هآرتس: نتنياهو وعد الوزراء بالنصر في غزة، وحياة المخطوفين في أيدي ترامب

هآرتس 2/3/2025، حاييم لفنسون: نتنياهو وعد الوزراء بالنصر في غزة، وحياة المخطوفين في أيدي ترامب
ليس للـ 24 مخطوف الاحياء والإسرائيليين الذين تهمهم حياتهم، إلا تعليق آمالهم على دونالد ترامب. فقط هو الذي سيخلصهم. لو أن الامر كان الامر يتعلق بنتنياهو لكانوا سيموتون في غزة. ولكانت أسماءهم ستضاف الى النصب التذكاري الطويل الذي عليه أسماء قتلى الحرب. والشظية سيتم سحبها من المؤخرة وسنتقدم نحو الانتخابات التي سيعد فيها نتنياهو بأنه هو فقط سيحافظ على أمننا من غزو لحماس.
أول أمس (الجمعة) في بث حي من البيت الأبيض، جميعنا فهمنا أن وضع الآمال على ترامب يشبه أخذ سائق ثمل ليقودنا في رحلة في طريق جبلية. يجب أن نضع الرأس بين اليدين ونصلي – لكن هذا هو الموجود، نتنياهو يبذل جهود كبيرة لتخريب الى احتمالية لمواصلة الصفقة، إرضاء لسموتريتش. اهتمام الإدارة الامريكية تحول الى روسيا – أوكرانيا، وفي هذه الاثناء نتنياهو ينجح كثيرا في جهوده.
في الفترة الأخيرة أرسلت حماس رسائل لإسرائيل بواسطة دول الوساطة، بأنه يوجد ما يمكن التحدث عنه فيما يتعلق بدفعة أخرى لاطلاق سراح مخطوفين في اطار تفاهمات المرحلة الأولى، وذلك مرهون بوقف اطلاق النار حتى انتهاء شهر رمضان واستكمال الانسحاب من محور فيلادلفيا. ولكن هذا انتهى.
تصعب معرفة ما هي الديناميكية بين حماس ومصر وقطر. من هو في الواقع الوسيط ومن يتخذ القرار. توجد لمصر مصلحة في انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا. بيان مكتب رئيس الحكومة في يوم الخميس الذي يقول إن إسرائيل لن تنسحب من المحور فجر المفاوضات. بالنسبة لمصر اذا تم خرق الاتفاق بشكل صريح ولم يتم الانسحاب في اليوم الـ 50 على وقف اطلاق النار، فان إسرائيل يمكن أن تتدبر امرها وحدها مع حماس. قطر منذ بضعة أسابيع هي باردة ولامبالية في المفاوضات. يوجد لقطر جلد رقيق جدا، فهي لا تحب أبدا تصريحات نتنياهو ووزراء حكومة بأن قطر تقوم بتمويل حماس. حسب رأيها، سواء كانت مبررة أم لا، فقد هبت لمساعدة إسرائيل للمساعدة في حل مشكلة إنسانية في غزة، وسلوك الحكومة الذي يتهمها هو نكران للجميل. أيضا بالنسبة لقطر اذا استمرت إسرائيل في بث هذه الرسالة فلتتدبر امورها لوحدها مع حماس.
رئيس الحكومة الفعلي سموتريتش يحب جدا الازمة في المحادثات. من ناحيته يمكن التقدم نحو احتلال كامل لغزة. هو يشرح لكل من يريد أن يسمع بأنه محظور إعطاء وزن زائد لقضية المخطوفين، لأن ذلك يستدعي ابتزاز إسرائيل. حسب قوله فان كل منظمة إرهابية ستقوم باختطاف عائلة يهودية وستقول لإسرائيل بأن عليها عدم قصف وتفجير غزة – عندها ماذا سنفعل. يجب وضع حد لذلك. هو لا يقول ذلك بشكل صريح، لكن رسالته هي أنه في الأصل قتل 2000 شخص في الحرب، اذا ليقتل بضعة اشخاص آخرين، الأساس هو كسر ظهر حماس.
برنامج نتنياهو السياسي هو كالعادة برنامج سياسي. في نهاية الشهر يجب تمرير الميزانية. هو يعطي لسموتريتش تفجير الصفقة ويأمل أنه بعد ذلك ايتمار بن غفير سيعود الى الحكومة. عندها هو سيقلل قوة الأشخاص الراديكاليين في يهدوت هتورات مثل اسحق غولدكنوفف ويسرائيل آيخلر، الذين أيضا معارضتهم لن تمنع تمرير الميزانية. آريه درعي يخوفه بحرب يأجوج ومأجوج مع ايران، كي يقنع الحاخامات بأن هذا ليس الوقت المناسب لحل الحكومة.
قبل سنة تحدث نتنياهو في مؤتمر صحفي وقال “محظور الآن اجراء الانتخابات، في الوقت الذي نحن قريبون فيه من الانتصار”. مرت سنة وهو يعد الوزراء في النقاشات بأنه الآن هو جدي كليا. ها هو النصر يأتي. وهو يقول إن رئيس الأركان الجديد يقوم باعداد خطة لمهاجمة غزة بست فرق، وعندها كل غزي يريد فليغادر.
نتنياهو مقطوع عن الواقع، هو لا يعرف أن تجنيد كثيف آخر لجنود الاحتياط المتعبين بسبب أكثر من 200 يوم خدموها منذ 7 أكتوبر، واستمرار عدم تجنيد الحريديين والعودة الى القتال في غزة الذي سيتسبب بموت المخطوفين – كل ذلك سيؤدي الى الحد الأقصى للازمة الاجتماعية في إسرائيل. مشكوك فيه أن يكون هذا الامر يهمه أيضا. هو يجب عليه أن يمرر الميزانية، وبعد ذلك سيفكر فيما سيأتي. ربما سنقصف ايران، ربما سنعقد سلام مع السعودية، الامر مرهون بالجانب الذي ينهض عليه في ذلك الصباح.
الوحيد الذي يمكنه أن يفعل شيء بهذا الشأن هو ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص وغير الدبلوماسي الغارق في شؤون روسيا – أوكرانيا، والشرق الأوسط يتسرب من بين أصابعه، هو يؤجل زياته هنا. الآن يمكن أن يصل بعد خطاب وضع الامة، أي قبل نهاية الأسبوع. اذا لم يدخل الى مكتب نتنياهو ويدفعه الى الزاوية ويقول له انتهى الامر – من ناحية نتنياهو وسموتريتش لن تكون مرحلة أولى ولا مرحلة ثانية، هذا هو كل ما في الأمر.