هآرتس – مقال – 7/11/2012 شريك غريب
بقلم: موشيه آرنس
ان اشتراك الليكود وحزب افيغدور ليبرمان في قائمة حزبية واحدة إفساد لتاريخ الليكود واعادة له الى الخلف.
تُحدث السياسة تآليف غريبة. يُذكرنا قرار بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان على المنافسة في قائمة مشتركة في الانتخابات القريبة بمبلغ كون هذه المقالة صحيحة في اسرائيل اليوم. تم اتخاذ القرار في حماسة في مؤتمر مركز الليكود، أما ليبرمان فلم يحتج الى أي مؤتمر (أيوجد لاسرائيل بيتنا أصلا مؤسسات ما؟) كي يُجيزه، فقد كانت موافقته كافية.
هناك من يزعمون انه لا يوجد شيء غريب في هذا التآلف، فقد كان ليبرمان في الماضي عضو ليكود ولم يكن مجرد عضو بل كان المدير العام لليكود، ولهذا فان الامر لا يهم كثيرا. فهو واحد من الساسة الاسرائيليين الكثيرين الذين اعتادوا على الانتقال من حزب الى آخر، وكان يجب علينا ان نعتاد على ذلك من قبل. ألم يعلن بأنه مثل نتنياهو يؤيد عقيدة زئيف جابوتنسكي؟ أي انه لا فرق بين الليكود وليبرمان. فهو ليس أكثر من نسخة روسية لليكود، واذا كان الامر كذلك أفليس من العدل والصواب ان ينافس الحزبان معا ويعرضا على الناخب كتلة واحدة كبيرة بدل حزبين ذوي حجم متوسط؟ أليست هذه في الحاصل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو انشاء ثلاثة احزاب كبيرة أو اربعة تتنافس في الانتخابات بدل شظايا احزاب يختلف بعضها عن بعض بتفاصيل صغيرة أو أنها غير قادرة على الاتحاد بسبب الأنا عند قادتها؟ أليست هذه خطوة نحو تحسين القدرة على الحكم كما يُسمي ليبرمان ونتنياهو ذلك؟.
يستطيع هذان الحزبان في ظاهر الامر ان يبدوا وكأنهما مصنوعان من مادة واحدة. فلا شك في أنهما يتقاسمان توجها متشابها نحو المشكلات التي تواجهها اسرائيل في الساحة الدولية وهو نفس التوجه الواقعي الواعي نحو الاصدقاء والأعداء سواءا. ان ليبرمان على نحو عام أكثر اندفاعا وصراحة مما يستطيع رئيس الوزراء ان يسمح لنفسه لكن التشابه ينتهي هنا. ففي الموضوع الأهم الذي ستضطر اسرائيل الى مواجهته في السنين القادمة، وهو إدماج القلة العربية في المجتمع الاسرائيلي، يوجد فرق لا يمكن جسره بين مواقف الليكود ومواقف ليبرمان.
لا يضيع ليبرمان أي فرصة لاهانة المواطنين العرب ويُبين انه يريد ان يتخلص من أكبر عدد منهم. وهو يقترح ان نسلب سكان أم الفحم جنسيتهم الاسرائيلية في كل اتفاق مع الفلسطينيين في المستقبل وان ننقل المدينة كلها الى الارض الفلسطينية. ويشير الى انه كلما قل عدد العرب في دولة اسرائيل كان ذلك أفضل وهذا شعار يجد صدى بين قلة هامشية من الجمهور الاسرائيلي ليست هي الليكود بل انها لا تقترب من الليكود. فاذا كان ليبرمان يظن ان هذا يعبر عن نظرية جابوتنسكي فينبغي له ان يقرأ كتاباته في شأن منزلة القلة العربية في الدولة اليهودية.
فعل الليكود القليل جدا في السنين الاخيرة لتشجيع إدماج مواطني اسرائيل العرب. فهذا الهدف الذي هو ذو أهمية كبيرة لمستقبل اسرائيل في أدنى مكان في قائمة ترتيب أفضليات حكومات الليكود، لكنه ما يزال جزءا لا ينفصل عن ايديولوجية الليكود وهو يعارض آراء ليبرمان معارضة تامة. ولهذا فان المنافسة في قائمة مشتركة كلمة تؤذي آذان كثيرين من مؤيدي الليكود، ومن المحتمل ان نفترض ان تكون ذات تأثير سلبي في الاصوات التي ستحصل عليها هذه القائمة المشتركة في الانتخابات.
والى ذلك فهناك شيء غير مناسب في ان ينضم الليكود الذي كان طوال سنين كثيرة نموذجا للديمقراطية بفضل الانتخابات الداخلية التي أُجريت فيه، الى حزب هو في واقع الامر حركة رجل واحد، أما الاشخاص الذين سيُعينهم فسيتم تعيينهم على التناوب في القائمة المشتركة للكنيست. ليست هذه خطوة الى الأمام نحو قدرة على الحكم أفضل بل هي خطوة الى الوراء.