هآرتس: نتنياهو والحكومة يستعدون للمرحلة القادمة من الحرب استيطان وضم شمال القطاع
هآرتس 10-9-2024، الوف بن: نتنياهو والحكومة يستعدون للمرحلة القادمة من الحرب استيطان وضم شمال القطاع
اسرائيل دخلت المرحلة الثانية من الحرب في غزة التي ستعمل فيها على استكمال السيطرة على شمال القطاع، من الحدود السابقة وحتى ممر نتساريم. يمكن التقدير بأن هذه المنطقة سيتم اعدادها بالتدريج لتوطين اليهود والضم وفقا لمستوى المعارضة الدولية التي ستثور في اعقاب هذه الخطوة. اذا تحققت هذه الخطة فان السكان الفلسطينيين الذين بقوا في شمال غزة سيتم ابعادهم من هناك كما يقترح الجنرال احتياط غيورا آيلاند، بمساعدة تهديد الجوع وغطاء “حمايتهم”، في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الاسرائيلي بقنص مسلحي حماس الذين يوجدون في المنطقة.
رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يحلم بالتأكيد بما يعتبره المعجبون به كانجاز حياته، توسيع مساحة دولة اسرائيل، للمرة الاولى بعد خمسين سنة على عملية الانسحاب التي بدأت بعد اتفاق فصل القوات بعد حرب يوم الغفران. معظم أسلافه وهو ايضا تنازلوا عن مناطق، والآن حان الوقت للانقلاب والتوسع. هذا سيكون “النصر المطلق” بالنسبة له، و”الرد الصهيوني” على مذبحة 7 اكتوبر وعلى الاختطاف والاهانة الفظيعة لاسرائيل والجيش الاسرائيلي على يد الفلسطينيين واللبنانيين.
حلم الحكومة اليمينية التي لا تخفي حقا نيتها، فان الفلسطينيين في شمال القطاع ينتظرون الآن مصير الارمن في نغورنو كاراباخ، حيث تم طردهم بين عشية وضحاها من الاقليم قبل سنة خلال عملية خاطفة لرئيس اذربيجان الهيم الياف، وهو الحليف المقرب من اسرائيل. “العالم” شاهد ذلك وسار قدما، 100 ألف لاجيء ما زالوا عالقين في ارمينيا، التي لا تسارع الى دمجهم. بشكل مشابه المهجرين من شمال القطاع سيحتفلون مع اللاجئين في المرحلة الاولى للحرب في “المنطقة الانسانية” في الجنوب.
الدخول الى المرحلة الجديدة للحرب لم يبدأ بالعملية البرية التي شاركت فيها عدة فرق أو بالاقتحام الجريء لجبهة العدو الداخلية، بل من خلال بيان بيروقراطي صدر في 28 آب الماضي حول تعيين العميد العاد غورين كرئيس لوحدة منسق اعمال الحكومة في المناطق للشؤون الانسانية – المدنية في القطاع في. هذا اللقب الطويل الذي سيجره غورين وراءه الى حين العثور له على اختصار عسكري في قاموس الجيش الاسرائيلي، يساوي رتبة رئيس الادارة المدنية في الضفة الغربية، عمليا، يجب تسميته “الحاكم العسكري” في غزة، وهذا تجسيد عصري للواء موشيه غورين الذي شغل هذا المنصب عند احتلال القطاع في حرب الايام الستة.
في الخطوة القادمة اعطى نتنياهو توجيهات للجيش في الاسبوع الماضي للاستعداد لتوزيع المساعدات الانسانية في غزة بدلا من المنظمات الدولية. رئيس الاركان هرتسي هليفي تحفظ من ذلك وحذر من الخطر على حياة الجنود والتكلفة الكبيرة، لكن حسب معرفتنا فان نتنياهو لم يقتنع بذلك وهو ما زال يصمم على موقفه. الدافع واضح: من يقوم بتوزيع الغذاء والدواء فانه هو الذي يتحكم بالحنفية. وخلال ذلك ستسنح لاسرائيل فرصة طرد من غزة مرة والى الأبد “الاونروا”، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة التي يعتبرها اليمين مشروع مناهض للصهيونية.
في هذه الاثناء حماس ستواصل سيطرتها على المنطقة بين ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا تحت الحصار والتطويق من قبل اسرائيل، التي ستسيطر على توفير المساعدات. هذا هو معنى بيان نتنياهو فيما يتعلق بالمحور: الحدود بين غزة ومصر ستبقى تحت سيطرة اسرائيل. في هذا الوضع فان نتنياهو وشركاءه في الحكومة يأملون بأنه بعد قضاء شتاء آخر في الخيام وبدون خدمات اساسية فان مليوني فلسطيني، الذين سيتجمعون في رفح وخانيونس والمواصي، سيدركون أنه لن يمكنهم العودة الى بيوتهم المدمرة. اليأس يمكن أن يثيرهم ويحرضهم ضد الحكم القمعي ليحيى السنوار، ويشجع كثيرين منهم على الهجرة خارج القطاع.
تنازل نتنياهو عن اعادة المخطوفين الاسرائيليين وقراره تجاهل موقف معظم الجمهور والتخلي عنهم لمواجهة العذاب الفظيع والموت في انفاق حماس، استهدف قلب الوعاء على رأس السنوار. فبدلا من أن يكون المخطوفين ذخر وأداة ضغط من اجل الحصول على مقابل كبير من اسرائيل، هم سيصبحون بمثابة عبء على الفلسطينيين ومبرر لاسرائيل من اجل مواصلة الحرب والحصار والاحتلال. هكذا تدخل اسرائيل الى المرحلة الثانية في حربها ضد حماس.