هآرتس – نحاميا شترسلر – بينيت اجتاز بنجاح الامتحان في واشنطن
هآرتس – بقلم نحاميا شترسلر – 31/8/2021
” رغم أن بينيت لم يحقق أي اختراقات تاريخية، إلا أنه رغم الانتقادات التي ليست في محلها لاتباع نتنياهو، نجح في اجتياز الامتحان في واشنطن “.
يصعب التغلب على الاشخاص المشاكسين. صحيح أنهم فعلوا كل ما في استطاعتهم من اجل اقصاء بنيامين نتنياهو، لكن في اللحظة التي حدث فيها ذلك بدأوا بمهاجمة نفتالي بينيت واهانته بكامل القوة. فهو لا يقول ما يريدون سماعه، وهو لا ينفذ اجندتهم، وهو تقريبا موظف رمادي لم يحقق أي شيء في اللقاء مع جو بايدن، الذي لم يكن سوى استعراض كبير.
في الحقيقة هو لم يطرح أي حل للمشكلة الفلسطينية، ولم يحصل على وعد من بايدن بشن حرب ضد ايران. لذلك، كان من الافضل أن يتنازل عن هذا اللقاء وأن يبقى في البيت.
لذلك، صحيح أنه ليس من اللطيف اظهار الاعجاب، لكن الحقيقة هي، أيها النزقين الاعزاء، أن بينيت قد اجتاز بنجاح الامتحان في واشنطن.
لقد نجح في خلق قاعدة لعلاقات شخصية حميمية مع الرئيس الذي قال له في اللقاء الشخصي بأنه يمكنه أن يتصل معه في أي وقت وحول أي أمر. وفي اللقاء العلني اضاف: “لقد اصبحنا اصدقاء جيدين”. هكذا رأى زعماء العالم رئيس امريكي يفعل كل ما في استطاعته من اجل بث رسالة تعاون ودعم لاسرائيل، وهذا أمر حاسم لتعزيز مكانتنا في العالم.
في الموضوع الايراني لا يمكن المطالبة بالمستحيل. فالولايات المتحدة لا يمكن أن تشن حرب ضد ايران، لكن من الجدير مباركة اقوال بايدن بأنه لن يكون لايران في أي يوم سلاح نووي. واذا فشلت الدبلوماسية فان “الولايات المتحدة ستتوجه الى خيارات اخرى”. القصد هنا هو خطوات مشتركة بين امريكا واسرائيل من اجل صد ايران. ويجب أن لا ننسى ايضا أن نتنياهو هو المتهم الرئيسي بتقدم ايران السريع نحو القنبلة. فهو الذي دفع دونالد ترامب الى الغاء الاتفاق النووي، الامر الذي مكن ايران من الركض نحو الامام بدون قيود. بينيت، بالاجمال، يحاول اصلاح الضرر الذي تسبب به نتنياهو.
المشاكسون يتجاهلون ايضا الميزانية الخاصة التي تبلغ مليار دولار والتي سنحصل عليها من اجل زيادة وتحديث مخازن صواريخ القبة الحديدية. ايضا الدفع قدما بالاعفاء من تأشيرات الدخول لم يؤثر عليهم. فهم يفضلون التحدث عن الخطأ “الكبير” الذي ارتكبه بينيت عندما قال إن اسرائيل قامت بتطعيم 3 ملايين مواطن بالوجبة الثالثة، في حين أنها قامت بتطعيم 2 مليون مواطن فقط. وهم ايضا يتجاهلون حقيقة أن بينيت قامر بشكل كبير عندما بدأ بتطعيم الوجبة الثالثة قبل المصادقة من الـ “اف.بي.إي”، رغم جميع التخويفات. هكذا اصبحنا الدولة الوحيدة في العالم التي تطعم مواطنيها بالوجبة الثالثة، وهي عملية تصد الوباء وتوفر التعايش مع الكورونا بدون فرض اغلاقات. ولو أن نتنياهو نفذ الوجبة الثالثة من التطعيم لكنا شاهدناه كل يومين في التلفاز وهو يتحدث بالتفصيل عن كيفية تنفيذه لهذا الامر المدهش. المشاكسون وجدوا عيوب اخرى في الرحلة الى واشنطن. فهم يقولون إن خطاب بينيت في الغرفة البيضوية كان طويل جدا. ولكن في الحقيقة هذا كان خطاب مؤثر شمل جميع المواضيع المهمة. حيث أنه في نهاية المطاف ليس في كل يوم يأتي رئيس حكومة اسرائيلي الى البيت الابيض.
المشاكسون قالوا ايضا إن بايدن لم يصغ لبينيت، في اعقاب العملية في افغانستان. ولكن هنا ايضا الحقيقة معكوسة. فبينيت نجح في الحصول على الاهتمام الكامل للرئيس لبضع ساعات في ذروة ازمة شديدة. فما هو السيء في ذلك؟.
ايضا هم يقولون إن بينيت يطلق النار في جميع الاتجاهات لأنه يبحث عن “قاعدته”. في نهاية المطاف يوجد له حزب صغير مع ستة مقاعد. مرة اخرى العكس هو الصحيح. فلو أن نتنياهو شكل حكومة على قاعدة ستة مقاعد لكان تم الاعلان عنه على الفور بأنه الساحر السياسي الكبير في العالم. ولكن نتنياهو لم ينجح في هذه المهمة مع حزب يتكون من 30 عضو كنيست. هل ربما يكون بينيت هو ساحر سياسي أكبر. لأنه راوغ بالكرة بين كتلتين ونجح في تسجيل هدف الفوز مع ستة لاعبين فقط.
عشية يوم السبت تبددت اسطورة اخرى. فقد تبين أنه ليس فقط نتنياهو هو الذي يعرف كيف يتحدث الانجليزية الامريكية، بينيت ايضا يعرف ذلك. واذا كانت هناك ميزة اخرى تحوله من مجرد سياسي يتصبب عرقا في الشرق الاوسط الى زعيم دولي معترف به، فهي اتقان اللغة الانجليزية. وهذا لا يثير لا يثير اعجاب المشاكسين.