ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو يتخذ صورة لشخصية مفزعة تعمل على تفكيك الديمقراطية لصالحه

هآرتس – عاموس هرئيل – 22/4/2025 نتنياهو يتخذ صورة لشخصية مفزعة تعمل على تفكيك الديمقراطية لصالحه

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قام بشن حرب لتفكيك الديمقراطية في إسرائيل. هو معني بتحويل أجهزة الاستخبارات الى نوع من الشرطة السرية، شتازي أو سيكورتيتا (الشرطة السرية في رومانيا) – بصيغة شرق أوروبية – ويتوقع أن هذه الشرطة السرية ستخضع له فقط، وتخدم أهدافه الشخصية وتلاحق حركات الاحتجاج ضده وتستجيب لأوامره حتى في حالة وجود ازمة دستورية ومواجهة مباشرة مع المحكمة العليا. هذه هي النتيجة التي تظهر من التصريح المشفوع بالقسم العلني الذي قدمه أمس رئيس الشباك رونين بار للمحكمة العليا. الجزء السري من هذا التصريح الذي هو اطول بأربعة اضعاف من الوثيقة التي نشرت يشمل تفصيل واسع لحالات وادعاءات تتجاوز ما كتبه بار في الجزء العلني.

في العام 2016 التقى نتنياهو مع مرشحين لرئاسة الموساد. في مقابلة حاسمة مع ن. سأله نتنياهو، حسب تقارير في وسائل الاعلام، اذا كان سيكون مخلص له. ن. المندهش أجاب نتنياهو بأنه سيكون مخلص للدولة. هكذا هو خسر في المنافسة على هذا المنصب، الذي حصل عليه يوسي كوهين. شخصية نتنياهو في 2024 – 2025 مثلما تظهر في تصريح بار هي اقل اهتماما بكثير بالضغوط والكوابح. مثلا، تتضح في التصريح شخصية مخيفة جدا.

رئيس الشباك يصف لقاءات التي في نهايتها أمر رئيس الحكومة السكرتير العسكري والسكرتيرة، وبعد ذلك حاول أن يلقي عليه تعليمات وهما لوحدهما – ملاحقة شخصيات قيادية في الاحتجاج أو شخصيات تموله (حسب شكوك نتنياهو). نتنياهو طلب أيضا من بار التوقيع على وثيقة تمت صياغتها في مكتبه، وكان يمكن أن تعطي نتنياهو اعفاء لاسباب تتعلق بالأمان من الظهور في جلسات محاكمته اثناء الحرب. الأكثر خطرا من ذلك، حسب بار، هو أن نتنياهو طلب منه أنه في اثناء الازمة الدستورية يجب عليه الامتثال له فقط وليس للمحكمة العليا.

هذه تهمة شديدة. يجب أن نسأل رؤساء أجهزة الامن الأخرى مثل رئيس الأركان، رئيس الموساد، المفتش العام للشرطة، هل حصلوا على طلبات مشابهة من نتنياهو وماذا اجابوا عليها، وفي غضون ذلك يجب فحص اذا كانت الشرطة، التي عمودها الفقري الرسمي تم سحبه منها منذ زمن، وافقت على أخذ على عاتقها مهمات رفض الشباك نفسه توليها.

قراءة تصريح بار هي تجربة غير سهلة، وحتى أنها تجربة مخيفة بعد سنة ونصف على الحرب، التي سبقتها تسعة اشهر من محاولة الانقلاب النظامي. أهمية الوثيقة هي أنها تقدم إجابات مفصلة جدا للكثير من الادعاءات البيبية التي لا أساس لها، التي يتم القاءها على الجمهور منذ المذبحة في 7 أكتوبر، في محاولة لإنقاذ نتنياهو من مسؤوليته الحاسمة عن الإخفاقات والكارثة التي جاءت في اعقابها. بار يعترف بالاخطاء التي ارتكبها هو ورجاله في الجهاز فيما يتعلق بمعالجة الإنذار، واعلن أنه ينوي أن يحدد قريبا موعد تركه للمنصب. ولكنه يرفض المحاولة الحقيرة لرئيس الحكومة لرسم سيناريو بحسبه تم إخفاء عنه بشكل متعمد معلومات عن هجوم حماس قبل المذبحة.

من الوثيقة يتبين أن الشباك انشغل بشكل محموم في تحليل الإنذار (مثل الجيش الإسرائيلي توصل الى تقدير يصل الى درجة كارثية من الاستخفاف بنوايا العدو) في الساعات التي سبقت المذبحة. وحتى أن رئيس الشباك أمر بحتلنة السكرتاريا العسكرية لرئيس الحكومة بالانذارات قبل ساعة وربع من الكارثة (المعلومات لم يتم نقلها من السكرتاريا العسكرية لنتنياهو حتى بداية الهجوم في الساعة 6:29. ولكن في كل الأحوال مشكوك فيه اذا كان سيتخذ أي خطوة أو خطوة  تكون كافية لتغيير الصورة).

بار أكد على أن نتنياهو لم يعمل على اقالته حتى تشرين الثاني الماضي، عندما حصل بينهما احتكاك على خلفية رفضه لتوفير لنتنياهو ذريعة للتملص من تقديم شهادته، وإزاء تدخل الشباك في التحقيقات مع موظفي مكتبه، لا سيما في قضية قطر. في هذه القضية المتدحرجة، كتب، ظهرت شبهات ثقيلة بالنسبة للمس الخطير بأمن الدولة، بما في ذلك المس بالعلاقات مع مصر. 

بار المح بذلك الى الادعاء الذي يتم فحصه بأن مستشاري الاعلام لنتنياهو قاموا بتضخيم ازمة امنية متخيلة مع القاهرة، مدفوعين بذلك من قطر.

بار أيضا وصف تفاجؤه عندما اقاله نتنياهو من طاقم المفاوضات حول صفقة المخطوفين، رغم أنه كان للشباك المسؤول عن قناة الوساطة المصرية دور رئيسي في التوصل الى الاتفاق حول المرحلة الثانية في صفقة كانون الثاني. الإقالة في الواقع مرتبطة بمشاعر الازدراء التي هاجمت نتنياهو بخصوص بار، لكن يبدو أنه يوجد هنا أيضا موضوع سياسة. فنتنياهو يخاف من اتفاق نهائي، الذي سيشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وانهاء الحرب بدون اسقاط سلطة حماس، مقابل تحرير كل المخطوفين. شريكه، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قال أمس إنه “يجب قول الحقيقة: إعادة المخطوفين ليست الهدف الأهم”.

توتر داخلي في الشباك

في جلسة مناقشة الالتماسات ضد اقالة بار، قبل أسبوعين، برز عدم رضا القضاة من ادعاءات نتنياهو، التي عرضها محاميه تسيون أمير. الآن، مع الذخيرة التي قدمها رئيس الشباك في جزئي تصريحه المشفوع بالقسم، يتزايد كما يبدو احتمال أن تقرر المحكمة العليا نقل النقاش في الإقالة الى لجنة غرونس لتعيين كبار المسؤولين. نتنياهو يمكن أن يقدم تصريح مشفوع بالقسم كرد على بار، وهو امر غير مرغوب فيه تماما من ناحيته، سواء بسبب القضايا الحساسة أو إزاء المخاطرة باتهامه بتقديم تصريح كاذب. رغم شهادة بار بشأن المحادثة بينهما حول الانصياع للقانون، مشكوك فيه أن يتجرأ نتنياهو على الذهاب حتى النهاية وإعطاء أوامر صريحة للمحكمة العليا بإبقاء بار في منصبه حتى انتهاء الإجراءات القانونية بشأن اقالته.

مكتب رئيس الحكومة اتهم اليوم بار بتقديم تصريح مشفوع بالقسم كاذب. مع ذلك، هناك تباطؤ في الردود من جانب ماكنة السم، في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية. ربما يمكن تفسير ذلك بالفرق في التوقيت مع ميامي، يمكن الافتراض أن الهجمات العنيفة على بار وكل الشباك ستستمر في الوقت القريب وبصورة اشد.

رغم الاقوال الشجاعة والحاسمة لرئيس الشباك فان هذه ليست فترة جيدة للجهاز. التوتر الداخلي في الجهاز كبير، وكثير من العاملين فيه يعتقدون أن المواجهة المباشرة بين بار ونتنياهو تلحق به ضرر كبير وحتى تضر بأمن الدولة (بصورة عملية، نتنياهو والوزراء يقاطعون بار وكبار قادة الشباك منذ بضعة أسابيع). يثور أيضا سؤال كيف يتم تعيين وريث بار في مثل هذه الظروف، حيث تم الكشف عن التفضيلات الحقيقية لرئيس الحكومة، كي يضمنون أن يتم تعيين شخص مسؤول، رجل دولة مستقل في اعتباراته المهنية؟.

في نهاية المطاف نتنياهو اوضح في السابق، سواء امام ن. من الموساد أو الآن امام بار، بأنه يبحث عن رؤساء أجهزة خاضعين ومخلصين له وليس للدولة. في الخلفية من الجدير أن نتابع بحذر كبير ما يحدث في قضايا امنية حاسمة، مثل الحرب في غزة والمشروع النووي الإيراني. اذا كان هناك أي شيء يظهر بوضوح من تصريح بار فهو عدم الموضوعية في تقديرات رئيس الحكومة، في ذروة الحرب الأكثر فظاعة في تاريخ الدولة.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى