ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يسير الى الحل الذي افاده دائما: حل الكنيست والتوجه الى الانتخابات

هآرتس 4/6/2024، الوف بن: نتنياهو يسير الى الحل الذي افاده دائما: حل الكنيست والتوجه الى الانتخابات

بنيامين نتنياهو يقترب بسرعة نحو استلال سلاحه الناجع لمنع الازمات السياسية: حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات. هذه هي الورقة الوحيدة التي بقيت له من اجل تحقيق الاهداف المستعجلة: وقف اطلاق النار مع حماس، الذي يسمى في اسرائيل “صفقة المخطوفين”، ووقف قرار الحكم الذي يلوح في الافق في المحكمة العليا في اسرائيل، الذي سيلزم الحكومة بتجنيد الحريديين أو على الاقل اجازة قانون يلزمهم بالتجند.

رصاصة الرحمة على الائتلاف، “اليميني الخالص” اطلقها أمس القاضي نوعم سولبرغ، الذي يعتبر مؤشر اليمين في المحكمة العليا. استغراب سولبرغ حول حصة التجنيد بالحد الادنى، 3 آلاف شاب حريدي في السنة، لم يترك أي مجال للشك حول موقفه. “أنا خائب الأمل جدا من العدد… ليت هذا العدد كان ثلاثة اضعاف أو اربعة اضعاف”، قال في الجلسة. هكذا هو مس بنقطة الضعف الاكثر ايلاما لحكومة نتنياهو: دعمه لرفض تجنيد الحريديين في ذروة الحرب المستمرة، التي يقتل ويصاب فيها كل يوم جنود علمانيون وجنود يرتدون القبعة المنسوجة ودروز وبدو. اقوال سولبرغ الصحيحة التي عبرت عن الموقف السائد في اوساط فئات الجنود دوت امام صراخ “نموت ولا نتجند” لحريدي في قاعة المحكمة. وهي أيضا لم تسكت المتظاهرين في الجناح المقدسي الذين قدموا سابقة للاحتجاج العنيف الذي سيندلع اذا تم ارسال اوامر التجنيد الى المدارس الدينية.

الساحر السياسي نتنياهو لا يوجد لديه أي جواب على سؤال سولبرغ. يبدو أنه لا توجد صيغة محتملة لقانون يبقي الاحزاب الحريدية في الائتلاف، أي يبقي الاعفاء من التجنيد على حاله، وايضا تمويل المدارس الدينية التي اصبحت مدن لجوء من الخدمة في الجيش – في نفس الوقت تهدئة غضب الجمهور من تهرب الحريديين من الخدمة، الذي يتسرب عميقا الى قاعدة اليمين القومية المتطرفة لنتنياهو. بالتأكيد لن نجحوا في صياغة هذا القانون في ذروة الحرب، لأن الدورة الصيفية للكنيست آخذة في النفاد.

حل الكنيست سيدحرج مسألة تجنيد الحريديين الى السنة القادمة والحكومة القادمة وظروف أخرى. ايضا قضاة المحكمة العليا الاكثر نجاعة لن يتمكنوا من اجبار الحكومة الانتخابية التي تستعد للانتخابات على الدفع قدما بتشريع يغير الانظمة الاجتماعية التي سادت لسنوات. هكذا مرة اخرى يستطيع نتنياهو أن يحول قرار المحكمة العليا الى طبق طائر، الذي سيسقط بالضبط فوق القمامة التي رميت فيها قرارات المحكمة العليا السابقة في مسألة تجنيد الحريديين.

في تبكير موعد الانتخابات تكمن مكاسب سياسية اخرى لنتنياهو، على جانبي الخارطية السياسية. على خلفية الخلاف حول وقف اطلاق النار في الجنوب فان التهديدات المتزايدة من قبل شركائه في الائتلاف، من اليمين ومن اليسار، بالانسحاب من الحكومة – فانه يستطيع أن يحول ذلك الى اطباق طائرة. سموتريتش وبن غفير لن يتمكنا من اسقاط الحكومة الانتقالية التي ستصادق على صفقة بايدن – نتنياهو مع حماس. في المقابل، سيجد بني غانتس وغادي ايزنكوت صعوبة في التهرب منها اذا تبنت هذه الحكومة الاقتراح وطمحت الى اعادة المخطوفين.

وقف اطلاق النار في الجنوب هو حيوي بالاساس لمنع الاشتعال في الساحة الشمالية، يصعب الانفعال من بيانات الجيش الاسرائيلي بأن لواء غولاني يستعد لاحتلال جنوب لبنان، وأن سلاح الجو مستعد لتحويل بيروت الى “غزة 2″، وأنه حتى الآن قتل مئات الجنود والضباط من حزب الله في تبادل اطلاق النار (هذا العدد لا يعني أي شيء في ميزان الاستراتيجية). بعد ثمانية اشهر على القتال في القطاع، الذي لم يؤد الى هزيمة حماس، فان الروح القتالية التي بقيت في هيئة الاركان لفتح جبهة اخرى هي بحق تستحق التقدير. ولكن نتنياهو يدرك جيدا أنه لا يوجد للجيش أي اختراع لهزم حزب الله وأن حرب شاملة ضده ستؤدي الى دمار واسع  في التجمعات السكانية ومنشآت البنى التحتية والاقتصاد في اسرائيل. تدمير لبنان لن يفيد الاسرائيليين الذين اعزاءهم وبيوتهم ومصالحهم التجارية ستتدمر، مثلما أن الدمار في القرى اللبنانية خلف الحدود لا يعزي سكان الجليل الذين تم اخلاءهم.

في الوقت الذي توجد فيه اسرائيل في الحضيض من حيث مكانتها الدولية، مهددة بحظر تزويدها بالسلاح الامريكي، والقيادة العليا السياسية والامنية فيها تتشاجر فيما بينها، فان الحرب المبادر اليها والمدمرة في الشمال هي وصفة مؤكدة لكارثة وطنية، التي ستتقزم فظائع 7 اكتوبر مقارنة معها. لذلك، مطلوب وقف اطلاق النار لصالح التنظم واستقرار الجبهة في الجنوب وتحريك الجهود الدبلوماسية لبلورة هدنة مع حزب الله. واضح أن هذا الموقف سيعتبره اليمين المتحمس للمعركة انهزامية مهينة، وسيعرض للخطر نتنياهو في حملة التطويق من اليمين لبن غفير. ولكن هذا ثمن محتمل بالنسبة له مقابل الضغوط المتزايدة لبايدن من اجل انهاء الحرب في غزة.

إن حل الكنيست سيدحرج الى المستقبل ايضا المطالبة المتزايدة لتعيين لجنة تحقيق رسمية لفحص المذبحة في 7 اكتوبر وادارة الحرب. الحكومة الانتقالية يمكنها التغطية على التحقيق، وتبكير موعد الانتخابات في الاصل سيكون اعتراف من قبل نتنياهو وائتلاف الكارثة بأنه لا يمكن مواصلة الامور كالعادة. في هذا الوضع فان حبة الكرز على كعكة نتنياهو هي القوة كي يتهم باسقاط الحكومة كبش الفداء الثابت لليمين، أي المحكمة العليا. لو أنهم فقط سمحوا لي بتصفية جهاز القضاء، سيصرخ في الحملة الانتخابية، لكانت حكومة الجواهر ستواصل توزيع موارد البلاد على كل من يؤيدونها. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى