ترجمات عبرية

هآرتس: من يتم احتلاله يعرف نفسية من قام باحتلاله

هآرتس – مقال – 26/5/2024، عميره هاس: من يتم احتلاله يعرف نفسية من قام باحتلاله

يوجد أيضا طاردون مهذبون. هكذا يثبت مستوطنو غوش عصيون. ربما تكون وراء ذلك خلفيتهم  الانغلوسكسونية؟ من يعرف. الولايات المتحدة وبريطانيا لن تقوما بالاعلان عن فرض عقوبات عليهم. هم ليسوا مثل المشاغبين الذين لديهم أهداب، الذين يحملون العصي وقضبان الحديد والمسدسات ويقومون بطرد الرعاة وقاطفي الزيتون. هم ليسوا مثل الذين يحرقون البيوت والسيارات، هم يطردون بلطف. هنا حاجز من الحجارة واكوام التراب على طريق زراعية، هنا بوابة مغلقة وهناك مسلح محلي، الذي برعاية الزي العسكري الذي يرتديه، لا يسمح لشخص عمره 55 سنة بتقليم اشجار الدوالي. النتيجة هي مساحة تبلغ 75 كم مربع من مستوطنة افرات نحو الغرب، التي فيها طرق وشوارع زراعية تقريبا فارغة من الفلسطينيين، واراضي مهملة، حسب التعبير الدقيق لدرور ايتكس، الباحث في سياسة نهب الاراضي. 

هناك اسباب كثيرة تجعل القلب يتفطر كل يوم. هل من الترف الحداد والحزن على كرم مهجور، والمشاركة في حزن اصحابه الآن، بينما تستمر قنابل اسرائيل في قتل الاطفال في قطاع غزة، ويتم اصدار المزيد من الاعلانات عن المخطوفين الذين قتلوا أو ماتوا في غزة في ظروف الاسر القاسية. لا، هذا لا يعتبر ترف عندما تعرف أن الامر يتعلق بتسلسل له هدف واحد وهو طـ – ر – د. كلمات تتكرر ومعناها اصبح باهت. عندما تجلس عدد من المرات مع المزارعين فأنت تتعرف على حجم فقدانهم للجلوس على الشرفة التي بناها الوالد أو رممها، وقضم رغيف الخبز وحبة البندورة كل يوم في الكرم. معهم تتعرف على علاقة غير علاقة ملكية الارض. ويتبين أن سرقة الاراضي هي وحش يتضخم: عندما تم بناء أول بيت في المستوطنة، على اراضيهم، عندما سيطر الاسرائيليون على تلة اخرى، وبعد ذلك قاموا ببناء سور حولها، وبعد ذلك منعوا الرعي في المنطقة، وبعد ذلك قاموا بغزو قطعة ارض لأرملة، الآن الاشجار تقريبا لا تتم مشاهدتها فيها – كم هي مرتفعة جدا الاعشاب واشجار البلوط التي نبتت فيها.

لا توجد هنا وجوه دامية ونار في ايام السبت. نعم، تمت سرقة حمار احد المزارعين قرب بؤرة سديه بوعز الاستيطانية التي توجد على اراضي الخضر، هذا كان في تشرين الاول 2023، ومحمد صلاح (77سنة) كان يأمل أن تنجح الجهود الصحفية في اعادة الحمار لصاحبه من الاسرائيليين الذين أخذوه. عمل عنف آخر كان تدمير عدة بيوت في الخضر، على التلة التي توجد غرب الشارع 60 الجديد، في أحد الاحياء. المجهولون الذين قاموا بالتدمير تركوا فقط واجهات البيوت التي تتم رؤيتها من الشارع كي لا يتم اكتشاف الهدم بسرعة. هذه مبان تم استخدامها للنوم في المواسم الزراعية الى أن قامت الادارة المدنية بمنع التواجد فيها في الليل. المزارعون استمروا في استخدامها اثناء النهار. ومن قاموا بالتدمير عرفوا ما الذي يدمرونه، البيوت هي الدليل على تجذر سكان الخضر. ايضا عرائش الدوالي تم تدميرها والاشجار اقتلعت على يد مجهولين في وقت ما في شهر تشرين الاول. رد استيطاني متفاخر على حماس.

اصحاب الاراضي الذين التقيت معهم اعمارهم تتراوح بين 45 – 70 سنة، ثلاثة رجال واربع نساء. طردهم عن اشجارهم يتم تبريره بأوامر امنية. من تم احتلاله يعرف نفسية من قام باحتلاله. “هم يقومون بمنعنا وطردنا مرة تلو الاخرى كي نيأس ونتنازل عن اراضينا”، قالت احدى النساء. “هذا هو استنتاج كل بحث ينشره ايتكس في جمعية “كيرم نبوت”. هذا هو الاستنتاج الذي يظهر في كل التماس تقدمه المحامية قمر مشرقي اسعد من جمعية “حقل”. في 14 كانون الاول الماضي قدمت التماس للمحكمة العليا باسم سكان جنوب جبل الخليل بعد أن تم تمنعهم من قبل الجيش والمستوطنين من قطف الزيتون. وتم منعهم ايضا من حراثة وزراعة آلاف الدونمات. الدولة ادعت أنه تم اصدار أوامر اغلاق، وبالخطأ نشرت بتواريخ متأخرة. لقد تم تشديد الاجراءات، كتب، هذا التشديد ليس فقط اختراع المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، بل اختراع النيابة العامة ايضا.

من بين الـ 60 حاجز ترابي والبوابات المغلقة التي جعلت المنطقة التي تقع غرب بيت لحم منطقة نظيفة من العرب، فان 20 منها تم وضعها فقط في الاشهر الاخيرة، حسب ايتكس. ولذلك اضيف ايضا مشروع جديد نسبيا في بؤرة سديه بوعز، وهو شارع للمشاة ولمن يمارسون الركض في الاراضي المتروكة، من اجل “استغلال غياب اصحاب الاراضي القسري، كما حدث في المنطقة التي تقع بين البؤرة الاستيطانية ومستوطنة نفيه دانييل”، كتب ايتكس. باسم الامن يقومون مستوطنون مجندون بطرد اصحاب الاراضي الزراعية، وبعد ذلك هم وغيرهم بملابس مدنية يقومون بالسيطرة عليها، بلطف وبالسر هنا، وفي اماكن اخرى علنا وبعنف جسدي. ولكن في كل مكان الدولة هي التي وضعت الاساس القانوني، البيروقراطي والمادي، نحن مشروع استيطان توجد له دولة. وهذا هو طابعنا الاساسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى