ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو، رئيس حكومة الرافضين

هآرتس 26/5/2024، الوف بن: نتنياهو، رئيس حكومة الرافضين

زعامة بنيامين نتنياهو تستند الى تأطير النقاش العام وتحويله الى منطقة راحته الخاصة. كل سلوكه موجه لهذا الهدف: اقواله، بدءا بـ “الحياة نفسها” وحتى “النصر المطلق”، الجهود المبذولة للسيطرة على وسائل الاعلام التي اوصلته الى كرسي المتهمين، المقابلات التي يجريها مع القنوات الاجنبية والتي يتم اقتباسها في اسرائيل، ماكنة السم في القناة 14 والشبكات الاجتماعية والتهرب من المسؤولية عن الاخطاء. سيطرته على جدول الاعمال اليومي اسقطت “حكومة التغيير” واعادته الى الحكم بانتصار ساحق، وتركته هناك رغم أنه قاد الدولة الى 7 اكتوبر والمراوحة في المكان في حرب متعددة الساحات.

في هذه الاثناء نتنياهو هو الفارس الذي يحمي الشعب اليهودي من النازيين غير اليهود واللاساميين، ويقاتل وحده ضد يحيى السنوار وجو بايدن والمدعي العام في لاهاي. بيبي وحده هو الذي يتعهد بهزيمة حماس ومنع اقامة الدولة الفلسطينية، هذه المواقف تحصل على شعبية كبيرة في اوساط الجمهور اليهودي، وفي اوساط المعارضة المناهضة لبيبي. الحقيقة هي أنه حتى زعيم اليسار القادم، يئير غولان، يتحدث عن حل الدولتين، لكن ليس الآن. تراجع الليكود في الاستطلاعات يعكس النفور من رئيس الحكومة، لكن ليس من سياسته التي لها تأييد شعبي كبير. 

المعسكر المناويء لبيبي يستثمر كل طاقته في مسألة تافهة، متى سيقوم غانتس وايزنكوت بالانسحاب من الحكومة. بدلا من مهاجمة نتنياهو فان المعارضة توجه الغضب على شركائه الصغار، في الوقت الذي يقف فيه هو جانبا باستمتاع. هو تعود على الاستخفاف برجال الجيش الذين تدربوا على أداء التحية للضابط الاعلى منهم وعند دخوله الى الغرفة. يوآف غالنت اكثر شجاعة في ظهوره العام من رؤساء المعسكر الرسمي، لكنه يلتزم مثلهم بالاهداف التي وضعها نتنياهو، ويتحمل مثله المسؤولية عن الكارثة، والآن يوجد ايضا طلب لاصدار مذكرة اعتقال دولي. توجد حدود للمسافة التي يستطيع غالنت تركها بينه وبين نتنياهو دون وضع نفسه في عزلة مطلقة في الائتلاف وامام رسالة اقالة ستتحقق في هذه المرة.

لكن يوجد لنتنياهو ايضا، مع كل براعته الاعلامية والسياسية، نقاط ضعف، وهي تكمن في صمته. حول القضايا التي دائما يتملص منها، المواقف التي لا يقوم بتسويقها للجمهور لأنه يعرف بأنها غير شعبية وستثير الغضب عليه فقط. يسهل تشخيص نقطة ضعف نتنياهو في هذه الاثناء وهي تأييده لتهرب الحريديين من الجيش في الوقت الذي فيه العلمانيون ومن يرتدون القبعات يتم طحنهم في الخدمة النظامية وفي الاحتياط، وكل يوم تقريبا يعود بعضهم في توابيت الى المقابر العسكرية أو في المروحيات الى غرف العناية المركزة. كلما طالت الحرب وتعقدت وتراكم عدد اكبر من القتلى والمعوقين، جسديا ونفسيا، والجيش يحاول تخصيص جنود لملء الصفوف، فان عبقري التسويق نتنياهو حتى يجد صعوبة في تبرير رفض الحريديين.

لحسن حظ نتنياهو أيضا المعارضون في بلاطه يخشون من رفع راية “التجنيد للجميع”. في الانذار المضحك الذي وجهه لرئيس الحكومة فان غانتس ابتكر صيغة غامضة للتجنيد، كانت تهدف بالاساس الى عدم ازعاج السياسيين الحريديين والحاخامات. غالنت كان حازم اكثر في معارضة مأسسة التهرب، لكنه ايضا لم يتجرأ على استخدام سلطته والسماح للجيش بتنفيذ القانون واصدار أوامر التجنيد الالزامي لأبناء الحريديين. في لحظة الحقيقة فان التقرب من الراعي السياسي آريه درعي أهم بالنسبة لوزير الدفاع من المساواة في القتال والقتل والاعاقة. 

نتنياهو يصمت ليس فقط في موضوع التجنيد، بل هو يتهرب ايضا من اهمال منطقة الشمال والجريمة المتزايدة والتفكك الاجتماعي والازمة الاقتصادية القريبة. ولكن كل هذه المشكلات مهما كانت حاسمة فانها تتقزم امام تأييده للمتهربين من بني براك وبيسان والعاد. من يريدون مهاجمة نتنياهو وتقويض سيطرته القوية على الخطاب العام يجب عليهم تذكير الجمهور بأنه هو الرافض رقم واحد. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى