ترجمات عبرية

هآرتس – منصور عباس يعني حماس، ليس أقل من ذلك

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 4/11/2021

” اسرائيل تمنع أي مظهر من مظاهر التماهي، أو المساعدة لعرب اسرائيل مع اخوتهم في مخيمات اللاجئين التي وصلوا اليها بفعل اسرائيل. في حين أنها تسمح ليهود امريكا بالتماهي مع اخوتهم اليهود في اسرائيل وتقديم المساعدة لهم حتى لو كان ذلك يتناقض مع المصالح الامريكية، وهي لا تعتبر هذا ارهاب وتآمر مثلما تعتبر مساعدة اللاجئين في غزة “.

الشعار الذي يلوح به اليمين من اجل زرع الرعب وحل الائتلاف هو شعار صحيح بدرجة معينة. منصور عباس هو حقا حماس. لا توجد حاجة الى اقوال الهراء التي قالها عضو الكنيست فطين مولا بأن “عباس يتلقى الاموال ويقتل جنودنا”، كي نفهم أنه يوجد بين عباس وحماس تماهي فكري وديني ووطني. الامر لا يمكن أن يكون غير ذلك. 

مسلم فلسطيني يحمل المواطنة الاسرائيلية لا يمكن أن يكون مختلف في جوهره عن مسلم فلسطيني ليست له مواطنة. لا يمكن التوقع بأن لا يتماهي أحدهما مع الآخر. فقط السيرة الذاتية الشخصية فرقت بينهما. يحيى السنوار ولد في مخيم خانيونس للاجئين لعائلة تم طردها من المجدل، ولم يبق امامه سوى الانضمام للنضال المسلح. عباس ولد في المغار لعائلة كان مصيرها افضل ولم يتم طردها، وكان يمكنه أن يتوجه الى طريق النضال الديمقراطي وغير العنيف.

صيد الساحرات الاسرائيلي، الذي يحدث وراء كل عربي يلتقط صورة مع عربي آخر، وصل الى مرحلة قبيحة. فصورة مشتركة تعني قتل جنود. وقريبا، ارهاب الصور. ولكن في الجانب القبيح تظهر ظاهرة اكثر قبحا لا يمكن الصمت عليها. محظور على الفلسطينيين أن يتماهوا مع بعضهم. ليس بالصدفة أن اسرائيل تمنع التماهي. بعد نجاح مشروع الفصل وتفكيك الشعب الفلسطيني الى اشياء ضبابية قاتمة، الفلسطينيون الاسرائيليون، الفلسطينيون من شرقي القدس، الفلسطينيون من الضفة الغربية والفلسطينيون من غزة والشتات، اسرائيل تصعد مرحلة وتجرم أي مظهر للتضامن يتحدى الفصل الخبيث. مسموح لعرب اسرائيل التماهي فقط مع كارثة اليهود وقصائد بياليك واسطورة عيد الفصح ونشيد هتكفاه. ابناء الشعب الذي يرتكز وجوده التاريخي على التماهي بين جاليات بعيدة، يمنعون ذلك عن ابناء الشعب الآخر.

“اترك شعبي يذهب”، اثارت اسرائيل العالم عندما سجن الاتحاد السوفييتي السابق مواطنيه، بمن فيهم اليهود. هذا لم يكن يعتبر مؤامرة، ولم يمس بالشؤون الداخلية للاتحاد السوفييتي أو أمنه. هذا كان يهودي، لذلك كان مسموح. مسموح للموساد اجتياز البحار في محاولة لانقاذ جالية يهودية بعيدة، من خلال خرق فظ لسيادة دول، وهذا الامر الذي اعتبر مشروع انقاذ. ولكن محظور على رسام من حيفا أن يحاول انقاذ شقيقته التي هي من مواليد البلاد من مخيم اليرموك المشتعل لأن هذا كان يعتبر أمر تآمري. 

أن تهب لمساعدة اخوتك المضطهدين هذا يعتبر تآمر وتخريب. محظور تجنيد التبرعات للايتام والفقراء في غزة لأن الجميع يعرفون أن هذا مساعدة للارهاب، حيث أنه في النهاية لا يوجد في غزة أي شيء سوى الارهاب. فقط مسموح للمستوطنات أن تجند التبرعات الهستيرية. فقط يجب علينا التخيل لو أن الولايات المتحدة قامت بتجريم كل مظهر للتضامن ليهودي مع اسرائيل. ولكن عندما تشارك فلسطينية في مؤتمر ويسافر ناشط الى غزة وينقل اليها تبرعات فهذا يعتبر مساعدة للارهاب. لماذا محظور على اعضاء الكنيست العرب الاهتمام بأبناء شعبهم مثلما مسموح لاعضاء الكونغرس اليهود الاهتمام باسرائيل، واحيانا خلافا لمصالح الولايات المتحدة؟.

يوجد في غزة عشرات آلاف الارامل والايتام بسبب الحرب، ضحايا اسرائيل. وليس فقط مسموح لعرب اسرائيل التجند لمساعدتهم، بل هذا واجبهم الاخلاقي. اذا كان هناك مكان للشكوى منهم فهذا بسبب تجاهل عدد منهم لمصير اخوتهم. اليهود لم يكونوا ليصمتوا لو أنهم ارتكبوا ضد اخوتهم ما ارتكبته اسرائيل ضد اخوة عرب اسرائيل. الفلسطينيون هم اخوتهم، واحيانا هم اخوتهم البيولوجيين، واحيانا أبناء عمهم، ودائما ابناء نفس الشعب. لا يوجد عربي اسرائيلي ليست له علاقة مع لاجيء يعيش تحت احتلال الدولة التي قامت على انقاض بلاده، وهو مواطن فيها، بارادته أو رغم انفه. 

عندما يظهر عباس بوادر صغيرة للتضامن مع اخوته ويحاول أن ينقل اليهم مساعدة، يأتي الهجوم الوحشي بغطاء كاذب، أن كل شيكل لغزة هو شيكل للارهاب. ولكن الحقيقة هي أن التضامن يمكن أن يضر بمشروع الفصل الوطني. لذلك، هو خطير جدا في نظر اسرائيل. الدولة الديمقراطية ملزمة بالسماح لمواطنيها بالتماهي مع اخوتهم ومساعدتهم. وهذا لا يمكن أن يحدث عندما تكون الديمقراطية هي يهودية والدولة هي يهودية وديمقراطية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى