هآرتس: نتنياهو يحاول خلق الشرعية غير الموجودة لديه للقيام بالعملية في مدينة غزة

هآرتس – سامي بيرتس – 27/8/2025 نتنياهو يحاول خلق الشرعية غير الموجودة لديه للقيام بالعملية في مدينة غزة
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يكلف نفسه عناء حتلنة الجمهور أو الإجابة على أسئلة وسائل الاعلام الإسرائيلية، لكن آخرين يفعلون ذلك بدلا منه، على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال ان عدد المخطوفين الاحياء ليس 20، بل اقل من ذلك بواحد أو اثنين، وحتى أنه قدر بان الحرب ستنتهي بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
في إسرائيل ينفون ما قيل عن عدد المخطوفين الاحياء، ويقولون ان الامر ما زال يتعلق بعشرين مخطوف، لكن من المرجح الافتراض ان ترامب لم يقل هذه الاقوال عبثا. فهو يحصل على تحديثات، التي لا يحصل عليها الجمهور في إسرائيل. ما الذي يقف من وراء أقواله؟ هل هذه رسالة لنتنياهو بان يسارع ويوافق على صفقة لتحرير المخطوفين وانهاء الحرب في غزة؟ أيضا كان لرئيس الأركان ايال زمير تصريح هام جدا. بعد ان قال في الكابنت السياسي – الأمني بان عملية لاحتلال غزة يمكن ان تكلف حياة مخطوفين وتشكل شرك مميت للجنود، قال في هذا الأسبوع اثناء زيارته في قاعدة لسلاح البحرية في حيفا: “هناك صفقة على الطاولة، ويجب قبولها الآن. الجيش الإسرائيلي وضع الشروط للصفقة، والآن هذا الامر يوجد في يد نتنياهو”. الى من وجهت هذه الاقوال؟ هل لنتنياهو؟ من المرجح الافتراض انه يعرف جيدا موقف رئيس الأركان. هل لهيئة الأركان والجيش الإسرائيلي الذي ينشغل بالاستعداد للسيطرة على مدينة غزة؟ ربما، حتى لو كانت هذه رسالة مشوشة إزاء الاستعداد للهجوم. هل ربما للجمهور في إسرائيل من اجل ان يعرف ما هو معنى الدخول الى غزة، ويستخدم الضغط على الحكومة لمنع احتلالها بكل ما يحمله ذلك من معنى؟.
وزراء اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش واوريت ستروك وايتمار بن غفير لا يوجد لديهم أي مشكلة في التنازل عن المخطوفين الاحياء، من اجل هزيمة حماس، وهم يعرفون ان ذلك سيحدث. ولكن نتنياهو يحاول خلق الانطباع بان احتلال غزة سيمكن أيضا من الحصول على المخطوفين الاحياء. في الخطاب هو يظهر مثل سموتريتش، لكن في الجوهر هو يدرك أيضا ان احتلال مدينة غزة هو عملية طويلة ومليئة بالاخطار، والتي ستكلف حياة المخطوفين والكثير من الجنود. لذلك فانه يحتفظ بإمكانية وقف العملية في أي لحظة. عن ذلك قال سموتريتش: “اذا قام بوقف العملية في المنتصف فيجب عليه عدم البدء بها”.
لكن هذا نقاش يجب أن يتم حسمه. يوجد في هذه الاثناء إمكانية لإنقاذ بعض المخطوفين، وربما جميعهم بعد ذلك، كما تدل على ذلك اقوال رئيس الأركان. اذا كانت حماس تحت “ضغط نووي” كما يقول نتنياهو فان هذا هو الوقت المناسب لاستغلال ذلك وانهاء ملحمة المخطوفين.
اقوال ترامب من جهة واقوال زمير من جهة أخرى تعكس عدم الشرعية، الدولية والداخلية، لاحتلال مدينة غزة. يمكن القيام بعمليات محدودة، لكن عملية كبيرة تتمثل في تنظيف البنى الإرهابية التحتية في مدينة غزة، فوق الأرض وتحت الأرض، ستستغرق سنة أو اكثر وستجبي ثمن باهظ جدا في كل جبهة محتملة.
نتنياهو يحاول خلق الشرعية لعملية مدينة غزة بذريعة انه اذا لم تتم هزيمة حماس هناك أيضا فسنحصل على 7 أكتوبر آخر. هذا ادعاء كاذب، يقوض الإنجازات التي تحققت حتى الآن في الحرب، ويلقي بظلال الشك على قدرة الجيش على حماية بلدات الغلاف، ويطرح سؤال حول ما اذا كان نتنياهو يريد استئناف دعم حماس ونقل الأموال اليها. لانه بدون المليار دولار التي ضختها قطر لحماس ما كان يمكن تنفيذ هجوم 7 أكتوبر.
تدمير قطاع غزة منح إسرائيل رافعة اعماره كشرط لتجريده من السلاح ومن سيطرة حماس، والتهديد باحتلال مدينة غزة منح آلية لتحرير المخطوفين. المصلحة الإسرائيلية هي استخدام هذه الرافعات من اجل تحقيق إعادة المخطوفين والتاكد من ان القطاع سيتم تجريده من السلاح. ولكن خلافا للجبهة اللبنانية، التي فيها إسرائيل تستخدم بشكل جيد الرافعات التي تم خلقها في الحرب ضد حزب الله، فان الرافعات في جبهة غزة يديرها نتنياهو بشكل فاشل سياسيا وبدون قيادة.