هآرتس: من يرتدون القبعات المنسوجة يعملون على الاستيطان في غزة وفي وحدة 8200
هآرتس 4/8/2024، غيل تلشير: من يرتدون القبعات المنسوجة يعملون على الاستيطان في غزة وفي وحدة 8200
لقاء الاحلام للمعسكر الوطني الذي عقد في يوم الخميس افتتح بـ “جلسة الحسم”. المتحدث الكبير فيه كان وزير المالية وصاحب خطة الحسم من العام 2017، بتسلئيل سموتريتش. الجلسة التي عنوانها الثانوي كان “من المدافعة الى النصر”، احتفلت بانتصار اليمين ودفن فكرة الدولة الفلسطينية. مسار الامور، حسب سموتريتش، كان واضحا قبل 7 تشرين الاول بسنوات. ولكن بعد 7 تشرين الاول تبين للجميع أنه في هذا الجيل لا يوجد من نتحدث معه، وأن المناطق التي لا نسيطر عليها تصبح قاعدة للارهاب. إما نحن وإما هم. نحن هنا كي نبقى. ولخص اقواله بالاشارة الى مصير “هم”، الذين لا نريد ذكر اسمهم.
سموتريتش حدد ايضا اهداف ملموسة، مثل احتلال منطقة أمنية في لبنان، انتصار عسكري على حماس والاستيطان في قطاع غزة. ولكن هناك من يشوش على تنفيذ هذه الاهداف، اليسار و”رؤيته الانهزامية” (“اذا كنتم تريدون رؤية التشاؤم اقرأوا هآرتس”)، والقيادة العليا في الجيش الاسرائيلي. أو حسب قوله “نحن بحاجة الى قيادة عسكرية لها دي.ان.ايه آخر”.
ما هي المشكلة في دي.ان.ايه القيادة الحالية؟. عميعاد كوهين، صاحب دار النشر “مركز الحرية الاسرائيلي”، أوضح ذلك عندما قال إن قادة الجيش الآن يحصلون على تأهيلهم في جامعة حيفا. اليمين بحاجة الى جامعة والى جهاز تعليم خاص به. في اعقابه جاء البروفيسور آشر كوهين من جامعة بار ايلان، حيث قال إنه يجب استدعاء رؤساء الجامعات الى جلسة علنية كما فعلوا مع رؤساء الجامعات في الولايات المتحدة، والمطالبة باقالتهم. عندما يكون جهاز الاكاديميا ومنظومة القانون والنيابة العامة والادارة العامة في يد اليمين فانه سيتم تحقيق التوازن الصحيح.
الجمهور الذي ضم مئات الاشخاص رد بانفعال، لكن الهتافات الاعلى حصل عليها الخطيب الذي لم يتم ذكر اسمه في البرنامج. ياريف لفين، وزير العدل، وضع في مركز اقواله مواضيع تم عرضها كأواني مستطرقة. الاول، بدون الاستيطان لا يوجد أمن. وتطبيق حقنا في كل البلاد ليس فقط حاجة حيوية من ناحية امنية، بل هو واجب اخلاقي. الثاني، تغيير جهاز القضاء من الاساس. مثل سموتريتش هو ايضا يستنتج بأنه الآن، بعد تسعة اشهر دموية، ازداد ادراك الجمهور بأهمية تطبيق الحلم الوطني (سواء من ناحية عسكرية أو من ناحية قانونية). مثل سموتريتش هو ايضا يعتقد أن هناك من يضعون العصا في دولاب الحلم. لدى لفين الحديث يدور عن المحكمة العليا التي تعيق تعيين شخصيات رفيعة. ولكنه يذكر عنوان آخر: اعضاء الكنيست الـ 64 للائتلاف. الدعوة التي يجب أن تخرج من هنا، كما لخص اقواله، هي أنه يجب على الـ 64 عضو الالتزام باصلاح جهاز القضاء.
لفين، الذي حرص على الصمت منذ 7 تشرين الاول، كشف خطة رئيس الحكومة: الهدف لا يقتصر على تعيين قضاة المحكمة العليا فقط، وليس فقط نقل التعيينات المهنية الرفيعة الى يد السياسيين، بل التهديد الضمني بازاحة اعضاء في الائتلاف (على رأسهم بالطبع وزير الدفاع يوآف غالنت)، الذين لا يلتزمون بتغيير جهاز القضاء. السبب الثالث في أن اليمين لا ينجح في تطبيق سياسته هو دونيته خارج الكنيست، احتج لفين.
ذراع اليمين العميق خارج الكنيست مثلته دانييلا فايس. فمرة تلو الاخرى اشارت الى أن الهدف الاسمى للفين هو استيطان كل ارض اسرائيل. وقد كانت من القلائل في اللقاء التي ذكرت رئيس الحكومة: رغم أنه يقول بأن نية استيطان غزة غير واقعية، “نحن نقول: هذه نية واقعية، واقعية، واقعية”. وقد اوضحت بأن رئيس الحكومة “طلب منا المساعدة في تحويل الحلم الى أمر واقعي. أين؟ في خطابه في الكونغرس الذي اعلن فيه بشكل علني بأننا سنبقى في غزة، عسكريا، في اليوم التالي”. متى سيأتي اليوم التالي؟ الى الأبد، لأن الاحتلال العسكري، كما هو معروف حسب قرار المحكمة العليا، يبرر الاستيطان المدني.
فايس كشفت الديناميكية العميقة بين المستوطنين والذراع خارج الكنيست، غير الديمقراطي، وبين حكومة نتنياهو. مؤتمر اليمين قام بتنظيمه شريك مكشوف، باريلا كرومبي، وهو مؤسس “تكوما” وشريك خفي في منظمة “اذا شئتم” التي جميع رؤساءها كانوا على المنصة. كتاب آرز تدمر “لماذا يصوت الشعب لليمين ويحصل على اليسار”، وكتاب متان بيغل “دولة للبيع”، تم توزيعها بالمجان على جميع المشاركين. “تكوما” و”اذا شئتم” وقفت ايضا من وراء مظاهرات اليمين التي هدفت الى الزام نتنياهو بالانقلاب النظامي، الانقلاب الذي يهدف الى ضمان تفوق اليهود.
غاي ليفي، رئيس هيئة الـ 64 والمتحدث بلسان الليكود ومستشار رئيس الحكومة، وتدمر ايضا، يمثلان العملية التي تحولت فيها منظمات المجتمع المدني الى الاركان الاساسية لمكتب نتنياهو. ليفي، الذي بارك في المؤتمر بـ “رجالنا الجميلين مع كل انواع القبعات أو بدونها”، طرح رؤيته. “اولادنا هم الذين سيذهبون الى النيابة العامة، الى الوحدة 8200 والى الطيران. في الرتب العليا في الجيش هناك حاجز، لكن “عدد الذين يرتدون القبعات بين الضباط هو عدد كبير جدا”، هذا هو الامر البارز في المعركة في غزة، القبعة وشال الصلاة والاهداب. بيلغ، الرئيس السابق لـ “اذا شئتم” قال: “الجيش يخشى التحدث عن الدين، لكن ما يوجد لنا في غزة هو جيش يهودي”. صحيح أنه حتى المتحدثون غير المتدينين في اللقاء يساوون بين المعسكر الوطني، اليميني والايماني. وكل هذا الجمهور المقدس وقف وهتف عندما تم منح وسام التقدير للعزيز على المؤتمر، تلميذ الحاخام كهانا والذي تم رفض ترشحه للكنيست في المحكمة العليا، ميخائيل بن آريه.