ترجمات عبرية

هآرتس / من حيفا الى القدس

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 14/12/2018

يتركز الصراع السياسي الاهم الجاري في اسرائيل في العقد الاخير في علاقات الاغلبية اليهودية مع المجتمع العربي. وبذل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باسناد من شركائه المتغيرين في الائتلاف، جل جهوده لقمع تطلعات المواطنين العرب للمساواة المجتمعية ولحرية التعبير السياسي. هذا ما يقبع خلف سلسلة القوانين التي وصمت الديمقراطية الاسرائيلية بالعنصرية وبالاقصاء – من “قانون النكبة” وحتى ذروة “قانون القومية”؛ وهذا ما يقبع ايضا خلف الجهود المنسقة للسياسيين ووسائل الاعلام من اليمين، بدعم من رجال “الوسط” مثل يئير لبيد، الذين يعرضون زعماء الجمهور العربي كخونة. وسبق كل هذا المحاولة الفاشلة للمس بتمثيلهم السياسي من خلال رفع نسبة الحسم.

يستند نتنياهو وشركاؤه الى العنصرية السائدة في الجمهور اليهودي في اسرائيل، ولكن بدلا من تلطيف حدتها وتشجيع المساواة المدنية والهوية الاسرائيلية المشتركة، يطورون العنصرية والاقصاء من اجل تخليد حكمهم. لانه في الواقع الاسرائيلي سيجد “اليسار” – اي المعسكر المؤيد لتقسيم البلاد – صعوبة في العودة الى الحكم وتحقيق اهدافه، دون تعاون سياسي مع ممثلي العرب. لقد كان هذا هو الاساس السياسي لاتفاقات اوسلو، والتمثيل العربي في الكنيست اتسع فقط منذئذ.

يفهم نتنياهو هذا جيدا، ولهذا فهو يعمل على احباط كل تقارب بين السياسيين العرب واليهود. هذه هي خلفية الصراع الذي يخوضه اليمين ضد تعيين رجل الجبهة الديمقراطية – حداش رجا زعاترة نائبا لرئيسة بلدية حيفا بذريعة تصريحاته ضد الدولة. واستجابت عينات كليش – روتم جزئيا للضغوط حين طالبت زعاترة بالتراجع عن تصريحاته (اما هو ففضل التخلي عن المنصب)، ولكنها اصرت على تنفيذ الاتفاق مع الجبهة الديمقراطية. وهكذا منحت الالهام ايضا لرئيس العمل آفي غباي الذي ساندها.

ينبغي الامل في ان تكون هذه انعطافة في المعسكر الصهيوني، الذي رفض في الماضي المشاركة في المظاهرة ضد قانون القومية خشية أن تلصق به مواقف مناهضة للصهيونية.

ان مواقف سياسيين عرب مثل زعاترة لاذعة من آذان الصهيونية، بما في ذلك في اليسار. ولكن تحدي المعارضة سيكون في ابراز رؤيا المساواة والانفتاح في مواجهة العنصرية والاقصاء اليميني، كأساس لتعاون يهودي – عربي يؤدي الى تغيير الحكم. يمكن التقدير بانه اذا ما دعيت قيادة الجمهور العربي الى الشراكة من الباب الرئيس، فان تصريحاتها ايضا ستكون اقل كدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى