ترجمات عبرية

هآرتس – مواطنون بلا حماية

هآرتس – افتتاحية – 14/11/2018

بقلم: أسرة التحرير

كشف اليوم الاول من الجولة القتالية بين الجيش الاسرائيلي وحماس أحد الاعصاب الاكثر حساسية في الجبهة الاسرائيلية الداخلية: انعدام وجود مجالات محصنة. فصاروخ سقط في مبنى قديم في عسقلان، لم تبنى فيه غرف محصنة، جبا حياة شخص واحد واصاب امرأتين بجراح خطيرة.

لا حاجة للسير شوطا بعيدا في الشروحات عن اهمية المجالات المحصنة في المناطق المعرضة للصواريخ. يكفي ان نتبين مأساة أمس في عسقلان، ونقايس نتائجها القاسية مع نار الصاروخ على منزل عائلة تمنو في بئر السبع في الشهر الماضي، حيث خرجت ام العائلة وثلاثة ابنائها بلا أي ضر بفضل الغرفة الامنية. غير ان الكثيرين من سكان الاحياء القديمة في مدن الجنوب والتي توجد في مدى الصواريخ يعيشون بلا غرف امنية، بلا ملجأ عام قريب أو مع ملاجيء، ولكنها لا يمكنها أن تحتوي كل السكان.

في العام 2008 بدأت الدولة بمشروع واسع، كلفته اكثر من مليار شيكل، لتحصين اكثر من عشرة الاف مبنى سكني في البلدات التي توجد على مسافة حتى سبعة كيلومترات عن حدود القطاع. وتضمن هذا المشروع تحصين بلدات عديدة من المجلس الاقليمي في غلاف غزة، ومدينة سديروت. ولكن منذ اتخذ القرار لتحصين البلدات البعيدة سبعة كيلومترات عن الحدود، حسنت حماس قدراتها، وبات مدى الصواريخ يصل الى اسدود، بئر السبع وتل أبيب، بل وشمالها. كنتيجة لذلك، فقد دخلت مدن عديدة في اسرائيل في مدى الاصابة، ولكنها بقيت بلا خطة وطنية لتحسين التحصين، لان الدولة لا توسع مدى التحصين لاعتبارات اقتصادية.

ان واجب اقامة مجالات محصنة في مباني السكن قائم منذ بداية التسعينيات. ولكن في نتيفون، اوفكيم، بئر السبع، اسدود وعسقلان وفي مدن عديدة اخرى، توجد مبان عديدة اقيمت قبل ذلك بسنوات طويلة، وليس فيها مجالات كهذه. ودعا رئيس المجلس الاقليمي مرحافيم، شاي حجاج، الحكومة امس الى العمل على اقتراحه لتشجيع بناء الغرف الامنية في المنازل التي بنيت قبل 1991. وكتب يقول ان “الحكومة ملزمة باعطاء جواب دفاعي للسكان. ينبغي ان نتذكر بان حل الملاجيء العامة ليس ناجعا، ولا يعطي جوابا حقيقيا للسكان كبار السن والاطفال. لا يمكن الوصول في 30 ثانية من البيت الى الملجأ العام. هذه الضائقة قائمة بشكل خاص في هذه المنطقة، حين تكون حالات التصعيد”.

ان سديروت هي دليل ناجح على أنه يمكن التحصين باثر رجعي للمباني السكنية في المدينة. ولكن للسكان في المدن الاخرى ايضا يوجد هذا الحق الاساس. على الدولة واجب العمل على حلول مريحة وسريعة لسكان تلك المناطق عديمة الحماية. القبة الحديدة ليست كل شيء، وحياة الناس ليستسائبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى