ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو غير مستعجل

هآرتس 19-3-2024، عاموس هرئيل: نتنياهو غير مستعجل

بعد تأخير مدته يوم، سيسافر رئيس “الموساد” دافيد برنياع، اليوم، على رأس بعثة المفاوضات حول صفقة جديدة لتبادل المخطوفين إلى قطر. على جدول الأعمال يوجد مصير الـ 134 مخطوفا إسرائيليا المحتجزين في قطاع غزة، الذين حسب المعطيات الرسمية للجيش الإسرائيلي 35 من بينهم لم يعودوا على قيد الحياة. حجم التفويض الذي اعطي لبرنياع من اجل التفاوض مع الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين لم يتم توضيحه بشكل علني. وتيرة التقدم البطيئة في المفاوضات تثير الانتقادات في إسرائيل في أوساط أعضاء “كابنيت” الحرب والمهنيين الذين يعملون في قضية المخطوفين.

الحكومة غير مستعجلة. أنباء أثارت عاصفة تم نشرها في نهاية الأسبوع مثل نقاش “الكابنيت” السياسي الأمني تم وقفه قبيل يوم السبت، وحسب تقرير غيلي كوهين في “كان” فقد تحفظ عضو الكنيست آريه درعي من عقد “كابنيت” الحرب في يوم السبت، والهيئة المصغرة الأكثر تأثيرا وبذريعة أن الحديث لا يدور عن إنقاذ روح لأنه لم نصل بعد إلى المرحلة النهائية في الصفقة. النقاشات تم تأجيلها وتم استئنافها أخيرا، أمس. هذه اعتبارات غريبة على أقل تقدير. ما الذي يمكن أن يعكس اكثر حالة إنقاذ الروح من وضع المخطوفين الذين الأكبر من بينهم احتفل في نهاية الأسبوع في الأسر بعيد ميلاده الـ 86 ومصابين آخرين ومرضى وبالتأكيد أشخاص تعرضوا للصدمة بعد اسر استمر تقريبا لنصف سنة؟. وزير الدفاع، يوآف غالانت، عقد في منتهى السبت جلسة حول هذا الأمر بمشاركة رؤساء أجهزة الأمن التي يمكن تفسيرها كتحد تجاه التأخير من قبل نتنياهو.

“حماس” عرضت طلبات عالية نسبيا حول إطلاق سراح المجندات الخمس الموجودات لديها، واللواتي تطلب إسرائيل إطلاق سراحهن في النبضة الأولى في الصفقة الجديدة، مع النساء اللواتي بقين لدى “حماس”. في “حماس” يريدون نسبة تساوي 50 سجينا مقابل كل مجندة من بينهم سجناء مهمون، أي سجناء حكم عليهم بسبب مخالفات قاسية. الوزير غالانت صمم على هذا الطلب. فمعظم صديقاتهن قتلن في 7 أكتوبر في قاعدة “ناحل عوز”. لكن الطلب الذي قدمته “حماس”، إطلاق سراح سجناء ايديهم ملطخة بالدماء في المقابل، سيثير المعارضة في أحزاب اليمين المتطرف الأعضاء في الائتلاف. من المرجح أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي حسب كل الدلائل غير مستعجل لعقد الصفقة يدرك ذلك. هذا يمكن أن يكون السبب الرئيس للتأخير.

نتنياهو ما زال ينشغل بشعارات النصر المطلق خاصته، ويقوم بنشر التهديد حول الدخول القريب إلى رفح كما فعل، أمس، في بداية جلسة الحكومة. في نهاية الأسبوع، اعلن مكتب رئيس الحكومة بأن نتنياهو صادق على خطة عسكرية لاحتلال المدينة. عمليا، هذه العملية لن تخرج إلى حيز التنفيذ في القريب بسبب تحفظ الولايات المتحدة وبسبب الحاجة إلى إخلاء الفلسطينيين من هناك والوقت الذي سيستغرق الجيش الإسرائيلي لجمع القوات من اجل هذه المهمة. لكن التهديد على رفح يتم عرضه كرافعة للدفع قدما بصفقة التبادل، وفي غضون ذلك، هذا يكفي من اجل أن يكون مرضيا لقاعدة نتنياهو السياسية. بعد ذلك دائما سيكون اتهام الإدارة الأميركية واليسار الخائن في البلاد وحتى عائلات المخطوفين وكأنهم وضعوا العائق أمام النصر المطلق.

جولة المحادثات الحالية في الدوحة تبدو حاسمة. وليس بالصدفة أن عائلات المخطوفين يائسة جدا، آجلا أم عاجلا المستوى المهني سيتعين عليه أن يقول كلمته، كما يبدو المطالبة بعقد الصفقة، وإذا لم يتم قبول رأيه فإنه سيعرض الأمور بشكل علني على الجمهور. هذا ينطبق أيضا على الوزراء بني غانتس وغادي آيزنكوت وبدرجة معينة على غالانت ودرعي. في نهاية تشرين الثاني، التغير في مواقفهم وفي ميزان القوة الداخلية في مجلس الحرب وفي القيادة الأمنية أدى إلى عقد صفقة أنقذت حياة 110 مواطنين معظمهم من النساء والأطفال، أيضا في حينه نتنياهو لم يسارع لعقد الصفقة.

الآن لا يوجد الكثير من الوقت لإضاعته. تحفظ الجمهور الضئيل من تظاهرات نهاية الأسبوع من اجل المخطوفين يصعب على الجهود ويقلل الضغط على الحكومة. في الوقت الحالي، المخطوفون يموتون في غزة، بعضهم نتيجة القصف الإسرائيلي، وعلى الأقل في حالة مروان عيسى، رقم 3 في “حماس” بالقطاع والذي يبدو أنه قتل في القصف في مخيم اللاجئين النصيرات قبل أسبوع، فإن تقدير الاستخبارات هو أنه لم يكن قربه أي من المخطوفين. هذا لن يكون بالضرورة الوضع في عمليات تصفية أخرى إذا طال زمن الحرب.

في الاحتفال السنوي بذكرى شهداء الجيش الإسرائيلي، الذين مكان دفنهم مجهول، تعهد غالانت، أمس، بعدم ترك أي أحد في الخلف. بعد ذلك تحدث عن المعركة في حرب الاستقلال في “كفار سابا” وعن الجندي الذي فقد من المعركة، دوف برودر، الذي رفاته عثر عليه قبل نصف سنة. لا يوجد لعائلات المخطوفين في غزة 75 سنة للانتظار، وبالتأكيد عندما يدور الحديث عن مخطوفين ما زالوا على قيد الحياة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى