هآرتس: نتنياهو وخلفه القطيع: ذاهبون بنا إلى الهاوية
هآرتس 3-4-2024، بقلم: إسحق بريك: نتنياهو وخلفه القطيع: ذاهبون بنا إلى الهاوية
تقف إسرائيل الآن على مفترق طرق حاسم. نتائج أفعالها (أو إخفاقاتها) ستحسم مصيرها، خيراً أو شراً، وجوداً أو عدم وجود.
للأسف هذا المنحى ليس في صالحنا. إذا لم ينهض شعب إسرائيل من النوم، وإذا لم يقم كسيد بإجراء تغيير لاستبدال المستويين السياسي والأمني الفاسدين، فإننا ببساطة لن نبقى على قيد الحياة هنا.
سيؤدي الشعار الفارغ “تدمير حماس بشكل مطلق” الذي بناء عليه يقود المستوى السياسي والأمني الحرب، إلى أننا سنفقد المخطوفين والإنجازات العسكرية في قطاع غزة واقتصاد إسرائيل والدول الصديقة لنا في العالم والأمن الاستراتيجي للدولة.
في كل فترة حكمه الطويلة كرئيس للحكومة كان بنيامين نتنياهو مهووساً بالمشروع النووي الإيراني.
من ناحيته، أمن إسرائيل متعلق بالنووي الإيراني. هو لم يستبعد استخدام أي وسيلة للدفع بخطته، حتى بثمن المس بالعلاقات مع الرئيس الأميركي في حينه براك أوباما.
كرئيس للحكومة لم يهمه أبدا التسلح الهائل بسلاح تقليدي – مئات آلاف الصواريخ والقذائف والمسيرات لإيران ووكلائها حول حدود إسرائيل. كل قضية إعداد الجيش لهذا التهديد، الذي يمكن أن يدمر الدولة، مرت من فوق رأسه.
في فترة حكمه استثمرت مليارات الشواكل في مناورات سلاح الجو، بما في ذلك مناورات مشتركة مع الجيش الأميركي، حول مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
نتنياهو كان أيضاً مستعداً لتدمير علاقاته مع الحزب الديمقراطي ورئيسه كي لا يسمح بعقد الاتفاق النووي.
وها هو الآن، في ظل الحرب في غزة، الأحداث تتقدم بوتيرة سريعة نحو القنبلة النووية دون إزعاج. لكن صوت نتنياهو اختفى.
يبدو أن التهديد النووي لإسرائيل، الذي كان الشعار الأمني في كل فترة حكمه، اختفى.
وبدلاً منه جاء “تدمير حماس بشكل مطلق”، وهذا شعار لا أساس له لأنه يكرره كل يوم وتحول لديه إلى الموضوع الأمني الوحيد الذي ينشغل به. مرة أخرى يطرح سؤال: هل من الممكن أنه من أجل “تدمير حماس بشكل مطلق” يهمل نتنياهو التهديد الاستراتيجي الأكثر خطورة على دولة إسرائيل، ويتعامل معه وكأنه غير موجود؟.
في نهاية المطاف حتى لو بقيت حماس قائمة وسليمة ودون أن يلحقها أي ضرر فإن تهديدها لإسرائيل لا يقارن مقابل التهديد الوجودي، النووي والتقليدي، لإيران ووكلائها. النتيجة بسيطة وصادمة. فبيبي يختار التهديدات على إسرائيل حسب مصالحه الشخصية. هو مستعد أيضاً للقضاء على هذه التهديدات الاستراتيجية الكبيرة، وكل ذلك من أجل الحفاظ على حكمه.
للأسف، المستوى السياسي والمستوى الأمني يسيران في أعقابه مثل القطيع، توجد لهم عيون لكنهم لا يرون بها، لهم آذان لكنهم لا يسمعون بها.
هم ينشغلون بالبقاء الشخصي بعد الفشل الذريع في 7 تشرين الأول 2023 بسبب خطيئتهم. بالنسبة لهم إطالة مدة الحرب باسم شعار “تدمير حماس المطلق” تسمح بتأخير الأمر الذي لا مفر منه. أيضاً هم يفضلون البقاء على حساب أمن الدولة ومواطنيها. هم يقودوننا نحو الهاوية.