هآرتس: من اجل دحض الادعاءات حول وجود ابرتهايد، كاتس استخدم ذرائع ابرتهايدية
هآرتس 25/11/2024، روغل الفر: من اجل دحض الادعاءات حول وجود ابرتهايد، كاتس استخدم ذرائع ابرتهايدية
وزير الدفاع اسرائيل كاتس جاء في منتهى السبت الى ستوديو “قابل الصحافة” في القناة 12، واراد دحض الادعاء بأن قراره الغاء اوامر الاعتقال الاداري لليهود فقط ينبع من رؤية ابرتهايدية. بطريقته الساخرة، التي تفتقد الى الوعي والحكمة، هو فعل بالضبط العكس، واسمع مبررات ابرتهايدية نقية، في الوقت الذي اعتقد فيه أنه فارس الديمقراطية. وحتى بن كسبيت، الذي هو من التيار العام “الوطني” اوضح بأن اقوال كاتس مهينة لذكائه.
كاتس تفاجأ صدقا. حقا لم تكن لديه أي فكرة لماذا. فقد قال “سمعت ذرائع بأن هذا ابرتهايد”، “من يريد المقارنة بين المستوطنين والمخربين الفلسطينيين الذي يجب اعتقالهم بكل طريقة، يرتكب ظلم فظيع”. سئل: ماذا بشأن المستوطنين، الذين هم ارهابيون ويجب اعتقالهم بكل طريقة. وهو رد “على المستوطنين يسري قانون آخر، لأنه توجد لهم حقوق اكثر من الفلسطينيين في الضفة، فقط لأنهم يهود. بخصوص اليهود توجد وسائل اخرى”، قال. اساليب مختلفة مجموعات سكانية مختلفة على اساس العرق. وقد قال ايضا: “الآن في هذه الفترة، حيث الارهاب الفلسطيني يهدد ويعمل ضد المستوطنين… حيث في العالم الذي فيه، بدون حق، يفرضون عقوبات على المستوطنين… حيث رجال الاستيطان… يحاربون ويضحون – لا يجب على دولة اسرائيل أن تعمل ضدهم بهذه الوسائل”.
المعنى هو: التعامل مع المستوطنين هو كتجمع، وليس كافراد. واذا كان من بينهم افراد يعتبرون مخربين فان التعامل معهم يجب أن يكون مختلف عن التعامل مع المخربين الفلسطينيين بفضل الانتماء للتجمع اليهودي. المخربون اليهود في المناطق يتمتعون بحقوق زائدة، لأن اليهود الآخرين في المناطق يخدمون في الجيش الاسرائيلي. هذه مدونة اخلاقية واضحة للفصل العنصري، وقد صاغها كاتس انطلاقا من قناعة شخصية عميقة بأنه يدحض الاتهام بأن هذه سياسة فصل عنصري واضح.
التناقض فظيع. لدينا وزير دفاع في فترة حرب، لا يفهم ماذا يقول. لقد اهان ذكاء التيار العام الوطني لأنه قال اقوال فارغة. وعلى فرض أن هذه المبررات يمكن أن تدحض ادعاء وجود الابرتهايد، فانها تظهر الغباء المعرفي. حتى عميت سيغل لم يتمكن من الفهم لماذا يجب اعفاء الارهابيين اليهود الذين يشكلون قنابل موقوتة من الاعتقال الاداري ضدهم.
كاتس حاول خلق نقاش على شرعية استخدام الاعتقال الاداري ضد “المدنيين”. في سياق الضفة فان مفهوم “المدنيين” هو تعبير نظيف عن اليهود. كاتس لا ينجح في الفهم بأن حقيقة أن الاعتقال الاداري سيطبق فقط على الفلسطينيين الذين ليست لهم مكانة المواطنين، تجعل الابرتهايد والتمييز امور خطيرة باضعاف، وهي فقط تصب الزيت على النار.
من ناحية المعرفة فقد تعذر على كاتس فهم الخطأ في أن اليهود يعيشون الى جانب الفلسطينيين في الضفة، وفقط أن اليهود هم مدنيون، وفقط ضد الفلسطينيين تستخدم وسائل الاعتقال الاداري. مثل أي عنصري هو على قناعة بأن عدم المساواة امام القانون بين اليهود والفلسطينيين هو مفهوم ضمنا وينبع من الفرق في العرق بينهم، أي الانتماء الوطني. اليهود يساوون اكثر من الفلسطينيين، هذا أمر مسلم به من ناحيته ولا يحتاج الى تفسير. ولكن المهم هو أن يستمر في التكلم، والاكثر اهمية هو أن يستمع اليه العالم. الفلسطينيون في الضفة بحاجة الى الحماية من نظام الاحتلال والابرتهايد الاسرائيليين، ومن عنف المستوطنين ايضا، وأنه يجب على العالم مساعدتهم.