ترجمات عبرية

هآرتس: من ناحية نتنياهو، المخطوفين ليسوا ذخرا، بالتأكيد ليس “استراتيجيا”

هآرتس 21/8/2024، يوسي فيرتر: من ناحية نتنياهو، المخطوفين ليسوا ذخرا، بالتأكيد ليس “استراتيجيا”

تصريحان لنتنياهو، واحد في بداية الاسبوع والثاني أمس، يدلان على نظرته الحقيقية لمن يسميهم “مخطوفينا الاعزاء، الاحياء والاموات”. في التصريح الاول له في جلسة الحكومة قال بلهجته المتشددة التي تميزه “هذه مفاوضات أخذ وعطاء، وليس اعطاء واعطاء”. أي أن اعادة الـ 109 (في حينه كانوا 115) من أسر حماس لا يرى لها أي مقابل يساوي في اهميته ما هو مطلوب أن يقدمه.

التصريح الثاني كان أمس في اللقاء مع “منتدى البطولة” و”منتدى الأمل”، ابناء عائلات شهداء الجيش الاسرائيلي وابناء عائلات المخطوفين، المؤيدين لليمين والذين يعارضون الصفقة التي توجد على الطاولة. “اسرائيل لن تخرج في كل الحالات من محور فيلادلفيا ومن ممر نتساريم رغم الضغوط، الخارجية والداخلية” (هذه الصيغة اخذت من بيان المنتديات، وفي بيان مكتب رئيس الحكومة التصريح اكثر ضبابية). أي أن نصف المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وبالتأكيد الذين اصبحوا ظلال بشر، هو لا يعتبرهم ذخر أبدا. وبالتأكيد ليس “استراتيجيا”. الممر والمحور هما بالذات الذخر. والمخطوفين؟ شيء ينفد.

بعد يوم على لقائه مع وزير الخارجية الامريكي، الذي أظهر فيه نتنياهو، حسب رأيه، موافقته على الخطة، وبعد بضع ساعات على الاعلان عن انقاذ جثث المخطوفين الستة من غزة، قام رئيس الحكومة باستدعاء هذين المنتديين. في الصور والافلام التي تم نشرها ظهر هاديء ومرتاح. فهذه هي قاعدته، لم يسمع منهم أي انتقاد، واذا كان الامر هكذا فانه سيتم تمويلهم. وحسب رواية بعضهم هو قام بتهدئتهم عندما قال “أنا غير واثق بأنه ستكون صفقة”.

في ذلك، هو بلا شك صادق. هناك السنوار الذي يوجد على بعد خطوة من تحقيق حلم حياته: حرب اقليمية يمكن أن تشتعل اذا هاجم حزب الله و/أو ايران. لا توجد له أي مصلحة في تهدئة النفوس وخلق الفرصة امام اسرائيل لاتفاق التطبيع مع السعودية، مثلا. ولكن هناك ايضا نتنياهو، الذي يعشق الحرب، وحتى بعد مرور عشرة اشهر ونصف هو لا يحلم بانهائها. فهي الدرع الواقي الكامل بالنسبة له، من لجنة التحقيق الرسمية التي ستكشف اخفاقاته وجرائمه السياسية ومسؤوليته عن التصور؛ ومن اسقاط حكومته من قبل اليمين المتطرف؛ ومن جولة انتخابات.

من اجل أن يكون السنوار في وضع لا يستطيع فيه الاعتماد على الظروف وعلى الحواجز التي يضعها نتنياهو أمامه، يجب وضع أمامه سلسلة من الاغراءات الدسمة، مثل التخلي عن ممر نتساريم وتخفيف حقيقي للقوات في محور فيلادلفيا. فقط عند حدوث ذلك وعندما تقول الولايات المتحدة ومصر وقطر بشكل علني بأنه من الآن فصاعدا التهمة تقع عليه فقط، فقط عليه، ربما عندها يكون بالامكان انقاذ المخطوفين الذين بقوا من مصير حاييم بيري وابراهام مندر ويغاف بوخشتاف ونداف هوبلفال واليكس دنتسغ ويورام متسغر، الذين تم اختطافهم وهم على قيد الحياة، وعاشوا في ظل ظروف فظيعة وتم قتلهم بشكل متعمد أو بسبب عمليات قصف الجيش الاسرائيلي.

لو أن نتنياهو قام في نهاية تشرين الثاني الماضي، وعند انتهاء هدنة العشرة ايام في الصفقة السابقة، وعرض على حماس هدنة اخرى حقيقية لربما كان على الاقل كبار السن الاربعة عادوا الى بيوتهم ولكانوا يعيشون بيننا الآن. ولكنه كان متشوق للعودة الى القتال. لأن سموتريتش وبن غفير ضغطا، وهو كما هو معروف يصدق بأنه تشرتشل (كما غاليت ديستل اتبريان على قناعة بأن “المصفوفة” اوجدها “اثنان من طلاب مدرسة دينية”). 

كل القيادة العليا الامنية، وفيها ايضا من حققوا لاسرائيل انجازات عسكرية ضخمة، التي يتفاخر بها نتنياهو، يقولون بأنه حتى بعد ستة أو سبعة اسابيع يمكن العودة الى حيث تكون حاجة. هم يتحدثون عن “القيم”، لكن من يقرر توجد لديه قيمة واحدة، التي بناء عليها يتصرف: البقاء الشخصي والسياسي. هو يجري المفاوضات لانقاذ المخطوفين بشكل منفصل عن موضوع مسؤوليته عن وجودهم هناك وكأنهم ضاعوا في الانفاق عندما كان يتنزهون في الحي. بالنسبة له هم عبء، عائق يزعجه في تدمير حماس وتصفية السنوار.

بالمناسبة، ماذا سيحدث لو أن الجيش والشباك نجحا في الوصول الى رئيس حماس وقاموا بتصفيته؟ مع من سيتم اجراء المفاوضات لاعادة المخطوفين؟ هل دول الوساطة ستتناقش بشكل منفصل مع كل حمولة ومع كل قائد سرية في حماس أو في الجهاد الاسلامي، أو مع تنظيمات صغيرة؟ ليس “استمرار الضغط العسكري” هو الذي سيعيد النساء والرجال، بل فقط صفقة شجاعة وقيادة شجاعة ونزيهة، وايضا قيادة لديها قيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى