ترجمات عبرية

هآرتس: من يحارب هنا حقا من اجل وطنه؟ تلميح – ليس نحن

هآرتس 12/6/2025، يوسي كلاين: من يحارب هنا حقا من اجل وطنه؟ تلميح – ليس نحن

في الاستوديوهات لا يتوقفون عن وصف مفاجأتنا. نحن الآن نعرف كل ما حدث في بئيري دقيقة بدقيقة، من الساعة 6:20 صباحا وحتى المساء. لقد ابلغونا كيف هزمنا، ولم يبلغونا لماذا. بعد سنة ونصف على الهزيمة نحن لم ننتصر بعد. لم يشرحوا لنا كيف ان نصف مليون جندي مسلح لا ينتصرون على 40 ألف مخرب بدون طائرات ودبابات. الجواب يوجد في فيتنام، الجزائر، ايرلندا وفي ارض اسرائيل 1948 ايضا. منذ الحرب العالمية الثانية لم تنتصر أي دولة غازية على شعب يحارب على ارضه، باستثناء دولة واحدة، دولتنا. منذ ذلك الحين ايضا لم تكن أي دولة ديمقراطية ارادت طرد ملايين السكان من اراضيهم، باستثناء دولة واحدة، دولتنا.

الدولة خلقت الروح، وهي ترافقنا منذ الولادة. باسم روح “الذين يحاربون من اجل الوطن”، قام آلاف الشباب بالتضحية بارواحهم. هذه الروح محيت، ليس فقط انها محيت بل نقلت الى يد العدو. هم الذين “يحاربون من اجل وطنهم وليس نحن”.

الحرب من اجل الوطن تدار قرب البيت. واحيانا قرب الجيران. ولكن بالتاكيد لا يتم الدخول الى بيوتهم، أو طرد اصحابها أو توطين فيها مدة 58 سنة عائلة واصدقاء. لا أحد يعترف بذلك، لكن حماس ايضا، رغم حقارتها، تقاتل من اجل الوطن.

من يعيشون في وطنهم ينتصرون دائما على من يقوم بغزوهم. هم يعرفون وطنهم جيدا اكثر منه. ودافعهم القتالي اعلى. لا توجد لهم بلاد اخرى. عندما لا يحاربون من اجل الوطن فهم يحاولون ايجاد للحرب سبب آخر. عميت سيغل يوصي بحرب تدمير الانفاق (كشف الانفاق يساوي 20 مخطوف ميت). آخرون يعتقدون ان الحرب تستهدف محو غزة. عن مجرد انتقام بسيط، وحشي وبدائي، لا يتحدثون.

روح الحرب من اجل الوطن انتقلت الى الغزيين. ايضا “قلائل أمام كثيرين”. في 1948 كانوا هم الكثيرون ونحن القلائل. الآن نصف مليون جندي، هذا نحن. اما المعدمين، هذا هم. العالم يعيش في نيتفليكس، هو يحب الضحايا الذين هم على حق، والضعفاء الذين ينتصرون على الاقوياء الحقيرين. ذات يوم كنا ضعفاء ومحقين. الآن نحن اقوياء وحقيرين. ذات يوم كنا المكانبيين امام اليونانيين. الآن نحن ابطال على الاطفال والنساء.

اسطورة “نحن نطمح الى السلام” قمنا بتدميرها بانفسنا. السياسي الذي يضع “السلام” كهدف له سيفقد خمسة مقاعد في وسائل الاعلام. “السلام”، بصيغة ساذجة لبطاقات راس السنة، لن يوجد من الآن فصاعدا. نحن قمنا بالاهتمام بذلك. ابن الـ 5 سنوات الذي دمرنا بيته وجوعنا عائلته لن يكون في أي يوم “شريك في السلام”. بعد عشرين سنة سيحارب الطفل عندنا، نعم من اجل الوطن. لذلك، كل بيت تم تدميره يدمر ليس فقط مستقبله، بل ايضا مستقبلنا. الاسطورة تاتي وتذهب، لكن رأينا بانفسنا لم يتغير. نفس الغطرسة ونفس الوقاحة. هذه كانت جيدة لدولة في الطريق، وليس دولة على شفا الهاوية. الفكرة القديمة التي لم تتغير، وهي لم تتغير في 7 اكتوبر ايضا، والتي لم تكن اكثر من “كارثة”، التي لم تغير ميزان القوة بيننا وبين جيراننا. نحن اذكياء وهم اغبياء، هم غير قادرين ونحن قادرون. نحن 8200 وهم البدائيون.

نحن لم نتعلم أي شيء، والآن نحن نسينا كل شيء. مرة اخرى سنكرر نفس الاخطاء ونتوقع نتائج مختلفة. مرة اخرى نحن نوزع السلاح على العصابات ونستغرب من توجيهه نحونا. نحن ادمنا على الاكاذيب. هوسنا بها، كذبة “الحرب من اجل الوطن” تشبه كذبة “الجيش الاكثر اخلاقية في العالم” و”الفلسطينيون ليسوا شعب”. نحن نكذب على الاباء الثكالى ونقول لهم بان اولادهم قتلوا في حرب الدفاع عن الوطن. رغم انهم يعرفون، ونحن نعرف، انهم لم يقتلوا  في حرب الدفاع عن الوطن.

نحن خسرنا. حتى لو قمنا باحتلال كل غزة. ودمرنا كل المباني فيها وقتلنا كل سكانها. نحن لم نعد نثق بقيادتنا وجيشنا، وهم فقدوا الثقة ببعضهم. نحن خسرنا لاننا ما زلنا اسرى للتصور الذي قمنا ببنائه لانفسنا خلال الـ 77 سنة من وجودنا. ليس فقط انهم لن يتجرأوا على فعل ذلك، بل نحن اكثر قوة وذكاء. نحن لسنا اقوياء او اذكياء بما فيه الكفاية كي نواجه الحريديين، المستوطنين، غلاء المعيشة والجريمة. على حماس لم ننجح في الانتصار، فكيف على ايران؟ انها صغيرة علينا. فبيد واحدة مقيدة للخلف نستطيع التغلب عليها.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى