هآرتس: نتنياهو تخلى عن أمن إسرائيل

هآرتس 2023-04-14، بقلم: أوري مسغاف: نتنياهو تخلى عن أمن إسرائيل
منذ اليوم الذي عاد فيه بنيامين نتنياهو إلى الحكم فقد تخلى عن أمن إسرائيل وأمن مواطنيها.
أضر نتنياهو بالأمن القومي وأضعفه، وفعل ذلك بشكل متعمد من خلال الاعتبارات السياسية والشخصية، العائلية الضيقة، التي تعارض المصالح العامة.
الحديث يدور عن مس واسع ومستمر بكل الساحات والأجهزة، التي تشكل ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الدولة، وتوفر الدليل الدامغ على عدم الأهلية الواضح لأدائه.
بوقاحته أو جنونه تجرأ على أن يتهم، هذا الأسبوع، الحكومة السابقة، المعارضة والاحتجاج، بالانهيار الأمني الذي أنزله في 100 من عدم الرحمة على إسرائيل.
وهذه ذكرى مرعبة لديكتاتورات مقطوعين عن الواقع، والذين في نهاية عهدهم اتهموا من أعماق حصونهم جميع العالم بإفشالهم وهزيمتهم.
قام نتنياهو بتعيين مهرج تك تك كهاني، مجرم متسلسل، أدين بعضويته في تنظيم إرهابي، ولم يتجند أبدا للجيش، وكان هدفا استخباريا قديما لـ “الشباك”، ومشعل حرائق مستفز، ليست لديه أي تجربة إدارية وعملياتية، على الأمن الداخلي لإسرائيل.
حتى أنه بناء على طلبه غير اسم الوزارة إلى وزارة الأمن الوطني.
عند تسلمه منصبه سارع الوزير إلى التسلل لأخذ صورة على مدخل الحرم، والتدخل في موضوع الأرغفة ومراحيض السجناء الفلسطينيين وزرع الفوضى في الشرطة وفي سلسلة قيادتها. نتنياهو من ناحيته وعده بأن يخضع له بشكل فضائحي حرس الحدود في المناطق وإقامة “حرس وطني” تحت قيادته.
في وزارة الدفاع عين نتنياهو وزيرا معقولا تماما (جنرال احتياط كان على بعد خطوة من قيادة الأركان، معتدل، جاء من حزب وسط وله تجربة في الحكومة وفي الكابينيت). ولكن إلى جانبه عين وزير آخر لشؤون المستوطنات والاحتلال.
أيضا هنا، مثلما في الشرطة، تجاهل نتنياهو تحذيرات المستوى المهني حول المس الشديد بوحدة القيادة والخطر الواضح على الأمن اليومي. ألغى ائتلاف نتنياهو أيضا الانفصال في شمال “السامرة”، ومنذ ذلك الحين يُطلب من الجنود تأمين مسيرات وصلاة مجانين التلال في حومش وصانور.
في موازاة ذلك خرب نتنياهو ووزراء في حكومته العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة وهي الدعامة الرئيسية لإسرائيل في الشرق الأوسط.
عند اندلاع الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي سمح نتنياهو لابنه ولماكينة السم التي يشغلها، التي تضم إلى جانب المراسلين وزراء وأعضاء كنيست، بالتطاول بشكل وحشي على قادة الجيش و”الشاباك” والشرطة. قانون مشابه تم فرضه أيضا على رجال الاحتياط في سلاح الجو والاستخبارات والعمليات الخاصة والدوريات، التي انضمت للاحتجاج، وأعلنت بأنها لن تتطوع لخدمة نظام ديكتاتوري. تجنب نتنياهو خلال أشهر عقد الكابينيت، فقط لأنه لم يرغب في إعطاء منصة وإصغاء لتحذيرات أجهزة الأمن والاستخبارات حول تراكم الأخطار والتحذيرات في الساحات الفلسطينية واللبنانية والإيرانية.
بعد ذلك وصلت الذروة: إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، لأنه فقط دعا إلى وقف تشريع الانقلاب من اجل الحفاظ على أمن إسرائيل.
وبعد ذلك قام بإبقائه في منصبه بشكل مشروط مع إدارة “اتصالات” على طبيعة الاعتذار الذي يسمح لعائلة نتنياهو بأن تغفر له. حتى عاصفة غالانت قام نتنياهو بإلغاء نقاشات أمنية مهمة وأضاع وقته في رحلات في نهاية الأسبوع في أوروبا، التي فائدتها السياسية – الأمنية هي صفر.
في إحداها استخدمت مناورة خداع لسلاح الجو القلق، الذي أرسل إلى القدس طائرة مروحية قادها قائد سرب وطيار احتياط فقط من أجل أن يكتشفوا بأن رئيس الحكومة وزوجته تملصا وذهبا إلى مطار بن غوريون عبر طائرة مروحية تابعة للشرطة من حصن نووي في جبال القدس (نُشر الفيلم ومنذ لحظة الاقلاع شكل مخالفة شديدة للرقابة لم تتم معالجتها).
الانهيار التكتوني في جهاز الاحتياط وإطلاق النار والدهس القاتل على جانبي الخط الأخضر ووضع العبوة في مفترق مجدو بمبادرة من “حزب الله”، وعشرات الصواريخ على الجليل الغربي، وعمليات الإطلاق المتكررة من غزة، وأعمال الشغب في الحرم في القدس، وكل ما يمكن أن يأتي – كل ذلك مسؤوليته المباشرة على نتنياهو، غير المؤهل والذي لا يستحق المنصب. حيث تتخلى الحكومة التي شكلها عن أمن إسرائيل وعن أمن مواطنيها وجنودها.