ترجمات عبرية

هآرتس: موافقة نتنياهو على خطة ترامب تمهد الطريق للانتخابات في بداية 2026

هآرتس 30/9/2025، يوسي فيرتر: موافقة نتنياهو على خطة ترامب تمهد الطريق للانتخابات في بداية 2026

المواطنون الاسرائيليون العقلانيون والانسانيون الذين ياملون عودة الـ 48 مخطوف، وانهاء الحرب السياسية الخالدة التي حكم بنيامين نتنياهو بها على اسرائيل، سمعوا امس دونالد ترامب وهو يقول كلمات كبيرة وضخمة تتجاوز كل ما يمكن ان يحلموا به. الجملة المؤثرة اكثر كانت الجملة التي تطرقت لاطلاق سراح جميع المخطوفين، الاحياء والاموات، خلال 72 ساعة منذ لحظة التوصل الى موافقة على خطة الرئيس. حسب قوله نتنياهو وافق، وكل الدول العربية والاسلامية وافقت، وكما هو معروف اوروبا ايضا، والان بقيت فقط حماس.

كلمة “فقط” البسيطة. بدون التفاخر بالدخول الى اعماق نتنياهو، من الواضح انه يامل بان ترد حماس بـ “لا”، التي ستمكنه من مواصلة حرب الاستنزاف الفظيعة في القطاع، والتي ستؤدي الى موت المخطوفين. في نسيج الرئيس الامريكي الذي قام بحياكته، بمساعدة مستشاريه كوشنر وويتكوف (اللذان توجد لهما مصالح اقتصادية وتجارية في الشرق الاوسط)، يوجد ثقب، وفقط حماس هي التي يمكنها ان تملأه. من المرجح الافتراض ان الجواب سيكون “نعم، ولكن”، وعندها يجب رؤية ماذا سيكون الرد الامريكي والعربي.

كل بند في الوثيقة هو دراما ضخمة – اقليمية، امنية وسياسية. من الواضح ان نتنياهو تم اجباره على الموافقة على امور فقط قبل اسبوع عرضها وكأنها “ستمر على جثتي”ـ مثل “بناء مسار” لدولة فلسطينية، انسحاب كامل للجيش الاسرائيلي من كل الاراضي التي قام باحتلالها (باستثناء محيط ضيق الذي هو ضروري لامن الغلاف، وبقاء مخربي حماس الذين سيوقعون على “التزام بالسلام”)، في قطاع غزة بدون الاضرار بهم.

اضافة الى ذلك هناك احتمالية لتوسيع اتفاقات ابراهيم التي يعتبرها ترامب وبحق مشروعه الشخصي. في الثلاث سنوات تقريبا التي بقيت له في البيت الابيض، لا شك انه سيركز على “ذلك” بشكل شخصي. اذا حاول نتنياهو الخداع والتملص والتضليل فهو سيواجه رئيس عصبي يسعى الى الحصول على جائزة نوبل للسلام، اذا لم يكن في هذه السنة ففي السنة القادمة.

في خطابه الافتتاحي الطويل ظهر ترامب متعب وكأنه قام بابتلاع حبتي فيكودين مع كأس ويسكي. ولكن من مر حقا بعملية عصر وتنشيف هو رئيس الحكومة الاسرائيلية. “بيبي عبر عن معارضته للدولة الفلسطينية. أنا اتفهم، لكني قلت له بانه قد حان الوقت”، قال الرئيس بما يمكن فقط وصفه كتعبير اعتذاري، على ان ترامب ببساطة سئم من هذيان صديقه الاسرائيلي الممل.

نتنياهو حتى لم يحاول الظهور كمتحمس وايجابي مثل نظيره الامريكي. وجهه كان رمادي وظهر متعب وقلق. قبل عقد، عندما لم يكن هناك ما يوجد الآن، متهم جنائي، ديكتاتور في طور التشكل، محاط باحزاب فاشية وعنصرية – هو كان سيمسك بهذه الفرصة بكلتا يديه، ربما ايضا سيرقص رقصة النصر. ما حدث امس هو ان الولايات المتحدة انقذت اسرائيل من نفسها ومن نتنياهو.

لكن هي لم تنقذه من المشكلة الصعبة في الائتلاف. حيث لا يوجد ضم في الضفة، ولا يوجد “تشجيع على الهجرة” (بل العكس)، لا يوجد بناء للمستوطنات في قطاع غزة، في المقابل، هناك انسحاب شبه كامل من القطاع ومسار لدولة فلسطينية – وحل الائتلاف هو خيار واقعي. بن غفير وسموتريتش، ملائكة التخريب، لا يمكنهما تبرير استمرار البقاء في الحكومة. انتخابات في بداية 2026 هي سيناريو معقول.

في ذروة اللقاء بينهما فرض ترامب فعليا على نتنياهو الاعتذار لرئيس حكومة قطر عن الهجوم المجنون في الدوحة، الذي فشل فشلا ذريعا. الاعتذار كان مزدوج، عن قتل الضابط القطري وعن المس بـ “سيادة” قطر. أي تراجع فاخر هذا. بالمناسبة، هذا يناقض تماما المناورة التي سوقها مكتب رئيس الحكومة للمراسلين المخلصين طوال اليوم: ان الهجوم الفاشل في الدوحة كان هجوم ناجح، وقد اعاد قطر الى صورة المفاوضات لانها خافت من ان ارضها ستتحول الى ساحة تصفية وعمليات قصف اسرائيلية ضد كبار قادة حماس.

هراءات. رئيس حكومة قطر حصل على بوليصة تامين من نتنياهو، ومن سيستفيد منها هم رجال منظمة الارهاب. في “وول ستريت جورنال” كتب امس ان الهجوم الاسرائيلي على حليفة واضحة ومحببة على ترامب، هو الذي اعطاه الدفعة المهمة للتقدم بسرعة نحو الاتفاق الذي عرضه. لقد فهم بالضبط ما فهمه معظم الاسرائيليين منذ فترة: ان نتنياهو مصمم على افشال كل صفقة لتحرير المخطوفين وانهاء الحرب. ترامب كان يمكنه فهم ذلك بعد الصفقة السابقة في كانون الثاني، لكن الامر استغرقه وقت. وحتى لو تباطأ فمن الجيد انه جاء.

الاشادات التي منحها ترامب لنتنياهو كانت خفيفة نسبيا مقارنة مع كل العسل الذي صبه قبل بضعة ايام على رأس الرئيس اردوغان. هذا ايضا يقول شيء ما عن النظام الاقليمي الجديد الذي تم نسجه هنا برعاية الرئيس الامريكي الطموح والمتبجح. الصفقة التي عرضها ترامب كان يمكن ان تتم حياكتها في بداية السنة، عندما حققت اسرائيل كل اهدافها العسكرية. ولكن في حينه ترامب كان ما زال اسير السحر الظلامي الذي يستخدمه عليه رئيس الحكومة الاسرائيلية والوزير ديرمر، وايضا حماس لم تكن متحمسة.

الزوجان نتنياهو سيعودان اليوم ظهرا الى اسرائيل، الى واقع اشكالي بالنسبة لهما. جلسة الحكومة التي ستعقد من اجل المصادقة على تعيين دافيد زيني كرئيس للشباك – خطوة حاسمة للدفع قدما بتدمير الديمقراطية – لن تكون جلسة سهلة. في كل ايام تواجدهما في نيويورك نجح الزوجان في التهرب من الالتقاء مع عائلات المخطوفين الذين توسلوا اليهما للالتقاء معهم. هذا كان مشهد للتجاهل والانغلاق والشر. هذا شاهدناه امام انظارنا على قبر الحاخام ميلوفوفيتش. سارة نتنياهو وصلت لزيارة القبر بمرافقة صديقتها المليونيرة وهاوية ادوات “شانيل” نيكول رايدمان، وهما ترتديان ملابس سوداء، وكأنهما جاءتا الى جنازة الحاخام وهما في حالة حزن وأسى. ابناء عائلات المخطوفين، مثل ايلانا غريسفسكي وحاجي انغرست، طلبوا تبادل بعض الكلمات. سارة لم تحول وجهها ولم تعطيهم ولو نظرة.

هم يئسوا منها، الضجة التي اقاموها والمظاهرات امام منزلها والمقابلات التي يعبرون فيها عن ثقتهم بترامب وليس بنتنياهو. هي انهتهم، حتى زوجها يتجاهل، كما يبدو بتوصية منها.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى