ترجمات عبرية

هآرتس – مقال – 7/3/2012 بين نتناز واوشفتس

بقلم: ألوف بن

هناك من يعتقد بانه ببساطة جبان ومتردد وأبدا لن يتجرأ على الخروج في حرب مبادر اليها. يحتمل أن تكون كل هذه التفسيرات صحيحة. ومع ذلك، فقد اخذ نتنياهو على نفسه تعهدا علنيا سيجعل من الصعب عليه التراجع عن الطريق الى الحرب مع ايران.

في خطابه، في مؤتمر ايباك، ليلة أمس، اقترب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكثر من أي وقت مضى من نقطة اللاعودة في الطريق الى حرب مع ايران.

نتنياهو شبه ايران بالمانيا النازية، المنشآت النووية الايرانية بمعسكرات الابادة ورحلته الحالية الى البيت الابيض بالطلب اليائس ليهود أمريكا من الرئيس فرنكلين روزفيلت مستجدين ان يقصف اوشفتس. الطلب رفض، روى نتنياهو للجمهور العاطف في مؤتمر ايباك، بتبريرات مشابهة لتلك التي يطلقها اليوم معارضو الهجوم في ايران.

“اسرائيل انتظرت بصبر ان تحل الاسرة الدولية هذه المسألة. انتظرنا ان تفعل الدبلوماسية فعلها. انتظرنا ان تفعل العقوبات فعلها. أحد منا لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان ينتظر لزمن اضافي طويل آخر”، حذر نتنياهو. “كرئيس وزراء اسرائيل، لن أسمح ابدا لشعبي أن يعيش تحت ظل الابادة”. كان هذا هو المبرر الذي برر فيه مناحيم بيغن قصف المفاعل العراقي في 1981: منع امكانية أن يعيش اطفال يهود في خطر كارثة اخرى. والان دور خليفته، نتنياهو، ليبعد الخطر عن الاطفال اليهود.

نتنياهو درج على أن يشبه التهديد النووي الايراني بالكارثة في الفترة التي كان فيها رئيس المعارضة، وادعى بان القوى العظمى الغربية لا تفعل ما يكفي لاحباطه. ولكن منذ أن عاد الى الحكم، قبل ثلاث سنوات، امتنع عن مثل هذه التعابير، فضل لغة اكثر غموضا وطلب من وزرائه الا يتحمسوا.

غموضه تبدد أمس. في خطابه في مؤتمر ايباك، بعد ساعات من لقائه بالرئيس براك اوباما في البيت الابيض، شدد نتنياهو جدا النبرة، وكذا في حديثه عن الزمن النافد. وكذا في تعابير خيبة الامل من الدبلوماسية والعقوبات التي قادتها الولايات المتحدة.

وعلى حد قوله للكارثة يوجد معنى واحد فقط: اسرائيل ملزمة بالخروج الى الحرب وضرب الايرانيين. المبررات ضد الهجوم، مهما كانت ثقيلة الوزن، تتبدد امام غيتو وارسو، اوشفتس وتربلنكا. لا يمكن لاي حساب لصوارخ على تل أبيب، اسعار نفط عالية وضرر اقتصادي ان يكون موازيا لقتل شعب. اذا كان هذا هو الوضع، فان خيار القعود بصمت والتوقع من العالم أن يشل فعالية ايران، او لخلق ميزان رعب مستقر حيال ايران، ليس قائما. اذا لم يفعل نتنياهو وايران ستحقق القنبلة، فهو سيذكر في التاريخ كبائس ينطق بالترهات. وليس كترتشل.

نتنياهو قيد نفسه وهو في طريقه الى واشنطن، عندما طرح انذارا علنيا للايرانيين: فككوا منشأة التخصيب التحت أرضية قرب قم، كفوا عن تخصيب اليورانيوم، واخرجوا من بلادكم اليورانيوم المخصب الى مستوى متوسط. واضح له ان الحكومة الايرانية لن توافق على مثل هذه الشروط، التي تبدو بقدر أكبر كطرح ذرائع للحرب منها كمطالب دبلوماسية معقولة. ولكن خطاب الكارثة في مؤتمر ايباك سار شوطا ابعد من هذا بكثير.

اوباما طلب من نتنياهو أن يمتنع عن الحماسة حيال ايران، وذلك من اجل الحفاظ على البنزين زهيد الثمن في محطات الوقود في امريكا. هذا هام له لاعادة بناء الاقتصاد الامريكي وبالطبع لحملته الانتخابية. اعتبار نتنياهو مفهوم، ولكنه يعيش في عالم آخر مختلف عن عالم رئيس وزراء اسرائيل. من البيت الابيض تبدو ايران كمشكلة استراتيجية، وليس ككارثة. وبالتالي فان الزمن ليس ملحا، ويوجد احتمال آخر للدبلوماسية والعقوبات. أما نتنياهو فيعمل من دوافع اخرى.

يمكن أن نجد في خطاب نتنياهو ما يكفي من فتحات الفرار التي تتيح له التملص من قرار فوري بالخروج الى حرب. فقد قال انه “لا يوجد قرار بالهجوم”؛ له مصلحة سياسية في مساعدة رفاقه الجمهوريين ضد اوباما؛ ويمكن تفسير اقواله كنبش في حملة الانتخابات الامريكية، اكثر مما كأمر عملياتي لسلاح الجو.

هناك من يعتقد بانه ببساطة جبان ومتردد وأبدا لن يتجرأ على الخروج في حرب مبادر اليها. يحتمل أن تكون كل هذه التفسيرات صحيحة. ومع ذلك، فقد اخذ نتنياهو على نفسه تعهدا علنيا سيجعل من الصعب عليه التراجع عن الطريق الى الحرب مع ايران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى