ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو سيصعد الى منصة الشهود ومصمم على الثأر ممن أهانوه

هآرتس 6/12/2024، غيدي فايس: نتنياهو سيصعد الى منصة الشهود ومصمم على الثأر ممن أهانوه

“احد الاسباب الذي بسببه يحاول نتنياهو التملص من تقديم شهادته، إضافة الى الأسباب المفهومة ضمنا، هو أنه من ناحيته هذا يشكل عودة الى المكان الذي يصعب عليه استيعابه، مكان مهين”، قال شخص مطلع جيدا على ملفات الآلاف. “من شاهد التحقيقات معه في الشرطة يمكنه فهم ذلك. فجأة الشخص القوي في الدولة يجلس أمام المحققين الذين ينظرون اليه من نفس المستوى ويسألونه أسئلة محرجة، ويتهمونه بالكذب، ويستخدمون معه الاعيب التحقيق ويحرجونه ويقومون بتعريته. في حينه هو مر بتجربة قاسية جدا. حسب رأيي هو لا يريد تكرار ذلك. هذا الاحتفال يتوقع أن يتكرر، بشكل اكبر، في التحقيق المضاد الذي في هذه المرة سيكون امام الجمهور”.

في كانون الأول 2021 كان بنيامين نتنياهو رئيس المعارضة في إسرائيل، ومحامي نتنياهو بوعز بن تسور اجرى بالسر مفاوضات متقدمة مع المستشار القانوني للحكومة في حينه افيحاي مندلبليت حول صفقة ادعاء تؤدي الى انسحابه من الحياة السياسية. في المحكمة المركزية في القدس جرى في حينه التحقيق المضاد مع شاهد الدولة نير حيفتس. في احدى الجلسات تم طرح اسم كايا، وهي كلبة عائلة نتنياهو الميتة. “لو أنها كانت موجودة لكنا اطلقناها على شخص ما بعد أن وجهوا الينا لائحة الاتهام”، قال بمزاح. الجمهور ضحك والقضاة صمتوا والمفاوضات تفجرت. بعد سنة عاد نتنياهو الى الحكم واطلق ياريف لفين على من حققوا معه ورفعوا دعوى ضده وأهانوه، حسب رأيه.

في 7 أكتوبر توقف فجأة الانقلاب النظامي، الذي استهدف انقاذ رئيس الحكومة من المحاكمة. للحظة ظهر أن نتنياهو وشركاءه اصطدموا بحائط الواقع، وادركوا الى أي درجة ذهبوا بعيدا وأي ثمن دفعته إسرائيل مقابل ذلك. هذا كان وهم، ولكن سرعان ما تبدد. الآن هم ينقضون مرة أخرى كجائعين على الطعام. لفين يقوم بانعاش خياله المدمر، يتخيل تركيع المحكمة العليا، بحيث لا يكون هناك من يقف في طريقه (أو تطبيق القانون على نتنياهو في استئناف جنائي)؛ كرعي الظلامي يهدد باسدال الستار على هيئة البث؛ وأعضاء الائتلاف يتنافسون فيما بينهم في تهديد المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا.

هذه العاصفة تتعلق بشكل مباشر بشهادة نتنياهو في محاكمته، التي يتوقع أن تبدأ في يوم الثلاثاء القادم، وحتى أن الفيديو الذي هب فيه للدفاع عن المعتقل ايلي فيلدشتاين، لم يكن ليأتي لولا أن الوقت قد حان للصعود على منصة الشهود. مصير فيلدشتاين يهمه مثل قشرة الثوم. هو يزرع الفوضى من اجل تجميع وتسخين القاعدة قبل الشهادة، وفي نفس الوقت القاء الرعب على المدعين الذين سيحققون معه وعلى القضاة الذين اداروا الحدث.

وفقا لموقف الشباك فان الشهادة سيتم تقديمها في قاعة تحت الأرض في المحكمة المركزية في تل ابيب، التي جرت فيها محاكمة اسحق افرجيل. ربما أن الحراس سيرافقون رجال الادعاء، كما رافقوا المدعين في ملف 512، ولنفس السبب: الخوف من غضب جنود المتخم. رئيس منظمة الجريمة القاتل، الذي ترعرع في حي القطار في اللد مع أب مدمن وتسعة اخوة، تم احضاره للنقاشات في زنزانة وهو يرتدي ملابس باللون البرتقالي وحوله السجانين. رئيس الحكومة، ابن البروفيسور من رحافيا، سيأتي الى المحكمة في قافلة رسمية وهو يرتدي البدلة وربطة العنف، حمراء أو زرقاء، بمرافقة رجال الشباك.

نتنياهو فعل كل ما في استطاعته من اجل أن لا يصل الى هذه اللحظة. قبل بضعة أسابيع، عندما تم مناقشة طلبه حول تأجيل تقديم شهادته الى شباط 2025، ظهر في المحكمة مستشاره السياسي اوفير فيلك وهو مزود بهاتف أحمر. نتنياهو أراد الشرح للقضاة، بشكل شخصي وفي خط محمي، لماذا الوضع الأمني يقتضي التأجيل، لكنهم رفضوا التحدث معه. في المرحلة التالية حاول نتنياهو تمديد شهادته بقدر الإمكان، الفكرة هي تطبيع الوضع غير الطبيعي الذي فيه رئيس حكومة دولة تنزف يقف على منصة الشهود بشكل ثابت خلال اشهر. أمس رفض القضاة أيضا طلبه للاكتفاء بجلستين قصيرتين في الأسبوع، وقرروا بأنه يجب عليه المثول في المحكمة ثلاث مرات في الأسبوع. نتنياهو سيجد صعوبة في الالتزام بذلك لفترة طويلة. وحتى الآن توجد لديه إمكانية للتنازل عن هذا الموقف. هذه الخطوة ستظهره كمن يضحي بمصلحته الشخصية من اجل الدولة، واشعال الحملة ضد منظومة انفاذ القانون، لكن هذا سيضره بشكل كبير من ناحية قضائية.

في النصف الأول سيلعب نتنياهو امام هدف فارغ. الشهادة الأولى التي يديرها المحامي هي منصة مريحة بأسلوب برنامج “حياة كهذه”، وسيسمح للمتهم بالتحدث عن اسهامه الكبير في تأسيس امبراطورية إسرائيل، والشكوى من مطاردته والثمن الذي دفعه هو وعائلته مقابلها. هذه ستكون اللحظة الأكثر اصالة في شهادته. نتنياهو واثق حتى الآن بأنه ضحية مؤامرة سوداء استهدفت ابعاده عن الحكم. في السابق آمن أيضا بأن مصيره قد حسم، وأنه اذا لم يقم بوقف القطار السريع فسيجد نفسه في القسم 10 في سجن معسياهو، مثل اسلافه. في المحكمة شاهد نتنياهو اصبع أخرى في اليد التي تهدد برميه لسمك القرش. “الحكم ضدي كُتب”، قال. ولكن القضاة فاجأوه للافضل، بالأساس واحد منهم، الذي يذكره بالخير في محادثات مغلقة. في الشهادة سيحاول نتنياهو شراء قلوب القضاة، الى جانب النضال المستمر الذي يقوم به من اجل كسب الرأي العام. هو سيدعي أنه لم يكن هناك أي خطأ في علاقته مع شاؤول الوفيتش. (“أنا توجهت الى جميع الناشرين”)، أو في علاقته مع ارنون ملتشن (“هو يحبني، هو أخي”). المفاوضات التي اجراها مع يوني موزيس، سيشرح، كانت أيضا حول موضوع الدفاع عن النفس. فهو كان الأب المستعد لفعل كل شيء من اجل منع أولاده الحساسين من انهاء حياتهم في اعقاب منشورات مجرمة في وسائل الاعلام للناشر الانتقامي. نتنياهو يجب عليه بذل جهود نفسية كبيرة وإظهار المصداقية – التحدي المعقد اذا تم الاخذ في الحسبان اكاذيبه في تحقيقات الشرطة معه، التي ستطرحها النيابة العامة في النصف الثاني الأصعب في الشهادة. المدعون العامون سيحاولون ليس فقط عرض المتهم بأنه شخص فاسد، وأنه لا يجب تصديق أي شيء يقوله، بل أيضا تفسير فشل اللقاء التوجيهي وإقناع القناة الذين كانوا مستعجلين عندما اوصوا النيابة بإلغاء دعوى الرشوة.

خطأ آخر يمكن للنيابة إصلاحه اذا تم فتح التحقيق المضاد في الملف 1000 بدلا من الملف 4000. قرار التحقيق مع رئيس الحكومة في تسلسل رقمي متصاعد، يوجد فيه أيضا منطق رياضيات. فاضافة الى القصة المعروفة عن جشع منزل نتنياهو، فان الملف 1000 يجسد بالشكل الأكثر نقاء استعداد رئيس الحكومة لتجاوز الخطوط الحمراء لارضاء زوجته. ورغم أنه، بنصيحة محاميه المتوفي يعقوب فينروت، حاول التنصل منها (“أنا وسارة كيانين منفصلين”)، إلا أن الشهادة في القضية تولد الانطباع بأن الزوجين نتنياهو كيان واحد. التسجيلات التي توجد في صلب الملف 2000 تروي قصة رئيس حكومة يتاجر بقوته الحكومية كي يشتري السيطرة على وسائل اعلام. الملف 4000، الفصل النهائي في ملحمة الفساد، يربط الأفكار التي تنظم اخوته الأصغر منه.

منذ فتح التحقيقات مع نتنياهو مرت ثماني سنوات. كثيرون تنبأوا بأنها ستضع حد لحياته السياسية، لكن رئيس الحكومة كانت له خطط أخرى. حتى لو أنه لم ينجح في وقف المحاكمة إلا أنه ما زال مصمما اكثر من أي وقت مضى على الانتقام من الذين تجرأوا على أن يمر في حملة الإهانة هذه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى