هآرتس: نتنياهو امام لجنة الحقيقة والمصالحة عام 2030: ما شأني بالحقيقة

هآرتس 20/5/2025، الوف بن: نتنياهو امام لجنة الحقيقة والمصالحة عام 2030: ما شأني بالحقيقة
السنة هي 2030. مثلما في دول أخرى، التي تحررت من حاكم طاغية، أيضا في إسرائيل تم تشكيل “لجنة الحقيقة والمصالحة” في محاولة لتنقية الأجواء ومعالجة جروح الازمات السياسية، الانقلاب النظامي وحرب 7 أكتوبر. بطبيعة الحال الاهتمام تركز على شهادة الحاكم السابق، ابن الثمانين، الذي شعره تساقط وجسمه انحنى، ولكن صوته القوي الذي حرك الأمة ما زال عميقا وواثقا، ومعه أيضا حس الدعابة. “أنا لا اعرف لماذا قاموا بدعوتي الى هنا”، قال بابتسام للمراسلين الذين ملأوا القاعة: ما شأني بالحقيقة؟”.
المثلث الذي تنقصه الكاريزما والذي استبدله، نفتالي بينيت ويسرائيل كاتس ويئير غولا، قاد عملية سريعة لـ “التخلص من البيبية”. قوانين الانقلاب تم الغاءها، ماكنة السم تم وقفها عن العمل، وتم وقف تسييس الشرطة والجيش والشباك. أيضا تم استبدال اسم مفترق الطرق بنتسيون على المدخل الشمالي للقدس – رمز التملق للزعيم المغادر وعائلته. بالطبع، لم يتغير كل شيء. فمحاكمته في ملفات الألف تواصلت بدون توقف للسنة العاشرة.
منذ استقالته هو يتجول في العالم من قبل مشروع “محافظون يتحدثون”، الذي أقامه غوردون بترسون وجادي تاوب. في البداية نشروا هنا عن المتظاهرين ضده في المحاضرات، وعن شعارات الإبادة الجماعية، والمطالبة باعتقاله وتسليمه للاهاي، أو عن الردود الغاضبة للاباء الثكالى والمخطوفين الإسرائيليين الذين كانوا في اسر حماس وصدموا من الأموال الضخمة التي كسبها.
في هذه الاثناء مرت فترة طويلة، حروب جديدة اندلعت في العالم والاهتمام العام ذهب الى أماكن أخرى. بعد ذلك وصلت الدعوة الى لجنة الحقيقة والمصالحة. “الآن ستسمعونني أيضا”، قال الشخص المختلف عليه، الذي من يعارضونه قاموا بمقارنته بالقتلة الذين ارتكبوا مذابح جماعية مثل بولبوت وبشار الأسد، ومن يؤيدونه اعتبروه اله الانتقام من النخبة ومن الفلسطينيين.
الجمهور جلس في مكانه، ورئيسة اللجنة تقدمت للاسئلة الصعبة. عندما شاهدت الصور من غزة، صور الأطفال الفلسطينيين الممزقين، ومبتوري الأطراف والجائعين، ما الذي شعرت به؟ هل كان يمكنك الشعور بالرحمة تجاههم أو فقط باللامبالاة والكراهية؟ عندما سمعت شهادات المخطوفين الإسرائيليين عن جهنم التي مروا فيها على يد حماس، هل خطر ببالك الاعتذار لأنك اهملتهم في الاسر؟.
“نحن حاربنا حرب التقدم ضد البدائيين من العصور الوسطى. كل البلاد لليهود منذ 3 آلاف سنة. الفلسطينيون هم شعب تم اختراعه والذي…”. هنا ليست الأمم المتحدة، قاطعته الرئيسة. لا توجد حاجة الى شعارات دعائية. اشرح لنا لماذا اطلت الحرب، ماذا اعتقدت أنك ستحقق. لا تضيع وقتنا على وعود لا أساس لها مثل النصر المطلق وتدمير حماس ونقل الفلسطينيين الى ليبيا. هنا نحن نحاول التوصل الى الحقيقة.
“ببساطة كبيرة”، رد الشاهد. “منذ بداية طريقي في السياسة عرفت أن السبط الذي يؤيدني موحد حول امر واحد وهو كراهية العرب. هذا ما منحتهم إياه خلال السنين، بدءا بمظاهرات التحريض ضد رابين وشعارات بيرس سيقسم القدس وحتى التحالف مع بن غفير وسموتريتش. 7 أكتوبر من يعارضوني اعتبروه كارثة، وأنا اعتبرته فرصة لزيادة الجرعة والتحرر من السياسة الصائبة والذهاب حتى النهاية.
“لذلك، أنا رفضت كل صفقة تبادل وارسلت الجيش لتدمير غزة. تسفي سوكوت اخطأ عندما قال ان مئة غزي قتيل في ليلة واحدة لا يهمون أي احد في العالم. القاعدة اهتمت بذلك، التي بقيت بعدي رغم المذبحة في بلدات الغلاف والمس بالمخطوفين واختراق قطر لمكتبي”. هذا امر لا يصدق. للمرة الأولى يبدو أنك قلت الحقيقة، لخصت الرئيسة بدهشة، واصدقاءها في اللجنة قاموا بهز الرأس في إشارة على الموافقة.