشكلة يظهر أيضا هناك. “في ليلة كلها عوالم صغيرة”. ثورة المعلومات أدت الى فيضان كبير من المعلومات الاستخبارية من عدد كبير من الحساسات (مثل التنصت على شبكة الهواتف المحمولة)، والمحللون للمعلومات يجدون صعوبة في تنظيمها والعثور على الأجزاء الدراماتيكية والأكثر حسما.

احداث تلك الليلة، التي تعتبر ليلة تراجيدية في تاريخ الدولة، تم تفكيكها وتحليلها في الجيش الى ساعات ودقائق. السؤال الأساسي يتعلق باشارات الإنذار التي بدأت تتراكم في الليلة السابقة، على رأسها تفعيل بطاقات الهواتف المحمولة الإسرائيلية في عشرات الهواتف لمخربي حماس من النخبة.

التحقيقات توثق محادثات متواصلة وفحوصات طويلة حول الإشارات المتراكمة حول أنه يوجد شيء غير سليم. ولكن هليفي، الذي ادارها في الجزء الأخير بالتنسيق مع الشباك برئاسة رونين بار، سمع أيضا اجماع استخباري جارف يقول بأنه لم يكن يخطط لهجوم واسع، معظم الإشارات تقول بأن حماس تتصرف كالعادة، وفي الأصل الحديث لا يدور عن انذار في الفترة الزمنية الفورية.

الكارثة في 7 أكتوبر اكثر مما هي نتيجة اتخاذ القرارات الخاطئة في الليل، تعكس النضوج والتقاطع لعمليات سلبية تطورت على مدى السنين، على رأسها يقف التصور السياسي (حماس هي ذخر لاسرائيل)، والخطأ الاستخباري (حماس لا ترغب ولا يمكنها تنفيذ هجوم على مستوى فرقة)، والاستعداد الدفاعي الضعيف. هذا كان كسوف كامل، الذي تداعياته تحطمت على الإسرائيليين مثل السد الذي انفجر في التسونامي، في الساعة 6:29 صباحا.

كبار الضباط الذين القوا الخطابات في قاعة الاجتماعات في قاعدة “بلماخيم” اكثروا من التحدث عن المسؤولية وتعذيب الضمير. بعضهم قالوا بصراحة إن هذا الفشل ودورنا فيه سيطاردنا حتى يومنا الأخير. آخرون تمسكوا بالتفاصيل وبصور معينة، وكرروا ما سمعه رئيس الأركان في نير عوز. في عيد الفصح الماضي اجرى قائد وحدة في لواء غولاني مقابلة مع “يديعوت احرونوت”، قال فيها: “لو أنهم اعطونا انذار لنصف ساعة لكانت الأمور ستكون مختلفة كليا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى