ترجمات عبرية

هآرتس – نتنياهو وابن سلمان تعاونا مع ترامب لاضعاف الملك الاردني

هآرتس – بقلم  هآرتس – 13/6/2021

حسب صحيفة “واشنطن بوست” فان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب اعتقد أن الملك عبد الله يعيق “صفقة القرن”. وقد عمل مع نظرائه في اسرائيل وفي السعودية على خلق غليان ضد الملك الاردني “.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان مشارك في حملة الضغوط التي استخدمتها السعودية والولايات المتحدة في السنوات الثلاثة الاخيرة على الاردن، والتي استهدفت، ضمن امور اخرى، اضعاف مكانة الملك عبد الله الثاني – هذا ما نشرته في نهاية الاسبوع الماضي “واشنطن بوست” وقد استندت الصحيفة الى محادثات مع مصادر امريكية وبريطانية واردنية وسعودية واسرائيلية، كانت مطلعة على تفاصيل السياسة الخارجية للرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب.

في المقال الذي نشره الصحافي دافيد ايغنشيوس كتب عن محادثاته مع عشرة مصادر كانت في السابق أو ما زالت حتى الآن تتسلم مناصب مرتبطة بالادارة الامريكية. ترامب وولي العهد السعودي ونتنياهو لم يعملوا في الحقيقة على الاطاحة بالملك الاردني، لكن نشاطاتهم ساهمت في اضعاف مكانته، كتب ايغنشيوس.

مصدر امريكي تحدث مع ايغنشيوس، وحسب قوله فان شخص مقرب من الملك عبد الله قال إن ملك الاردن اعتقد أن خطة ترامب – المسماة “صفقة القرن – استهدفت، ضمن امور اخرى، ازاحة الاردن عن مكانة المسؤولة عن الاماكن المقدسة في القدس، وأن يدفع مكانها العائلة المالكة السعودية وولي العهد محمد بن سلمان.

خطة ترامب قادها صهره ومستشاره، جارد كوشنر، الذي كان مقرب من محمد بن سلمان. وحسب عميل كبير سابق في الـ سي.آي.ايه، بدأ ترامب يعتقد أن عبد الله يعيق تقدم خطته في الشرق الاوسط.

على سبيل المثال، اعتقال الامير حمزة في شهر نيسان في اعقاب الاشتباه فيه بالقيام بمحاولة انقلاب تم ربطه بالضغوط التي استخدمتها واشنطن والرياض على عمان. الامير حمزة اعتقل مع شخصين مقربين هما باسم عوض الله، الذي كان في السابق رئيس البلاط الملكي ورجل اعمال، وابن عم الملك الشريف حسن بن زيد.

في الصحيفة تم ذكر تقرير استخباري اردني وصل الى الصحيفة من شخص عمل في السابق في وكالة مخابرات غربية وكان مطلع على تفاصيل القضية. وحسب التقرير هؤلاء الثلاثة لم يكن في نيتهم القيام بانقلاب، بل هم حاولوا ضعضعة الاستقرار في المملكة وتأجيج الجمهور فيها. وورد في التقرير ايضا أن عوض الله “عمل على الدفع قدما بصفقة القرن وعلى اضعاف موقف الاردن وموقف الملك في القضية الفلسطينية وحماية الاماكن المقدسة في القدس”.

مصادر في الموساد وفي الشباك اجرت اتصالات شخصية مع ملك الاردن من اجل التوضيح له بأنه لم يكن لهم أي دور في خطة حمزة وعوض الله. وحسب قول عميل سابق في المخابرات الامريكية فان العملاء الاسرائيليين اوضحوا للملك عبد الله بأن “هذا لم يأت منا بل من فوقنا”. وحسب ايغنشيوس فان الحديث يدور عن الاشارة الى نتنياهو نفسه.

إن الدفع قدما بـ “صفقة القرن” ساهم في التوقيع على اتفاقات تطبيع العلاقات بين اسرائيل واتحاد الامارات والبحرين والسودان والمغرب، التي سميت بالاسم العام “اتفاقات ابراهيم”. وقد كان ترامب وكوشنر معنيان باتفاق مشابه بين اسرائيل والسعودية. وبناء على ذلك فقد حاولا استخدام الضغط على الملك عبد الله، الذي كانت بلاده خلال سنوات حليفة مقربة من الولايات المتحدة.

حسب التقرير الذي يستند الى مصادر مطلعة، فانه حتى اليوم الاخير لترامب في البيت الابيض حاول كوشنر التوصل الى تحقيق اختراقة والتوقيع على اتفاق بين اسرائيل والسعودية. محمد بن سلمان الذي يحافظ كوشنر على علاقة جيدة معه تم تعيينه وليا للعهد في الرياض عندما تولى والده الملك سلمان الحكم في العام 2015.

بعد مرور ثلاث سنوات على ذلك بدأ الملك عبد الله بالخوف بأن المكانة البارزة لابن سلمان في المنطقة ستغطي على قوة الاردن. واشار ايغنشيوس الى أن هذا ما تبين من محادثات مع موظفين في الحكومة الاردنية في عمان في شهر شباط 2018. وفي أيار نفس السنة اعلن ترامب عن نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. ملك الاردن عارض هذا الامر. وهذه الخطوة أدت الى احتجاجات في عمان ضد الحكومة، التي اندلعت بعد شهر على خلفية الازمة الاقتصادية في المملكة. السعودية ودول الخليج هبت بعد ذلك لمساعدة عبد الله وتعهدت بتحويل 2.5 مليار دولار كمساعدة طواريء. في الاردن قالوا إن معظم الاموال لم يتم تحويلها حتى الآن.

كوشنر عبر في حينه عن امله بأن المساعدة الاقتصادية يمكن أن تقنع الاردن والسلطة الفلسطينية ايضا بتأييد “صفقة القرن”. وبعد سنة على ذلك، في حزيران 2019، قام بعرض الملحق الاقتصادي في خطة ترامب في قمة البحرين. الملك عبد الله قام بزيارة البيت الابيض في شهر آذار من نفس السنة وتم اطلاعه على آخر تفاصيل الخطة. بعد ذلك عبر علنا عن انتقاده لها وأكد على أنه لن يوافق في أي يوم على التنازل عن مسؤولية الاردن في الاماكن المقدسة في القدس. وقبل نهاية الشهر الحالي يتوقع أن يقوم الملك بزيارة البيت الابيض والالتقاء مع الرئيس جو بايدن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى