ترجمات عبرية

هآرتس: منذ عشرة اشهر نحن نتابع ما يحدث في سديه تيمان، التعذيب مدعوم من أعلى

هآرتس 30/7/2024، تال شتاينر: منذ عشرة اشهر نحن نتابع ما يحدث في سديه تيمان، التعذيب مدعوم من أعلى

بعد بضعة اسابيع على بداية الحرب بدأت تتسرب تقارير وشائعات عما يحدث في منشأة سديه تيمان، الذي تم نقل آلاف المعتقلين الغزيين اليها، الذين تم اعتقالهم خلال النشاطات العسكرية في القطاع. كل شيء كان غامض، ونحن وجدنا صعوبة للتحقق من الامور. ولكن في حينه كان واضح أن هناك شيء سيء جدا يحدث هناك. كانت توجد صعوبة مزدوجة ومضاعفة في احداث اهتمام في اوساط الجمهور حول هذا الامر، واكثر من ذلك الموقف الذي يقول بأنه حتى عندما تغلي الدماء والوضع حولنا يكون قاس على التحمل، فاننا نكون ملزمين بالحفاظ على الطابع الانساني، وأن دولة اسرائيل لا يمكن أن تهبط الى المستوى الاخلاقي لحماس في معاملة الاشخاص الذين تحتجزهم والذين يوجدون تحت سيطرتها.

رويدا رويدا بدأت الصورة تتضح، ومعها ابعاد الافعال الفظيعة. سديه تيمان تبين أنها منشأة تعذيب بشكل واضح، تحدث فيها امور فظيعة جدا. الشهادات التي بدأت تصل من اشخاص يخدمون في هذه المنشأة أو من الذين تحرروا منها، كانت شهادات فظيعة. ظروف اعتقال غير انسانية، تنكيل حقيقي بما في ذلك التحرش الجنسي ومنع النوم واسماع موسيقى بصوت عال لفترة طويلة وعنف جسدي قاسي. ليس عبثا أن سديه تيمان حصلت على لقب “غوانتنامو اسرائيلي”. 4 آلاف معتقل تم احضارهم الى اسرائيل منذ الغزو البري في غزة، اكثر من 40 في المئة منهم تم اطلاق سراحهم وعادوا الى القطاع. المعنى هو أنهم لم يكونوا من مقاتلي حماس. وبناء على ذلك فان تواجدهم في المنشأة والتعذيب الذي تعرضوا له كان بدون أي مبرر “أمني”. في الاصل لا يوجد ولن يوجد مبرر أمني للتنكيل السادي الذي يتهم فيه الجنود الذين تم اعتقالهم الآن من اجل التحقيق معهم. 

نحن ومنظمات اخرى قمنا بنضال قانوني وجماهيري في عدة ساحات كي نضع على جدول الاعمال ما يحدث في سديه تيمان ومنشآت اعتقال اخرى. وقد حققنا انجازات فيما يتعلق بالوصول الى المعتقلين ومكانتهم القانونية وظروف حياتهم. رغم التصريحات إلا أن منشأة سديه تيمان لم تغلق حتى الآن، ولكن تم تقليص النشاطات فيها، وبعض المعتقلين هناك تم اطلاق سراحهم أو نقلهم الى منشآت اعتقال اخرى، التي تتدفق منها ايضا تقارير تثير القلق حول معاملة وحشية وغير انسانية ومهينة. 

الحادثة غير المسبوقة، التي وصل فيها رجال شرطة التحقيقات الى المنشأة لاعتقال جنود متورطين في اعمال التحرش الجنسي القاسي ضد المعتقلين والتي تمت مواجهتها بمعارضة عنيفة من قبلهم، تثبت ما كنا ندعيه منذ بداية الحرب وهو أن سديه تيمان تتصرف وكأنها خارج الحدود، ومن يخدمون فيها يضعون القوانين لانفسهم، أولا باعمالهم ومعاملتهم مع المعتقلين، والآن امام جهات عسكرية لانفاذ القانون. 

إن تجند بن غفير واعضاء قوة يهودية للدفاع عن المشتبه فيهم، واعلان رئيس لجنة الخارجية والامن عضو الكنيست يولي ادلشتاين بأنه سيعقد جلسة مستعجلة حول الامر، سيتم فيها فحص سلوك سلطات انفاذ القانون، وليس سلوك الجنود المشاغبين، يثبت كيف وصلنا الى هذا الوضع المخجل والصادم، الذي فيه جنود في الجيش الاسرائيلي مشتبه فيهم بالتعذيب، لأنهم يحصلون على الدعم بدلا من الادانة المطلقة. 

اسرائيل توجد في لحظة حاسمة، يجب عليها فيها التقرير هل هي دولة ما زال يوجد فيها سلطة قانون أو أنها دولة تحكمها كتائب مسلحة من اليمين الاستيطاني، التي تهب للدفاع عن الجنود حتى عندما يتم الاشتباه فيهم بارتكاب جرائم صادمة وليس لها أي مبرر أمني، وإلا فان الرسالة التي سنرسلها للعالم هي رسالة واحدة وهي أن اسرائيل لا تريد وهي غير قادرة على التحقيق مع نفسها. من هنا فان المسافة الى اصدار اوامر اعتقال وفرض عقوبات وعزلة دولية ستكون قصيرة جدا. في مواجهة الضغوط السياسية غير المسبوقة التي تستخدمها الحكومة على اجهزة انفاذ القانون فان حراس العتبة سيحتاجون الى اظهار المزيد من الشجاعة اكثر من أي وقت مضى من اجل الاستمرار في عملهم. ومن اجل صورتنا الانسانية، كاسرائيليين، ومن اجل مستقبل اسرائيل كدولة قانون ديمقراطية، أنا آمل من اعماقي في أن ينجحوا في ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى