ترجمات عبرية

هآرتس: نسينا للألمان اوشفيتس، لكننا لم ننس للعرب 7 اكتوبر

هآرتس 12/11/2024، كوبي نيفنسينا للألمان اوشفيتس، لكننا لم ننس للعرب 7 اكتوبر

بذنب مني مثل الكثيرين، رأيت مقال للعلاقات العامة السياحية المدفوعة (أنتم تعرفون بالطبع أن شركة طيران وفنادق تمول رحلات ومكوث الكاتب)، في صحيفة “يسرائيل اليوم” التي تمدح وتمجد المدينة البولندية كاركوف. وزدت ذنبي وقرأت المقال القصير، ربما لأنني تعرضت بدون وعي الى موجة “حنين الى الماضي”، لأنني كنت قبل بضع سنوات في هذه المدينة، التي هي وبحق مدينة جميلة.

أنا قرأت المقال الذي عنوانه الثاني كان بأنه “في كاركوف توجد بلدة قديمة رائعة في جمالها، ويوجد فيها حي مثير لليهود، وثقافة غنية والكثير من الطعام الممتاز”، الامر الذي هو مؤكد. ولكن عندما انتهيت من قراءة المقال خطر ببالي سؤال مقلق وهو “لحظة، أين اوشفيتس؟”.لأن اوشفيتس، لمن لا يعرف ذلك، توجد على بعد ساعة ونصف سفر من كاركوف. وأن تنشر في صحيفة إسرائيلية – يهودية، صحيفة تتفاخر كما يبدو بهويتها اليهودية – الإسرائيلية، مقال عن عجائب مدينة كاركوف بدون أن تذكر على الاطلاق وجود اوشفيتس القريبة، وبدون اقتراح (فقط لمن يريد وليس بشكل الزامي) في هذه المناسبة الاحتفالية جملة صغيرة أو جملتين، زيارة ممتعة لما كان قبل اقل من ثمانين سنة معسكر الإبادة النازي الأكبر لليهود في أوروبا، والذي قتل فيه في سنوات عمله اكثر من مليون يهودي، فان هذا فيه القليل من النفي أو انساء الكارثة، أليس كذلك؟.

في حينه قرأت عدة مرات كي لا يكون قد غطى بخار لاسامي على النظارات، لكن لا. اوشفيتس غير موجودة. هل معقول أن المراسل شمعون يعيش لا يعرف أن اوشفيتس قريبة جدا، أو أن من يمولون الرحلة و/أو المحررين في صحيفته طلبوا منه عدم ذكر (ربما حتى هذا كان الشرط لتمويل الرحلة والفندق) بأي شكل من الاشكال اوشفيتس كي لا يمس ، لا سمح الله، بأعمالهم التجارية؟، تساءلت.

يمكن فقط تخمين الإجابة، لكن إشارة سميكة جدا على ذلك توجد فيما كتبه يعيش عن الحي اليهودي في كاركوف: “رغم أن الجالية اليهودية في المدينة تقلصت بشكل كبير، إلا أن الثقافة اليهودية موجودة جدا فيها”. ما الذي بالضبط حدث للجالية اليهودية في المدينة؟، “تقلصت”. أيضا “بشكل كبير”؟ كيف؟ ماذا؟ مثلما الجالية اليهودية في غلاف غزة تقلصت مؤخرا؟.

لكن يجب عدم القلق، يواصل ويُجمل يعيش الواقع: “الكنس تم الحفاظ عليها وأصبحت مواقع للزيارة”. صحيح، يوجد خمسة كنس، كما اعتقد، من بين الـ 100 كنيس التي كانت هناك عشية الحرب العالمية الثانية. ومن يبحث عن طعام حلال يمكنه ايجاده. الأساس: في الحي اليهودي يمكن رؤية لافتات كبيرة تدعو الى إعادة المخطوفين واعلام إسرائيل. المجد لله!.

بعد بضعة أيام صادفت في هذه المرة ،كما يبدو بدون صدفة، مقطع فيديو قصير جدا في داخل درس للحاخام دوف ليئور، من الحاخامات المعروفين والمهمين للصهيونية الدينية. أي شعب في العالم هو الأكثر حقارة كما تعتقدون؟، سأل الحاخام طلابه هذا السؤال الغريب جدا. هو يفكر وبعد ذلك يجيب: “أنا بحسن نية اعتقدت في البداية – السود. 

هنا أنا اعترف بأنني عندما شاهدت هذا للمرة الأولى انفجرت بالضحك. ومنذ ذلك الحين في كل مرة اشاهد فيها موعظة الحاخام ليئور هذه أضحك. لأن هذه هي افضل حلقة تهجئة أو محاكاة ساخرة رأيتها طوال حياتي، 77 سنة، عن رجل دين عنصري وعن العنصريين بشكل عام. حقا هذه كانت حلقة جميلة جدا. ولكن الحاخام لم ينه بذلك اجابته على السؤال المهم: أي أمة هي الأكثر حقارة في العالم. هنا وصل الى حيث هدف منذ البداية: “حاخام نيتسح يسرائيل يقول العرب. هو يجلب ذلك من داخل سيرة الحاخامات الميتين ويثبت أقواله من الغمارا – حيث يقول هم الأكثر حقارة”.

لكن لماذا ينشغل شخص هو حاخام في إسرائيل بسؤال “أي أمة هي الأكثر حقارة في العالم؟”، ولماذا هذا الامر مهم؟ هل يوجد للحاخام أو للتوراة أو للغمارا تصنيف للدول الحقيرة في العالم؟ في أي مكان، مثلا، يوجد الصينيون أو اليابانيون، أم أنه بالنسبة للحاخام هم أمة واحدة من ذوي العيون المائلة، هل هم في قائمة الدول العشرة الأولى أم في المكان الـ 27؟.

كيف أن “السود”، أي كل جلده اسود، بالنسبة للحاخام الحقير والعنصري الذي يقوم بتجذير هذا الامر هم أمة حقيرة؟ اليهود الاثيوبيون والكونغوليون في وطنهم افريقيا والسود في الولايات المتحدة، هل هم من أبناء نفس الأمة؟ ولماذا، بغض النظر عن عنصريته – لا اعرف اذا كان هو الأسوأ في العالم لكنه بالتأكيد مرشح جدير – هل السود بشكل عام مرشحين ليكونوا الأمة الأكثر حقارة في العالم؟ ما الخطأ الذي ارتكبوه كأمة؟ والعكس صحيح. ربما يكون السود هم الأمة الأكثر اضطهادا وضربا وذبحا من بين كل دول العالم، وبالتأكيد أكثر بكثير من اليهود. واذا كان المقياس حقا أي أمة هي الأدنى من اليهود، لأن هذا موضوعنا، فما هو الخطأ الذي ارتكبه “السود” بحق اليهود في أي يوم؟.

لكن الامر الأكثر هستيرية في منافسة “الأمة الأكثر حقارة في العالم” بالنسبة للحاخام ليئور، وبذلك أنا اربط عنصريته هذه الحقيرة بمقال العلاقات العامة عن كاركوف التي غابت عنها اوشفيتس – أن الحاخام ليئور حتى لا يخطر بباله أن يوصل الى نهائي بطولة الأمم في الحقارة الأمة الألمانية، النازية، أو الأمة الأوروبية – المسيحية بمجملها التي ذبحت وقتلت شعوب أصلية كاملة في كل العالم، وضمن ذلك أيضا ليس منذ فترة بعيدة جدا، 6 ملايين يهودي. 

الأكثر هستيرية من ذلك هو أن الحاخام ليئور نفسه هو من الناجين من الكارثة. والده ووالدته وأولادهم، هو الأصغر من بينهم، هربوا عند غزو الالمان لبولندا، كما جاء في صفحة ويكيبيديا الخاصة به. “الى اعمال الأرض الروسية – السوفييتية، ومن بين أماكن أخرى، مكثوا في سيبيريا وكازاخستان وعانوا من الجوع والامراض التي ماتوا بسببها”. وقد استمر هو وشقيقه مردخاي في الانتقال الى أن وصلا في 1944 الى دار ايتام للأطفال البولنديين. ومن هناك، بطرق ملتوية، في نهاية المطاف وصل الى ارض إسرائيل. هذا الشخص لا يشمل النازيين والالمان، فقد نسي ما تم فعله لوالديه وله ولشعبه، ووضع على رأس سلم الأمم الحقيرة العرب والسود. يا الله!. وها هي الأمور تتضح: نحن غفرنا ونسينا للالمان اوشفيتس، لكننا لم ننس للعرب 7 أكتوبر. أو كما قال أحد ما: لن نغفر للعرب الى الأبد ما فعله الالمان بنا.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى