ترجمات عبرية

هآرتس – نتنياهو، استمر في الخداع فهذا مهم

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس – 29/4/2021

” استمرار نتنياهو في طرح عروضه المخادعة هو أمر مطلوب من اجل فحص قدرة  كتلة التغيير على الصمود وعدم التفكك “.

       الاقتراحات، طالما وجدت امور كهذه، لفترة سنة اولى لمن يوافق على تشكيل ائتلاف مع بنيامين نتنياهو، تضمن فقط شيء واحد وهو استمرار الفوضى السياسية وشلل الحكومة. ومن يستجيب لهذه الخدعة يتم اغراءه بوظيفة جوفاء ويحرق سنة اخرى للدولة. بند ينص على “رئيس حكومة من 2021 – 2022” في السيرة الذاتية، لا يمثل القيام  بعمل من أي نوع. هذا الامر فقط يضمن صفة “رئيس الحكومة الزائد في تاريخ الدولة”، وهذا يسري على أي مرشح يتم اغراءه للقبول بالصفقة المذكورة اعلاه من نتنياهو.

       يوجد فقط سؤال واحد مهم في هذه القصة وهو هل سينجح هذا الاقتراح في تفكيك كتلة التغيير، وأن يزرع فيها الشكوك التي ستؤدي الى تفكيكها. هذه احتمالية واقعية. فقد سبق ورأينا كيف أن حزب البديل ازرق ابيض قد تفكك بين عشية وضحاها عندما قرر بني غانتس الانضمام الى الحكومة الجميلة والحصول على صفة رئيس الحكومة البديل. من الجيد أن نتنياهو يحاول تفكيك هذه الكتلة، أو منع تحولها الى كتلة. لأن هذا اختبار أول لمسألة هل مكوناتها قادرة على أن تعمل معا، وقادرة على رؤية هدف مشترك، وقادرة على عدم السماح بالوقوع في الألاعيب وعدم السماح للانتقاد الحاد بأن يحرفهم عن الهدف.

       من يظهر هنا سخاء وتمسك بالهدف هو رئيس يوجد مستقبل، يئير لبيد. هو يعرف جيدا الوضع، ومن الواضح له أن الطريق لاستبدال نتنياهو تمر من اليمين على الاقل في المرحلة الاولى. وقد تناول هذا الامر من خلال الاسباب الصحيحة: رئيس حكومة مع لوائح اتهام، هذا يعني مشكلة قيمية وعملية، التي تجعل دولة اسرائيل عالقة وتهدد مؤسساتها.

       بخصوص جدعون ساعر ونفتالي بينيت من غير الواضح ما الذي يحركهما. فكلاهما تضرر من نتنياهو. وهما سيفرحان بنزوله عن المنصة. ولكن في نفس الوقت يظهر أنهما مضغوطان منه ومن مبعوثيه الذين يقومون بقصفهما بتهديدات وتحذيرات بأن هذه ستكون نهايتهما السياسية. بينيت الذي يمكن أن يكون رئيس الحكومة الاول في التناوب مع لبيد – يظهر أكثر خوفا. هو الذي كتب في 2019 في منشور تأييد لنتنياهو: “اذا نجح جهاز القضاء في اسقاط نتنياهو بسبب السيجار ومقالات في “واللاه” فهذه ستكون ضربة قاسية لكل المعسكر الوطني. زعيم اليمين الذي سيأتي بعده سيكون مخصي وخائف من وسائل الاعلام وجهاز القضاء”. هل هذا ما يخيفه؟ وسائل الاعلام وجهاز القضاء؟ أم جيش بيبي الذي يهينه ويحقره في الشبكات الاجتماعية؟ يوجد لبينيت وساعر ساعات كثيرة قاما بقضائها مع نتنياهو. وهما يعرفان جيدا الاعيبه وخدعه ورسائله وأدواته. من الواضح لهما هدفه الحالي، وهو تفكيك كتلة التغيير وكسب المزيد من الوقت في بلفور كرئيس للحكومة الانتقالية. ومن الواضح لهما ايضا بأن نتنياهو سيعدهما بأمور كثيرة عندما سيكون بحاجة اليهما. ولكنه لن يتردد في رميهم في أول فرصة مثلما فعل عندما شكل الحكومة الجميلة مع غانتس. لماذا اذا هما مترددان؟ هل هذا فقط من اجل رفع أهميتهما في التفاوض مع لبيد، أم أنهما تراجعا بسبب الضغوط والتهديد من اليمين؟ نتنياهو يساعدهما قليلا في التفاوض مع لبيد عندما يعرض حكومة التغيير على أنها حكومة يسار. هذا يمكنهما من سحب عجلة الائتلاف هذه قليلا نحو اليمين.

       مخاوف ساعر وبينيت، وعمليا مخاوف كل من ينوي المشاركة في حكومة التغيير، هي مبررة. حكومة بهذا القدر من التنوع ويشارك فيها احزاب صغيرة ومتوسطة كثيرة، هي محاولة تحتاج الى الكثير من العوامل كي تنجح: الثقة، اتفاق على عدة اهداف اساسية، تجميد مباديء جميع الاحزاب المشاركة والادراك بأن اسرائيل بحاجة الى حكومة تستطيع العمل لاربع سنوات. ولكن قبل ذلك، هم بحاجة الى تجاوز التهديدات والضغوط والمناورات في الايام التي بقيت لنتنياهو من اجل تشكيل الحكومة. نتنياهو مطلوب منه مواصلة مناوراته المخادعة، هذه هي الطريق لفحص اذا كانت كتلة التغيير هي في الاصل كتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى