هآرتس: من ستتم محاكمته ويدفع الثمن بسبب اطلاق النار على الصحافيين؟
هآرتس 16/9/2024، هاجر شيزاف: من ستتم محاكمته ويدفع الثمن بسبب اطلاق النار على الصحافيين؟
الاشهر الاخيرة في الضفة الغربية هي اشهر صاخبة ودموية. الحديث يدور عن جزء من عملية مستمرة منذ سنوات. العنف في الضفة الغربية يتدفق من كل الجهات، والى جانبه ارتفعت كثافة العمليات العسكرية: التصفة من الجو اصبحت متواترة اكثر، الايام التي يقتل فيها عدة اشخاص اصبحت سائدة، ايضا تم تطبيع العمليات الجراحية والمس بالفلسطينيين غير المشاركين في الكفاح المسلح.
كمراسلين اسرائيليين نحن لا يمكننا دائما الوصول الى الساحات التي تتم فيها الاحداث في الوقت الحقيقي. العملية العسكرية في شمال الضفة التي بدأت قبل اسبوعين هي المثال الواضح على ذلك. بالنسبة لنا، مثلما بالنسبة للجمهور الاسرائيلي والعالم، فان عمل المراسلين الفلسطينيين هام جدا. قبل اسبوعين اصيب عدد من المراسلين الفلسطينيين الذين كانوا في قافلة سيارات في الطريق الى كفر دان في منطقة جنين، التي اقتحمها الجيش كجزء من العملية. مصور وكالة الانباء الفلسطينية”وفا” في جنين، محمد منصور، اصيب بيده عندما كان يقود السيارة التي توجد عليها اشارة صحافة بشكل واضح، واصيب ثلاثة زملاء آخرين له. وحسب اقوالهم فان جنود الجيش الاسرائيلي اطلقوا النار عليهم، وهو الادعاء الذي لا يقوم الجيش بنفيه.
هذا كان اثناء السفر في سيارة وهم يرتدون السترات الواقية وكانت لافتات على السيارات، وهو سلوك حسب البروتوكول اذا كنت مراسل تعمل في منطقة خطر. منصور قال في محادثته معي بأنه كوسيلة اخرى للامان قاموا بالاتصال مع مراسلين كانوا من قبل في المنطقة كي يعرفوا الطريق التي يجب عليهم السفر فيها دون الدخول الى المنطقة التي يوجد فيها الجيش. ايضا هنا السلوك الآمن حسب البروتوكول في مهنة تكتنفها الاخطار. في نفس الوقت الجيش اتبع اجراء “وعاء الضغط” على منزلين في القرية، اللذان حسب قوله اختبأ فيهما اشخاص مسلحون.
الشارع الذي سافرنا عليه، قال منصور، كانت توجد سيارة اسعاف “الهلال الاحمر”، وكان يوجد أولاد في الشارع ولم تكن أي مواجهات. الرصاص اصاب سيارتهم، رصاصة اخترقت باب السيارة من جهة السائق واصابت يده، رصاصة اخرى اخترقت الزجاج الامامي، والرصاصة الثالثة اصابت المقعد الخلفي. منصور اضاف بأن اتجاه اطلاق النار كان من الشرق الى الغرب، الامر الذي يتفق مع تموضع قناص الجيش الاسرائيلي الذي كان على سطح بيت في القرية، كما تبين له ذلك فيما بعد. عندما حصل المسافرون في السيارة الاولى على العلاج، اطلقت النار على السيارات الاخرى في القافلة. لحسن الحظ المراسلون خرجوا باصابات طفيفة نسبيا. منصور تم علاجه في المستشفى مدة خمسة ايام واجريت له عملية في يده. ثلاثة آخرون اصيبوا بالشظايا.
يمكن تخيل لو أن هذا الامر حدث لمراسل اسرائيلي، كنا سنسمع عن ذلك. وزملاؤه بحق كانوا سيقيمون الدنيا. ولكن الاخطار التي هي من نصيب الزملاء الفلسطينيين وتعامل الجيش معهم، الذي لا يشمل فقط اطلاق النار، بل ايضا احتجاز غير مبرر في الميدان وانواع مختلفة من التنكيل، كل ذلك يمر بصمت. أنا توجهت للمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي فيما يتعلق بهذه الحادثة. وقد قال لي بأن الادعاء بأنه اثناء تبادل لاطلاق النار اصيب مراسلون قيد الفحص. كل ذلك خلافا لادعاء منصور الذي بحسبه لم يكن في المكان تبادل لاطلاق النار. وكرر الادعاء بأنه دائما يسافر بحذر وحتى أنه معروف بذلك في اوساط زملائه.
السؤال في عنوان المقال هو بالطبع سؤال بلاغي. الاجابة جميعنا نعرفها: طالما أنه لم تتم محاكمة أي أحد عندما قتلت شيرين أبو عاقلة رغم أنها مواطنة امريكية، ورغم أن تلك الحادثة كانت على رأس العناوين في ارجاء العالم، فانه من الواضح أنه لن تتم محاكمة أي أحد بسبب اطلاق النار على مراسلين فلسطينيين لا يحملون أي جنسية اجنبية، التي انتهت “بالاجمال” بخمسة ايام علاج وعملية جراحية.
لكننا كمجتمع، وبالاساس كمراسلين، يجب علينا التصميم والمطالبة باجابات. رغم أن كثيرين لا يرون ذلك ولا يفكرون بذلك، فاننا كمنتجي اخبار ومستهلكي اخبار اسرائيليين، نحن ايضا نعتمد على عمل المراسلين الفلسطينيين. قدرتهم على العمل هي ايضا في صالحنا.
من الذي اطلق النار اذا على قافلة المراسلين؟ ربما في اعقاب هذه الاقوال سيحاول الجيش البدء في الفحص. هل سيعمل ضده؟ يجب علينا أن لا نكون واهمين.