ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميرة هاس – مكيدة الاستقرار الاحتيالي والنموذج

 هآرتس– بقلم  عميرة هاس  – 2/3/2021

” في رد النيابة العامة لمنطقة القدس طرح للمرة الاولى ادعاء ان الهباش استقر في القطاع وهكذا تحول تصريح زيارة لاسباب انسانية الى سجن في غزة “.

الدولة تقول ان محمد هباش ابن 41 عام قرر العودة والاستقرار في قطاع غزة، ولهذا يحظر عليه الخروج منه الان. هباش يقول ان ذلك غير صحيح: هو من سكان بيت لحم، كما يشهد على ذلك عنوانه في هويته. هو يعمل في اسرائيل في البناء، وهكذا ايضاً يمكنه ان يعيل زوجته واولاده، الذين يعيشون في غزة. الدولة- أي مكتب منسق النشاطات في المناطق تقول: لقد استقر في القطاع. وهو يكرر انهم يجبرونه على البقاء في غزة، خلافاً لرغبته.

الدولة تظهر نموذجاً مستغرباً وقع عليه الهباش وعنوانه “تصريح”. ولكن صيغة التصريح هي باسم الادارة المدنية (الخاضعة لمنسق اعمال الحكومة في المناطق) وليس باسمه، والتصريح غير مؤرخ. ومكتوب فيه: “طلبك للحصول على تصريح انتقال من منطقة يهودا والسامره الي قطاع غزة صودق عليه على خلفية تصريحك بان في نيتك ان تنقل بصورة دائمة مركز حياتك الى قطاع غزة”.

الهباش¬ يذكر بصورة ضبابية انه في 2017 وقعوه في مكتب الادارة المدنية في غوش عتسيون على ورقة ما لم يفهم بالضبط مضمونها وبالتأكيد لم يفهم تداعياتها. مرضت امه. واراد زيارتها. في الادارة المدنية افهموه ان توقيعه سوف يسرع الحصول على تصريح. ظروف شخصية منعته من السفر فوراً، ووضع امه تحسن. في ايلول من ذلك العام حصل على تصريح دخول الى القطاع. موظفو الادارة المدنية كتبوا في التصريح بالعربية: “حاجات ملحّة- مقابلة عمل”. بالعبرية الذي لا يعرف قراءتها كتبوا: “حاجات خاصة- عودة الى منطقة قطاع غزة”. الفجوة ما بين ما هو مكتوب بكلتا اللغتين هي محيرة وغير سليمة ادارياً. عندما اراد العودة الى الضفة طلبه رفض بذرائع محتلفة. ان ادعاء “الاستقرار” في غزة لم تذكر مطلقاً. فقط بعد حوالي سنتين نجح الهباش بالعودة الى بيته في الضفة عن طريق الاردن. اسرائيل تسيطر على المعبر الحدودي اللنبي. ومراقبو الحدود فيه تابعين لهم وهم الذين صادقوا على دخوله.

مر عام وفي تشرين ثاني 2020 مات في غزة والد الهباش. طلبه للحصول على اذن دخول الى القطاع لم يوافق عليه فوراً بذريعة الكورونا. بعد ان توجهت جمعية “غيشاه” باسمه للسلطات حصل على اذن بشرط ان يمكث في غزة اسبوعين على الاقل ويطلب تصريح عودة قبل اسبوعين من موعد خروجه.

في 3 كانون الثاني قدم الهباش طلب للحصول على تصريح بالعودة. الادارة المدنية تلكأت 3اسابيع، طلبت ان يقدم الطلب في بيت لحم، وعندها ردت عليه انه بسبب الكورونا لا يستطيع الهباش العودة الى بيته. لهذا فقد التمست “غيشاه” لدى محكمة الشؤون الادارية في القدس. في ردها على الالتماس طرحت نيابة منطقة القدس للمرة الاولى ادعاء بأن الهباش “استقر في القطاع” هكذا تحول تصريح زيارة لاسباب انسانية الى سجن في غزة.

في محادثة تلفونية امس قال الهباش: “صحيح، يصعب العيش بعيداً عن الاولاد والزوجة ولكن الاصعب هو اللا تكون قادراً على اعالتهم وتمويل تعليمهم. البنت الكبرى اصبحت في الجامعة”. في القطاع 43 في المئة بطالة. في الضفة مستوى المعيشة اعلى. الفصل المؤلم هو الذي يمكنك من اعالتهم. عندما في 2001 وبعد 3 سنوات من السكن في الضفة غير عنوانه من غزة الى الضفة لم يكن ذلك من أجل العودة والاستقرار في القطاع.

في جمعية غيشاه يقولون ان هذه حالة ممثلة لظاهرة اوسع: فلسطينيون يسكنون في الضفة ويريدون زيارة القطاع للاسباب الانسانية المسموحة (موت او احتضار احد افراد العائلة من الدرجة الاولى). منذ البداية وبعد طلبات عديدة وفترة انتظار طويلة اسرائيل هي التي صادقت على تغيير عناوينهم في الهويات من القطاع الى الضفة. عندما يأتون الى اخذ التصريح فان رجال الادارة المدنية يطلبون منهم التوقيع على نفس التصريح المستغربـ (التوطن في القطاع). كما في حالة الهباش، هذا فخ يتم اخفاؤه من خلال استغلال ظروف شخصية مؤلمة. فخ الاستقرار القسري ليس فقط متحايلاً هو ايضاً مخالفاً للقانون الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى