هآرتس – مقال – 9/11/2012 رئيس لكنه ليس بطاقة اعتماد
بقلم: يوئيل ماركوس
سيظل الرئيس الامريكي ملتزما بأمن اسرائيل وقد تكون خلافات طفيفة في الرأي لكن هذا لا ينفي احتمال ان تعاقب الادارة الجديدة اسرائيل ورئيس حكومتها بسبب المواقف المتعنتة.
لو أنني كنت نتنياهو لعينت بلا تأخير فريقا صغيرا سريا لاعداد خطة لاصلاح العلاقات بالرئيس اوباما. لأن رئيس امريكا ايضا هو انسان وعنده كل الاسباب التي تدعوه الى ان يشك في ان نتنياهو عمل بيد واحدة مع صاحب المليارات شلدون ادلسون على انتخاب المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني.
حاول بيبي في ولايتيه لرئاسة الوزراء ان يُحدث انطباع انه صديق رؤساء الولايات المتحدة، بل انه دعا نفسه في مدة ولاية الرئيس كلينتون ودعا زوجته وابنيه الى المكتب المستدير الذي هو قدس أقداس الرئيس حيث التُقطت صور لابنيه يتراميان بالوسائد. وكانت تلك حادثة محرجة لا ينساها الفريق القديم في البيت الابيض.
عند اوباما ما يكفي من الاسباب لجعل نفور مقربيه من نتنياهو جزءا من سياسته المتوقعة في ولايته الثانية. بل ان عددا من مساعديه المقربين يحاولون اقناعه بأن يكون أقل لطفا في معاملته لحكومة نتنياهو. لكن “الانتقام” لا يلائم طباع اوباما الذي انتُخب بسبب تغيير سكاني بارز في امريكا والتوقعات الكثيرة منه هي ان يعمل متجها الى الداخل.
لن يُمس بالالتزام الامريكي ذي العمر المديد لوجود اسرائيل لكنه قد يصبح اختلافا في جزئيات، وفي تحديد برنامج العلاقات بين الدولتين. هل سيكون ذلك موافقا لذوق حكومة بيبي – ليبرمان وهي الحكومة الحاكمة أو التي ستحكم اسرائيل؟ يبدو ان لا.
لن يكون اوباما مقطوعا عن تراث الالتزام الأساسي بأمن اسرائيل لكنه لن يكون مقطوعا ايضا عن شعور ادارته القاسي بالصعاب التي تقيمها اسرائيل بسلوكها ومنها المساعدة التي تحتاج اليها في الحلقات الدولية وفي الامم المتحدة وفي مجلس الامن. ان التفضل على الرئيس الامريكي عشية الانتخابات جاء خصوصا من أبو مازن في مقابلة صحفية أجراها مع القناة الثانية وفيها اقتراح بدء تفاوض سلمي مع اسرائيل.
ربما كانت تلك حيلة جديدة لمحاولة القبول للامم المتحدة التي أعاقها اوباما في الماضي. وسواء أكانت تلك حيلة أم دعوة صادقة، فما الذي منع نتنياهو من ان يدعوه فورا الى القدس لاستيضاح الاقتراح. كم شهرا وسنة سيظهر بيبي بعد، وهو الذي أثار علنا فكرة الدولتين للشعبين، بمظهر رافض السلام الدائم؟ والشيء المقلق على الخصوص انه لم يقل أحد في الجهاز السياسي الذي يريد اسقاط بيبي انه يجب الاستجابة للدعوة، ما عدا تسيبي لفني واهود اولمرت وكلاهما ما يزال خارج المنافسة. كان يجب الاستجابة حتى لو اعتقدوا ان الحديث عن حيلة، فنحن ايضا أقوياء بالحيل الفارغة من المضمون.
لن تتخلى عنا امريكا اوباما في ولايته الثانية، لكنها قد تجعل حياتنا مُرة. وقد لا تستجيب لطلب مهم من طلباتنا. وقد لا تعوق مثلا محاولة ضم “الدولة الفلسطينية”، لتصبح دولة مراقبة في الامم المتحدة. وقد تزيد معارضتها بلغة لا لبس فيها لعملية عسكرية اسرائيلية على ايران الى حد التهديد باستعمال عقوبات اذا عملت من غير موافقتها. وقد تتوصل الى اتفاق مع ايران في الشأن الذري لا تحبه اسرائيل بل ربما لا تعرف مضمونه.
ان اوباما رئيس لم يتورط بأية حرب. وقد خرج آخر جندي من العراق بموازاة التزامه بالعمل متجها الى الداخل وان يعالج الوضع الاقتصادي ويحارب البطالة القاسية. وسيطمح في المقابل في ولايته الثانية الى ان يكون زعيما عالميا وهو شيء لم يبلغه بعد، وان يُسوغ بذلك جائزة نوبل للسلام التي مُنحت له من غير ان يأتي بسلام ما في العالم.
لن يتغير الالتزام بأمن اسرائيل تغيرا أساسيا لكنه قد يتغير في بعض الجزئيات. سيظل لنا صديق في البيت الابيض لكن لا بطاقة اعتماد تعمل بحسب رؤيا بيبي. ليس الخطر في اوباما في ولايته الثانية بل في بيبي الذي قد يقودنا في ولايته الثالثة الى لا مكان في أكثر المناطق خطرا واشتعالا في العالم.