هآرتس – مقال -7/11/2012 إقرأ شفتيه
بقلم: ألوف بن
ستكون الانتخابات الاسرائيلية القادمة استفتاءا للشعب الاسرائيلي في موضوع واحد فقط هو محاربة ايران.
ستكون الانتخابات القريبة للكنيست استفتاءا للشعب في موضوع واحد وحيد وهو الخروج لمحاربة ايران لا في السياسة الاجتماعية ولا في تجنيد الحريديين ولا في ضم المناطق. وكل هذه موضوعات مهمة لكنها ثانوية. ستدور الانتخابات حول سؤال هل تأمر الحكومة القادمة الجيش الاسرائيلي بالهجوم على المنشآت الذرية الايرانية. وقد أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذلك أول أمس في مقابلة لبرنامج “عوفده”. وأجاب نتنياهو على سؤال مُجرية اللقاء ايلانه ديان: “هل تستطيع ان تلتزم ألا يكون لايران برنامج ذري حتى نهاية ولايتك القادمة” أجاب بـ “نعم” ببساطة.
إقرأ شفتيه: التزم نتنياهو علنا بأن يقضي على البرنامج الذري الايراني اذا تم انتخابه من جديد. وعاد وأوضح في خلال المقابلة ان هذه ليست حيلة دعائية وأنه لن يُحجم عن العملية حتى مع المعارضة الامريكية أو تحفظ كبار مسؤولي جهاز الامن. ويُضاف كلامه الى تصريحات سابقة من الاسابيع الاخيرة والى الخطبة في الجمعية العامة للامم المتحدة التي حدد فيها الخط الاحمر في الربيع أو في الصيف القادمين، والمقابلة الصحفية في “باري ماتش”، التي وعد فيها بهدوء وتخفيف عام في المنطقة “بعد خمس دقائق من الهجوم”.
لا يستطيعون ان يتهموا نتنياهو بـ “حرب تضليلية” كما اتهموا مناحيم بيغن واريئيل شارون في حرب لبنان الاولى، فقد بيّن مقاصده مسبقا ولم يلفها بصيغ غامضة ولم ينصب أهدافا متوهمة سهلة الهضم مثل “خط الاربعين كيلومترا” الذي غطى على الأهداف الحقيقية في غزو لبنان في 1982 وهي احتلال بيروت وابعاد م.ت.ف وتنصيب بشير الجميل المسيحي على ارض الأرز. فكل شيء عند نتنياهو واضح معلوم سلفا.
يسهل أن نُنحي تصريحات رئيس الوزراء القتالية باعتبارها كلام تبجح عشية انتخابات، وحيلة شفافة للعدول بالنقاش الى الملعب الايراني المريح لنتنياهو وابعاده عن الميدان الاجتماعي المريح لخصومه. ويؤيد هذه الرواية إزالة الرقابة عن قضية النقاش في سنة 2010 الذي طلب نتنياهو وباراك فيه اعداد الجيش الاسرائيلي لعملية في ايران ولقيا معارضة رئيس هيئة الاركان ورئيس الموساد آنذاك، فقد كانت هذه القصة محظورا نشرها الى اليوم ويدل تحريرها لتُبث في “عوفده” على ان نتنياهو وباراك يريدان ان يظهرا بمظهر المقاتلين الواثقين بأنفسهما في مواجهة استكانة غابي اشكنازي ومئير دغان في ظاهر الامر.
لكن السؤال المهم ليس هو ما حدث في 2010 بل ماذا سيحدث في 2013. وتدلنا التجربة التاريخية على ان الكلام في الحرب عشية الانتخابات يميل الى ان يتحقق بعدها، فهذا ما حدث في 1955 مع عودة دافيد بن غوريون الى القيادة والتي أفضت الى عملية “كديش”. وهذا ما حدث في 1981 حينما صاح مناحيم بيغن في الميادين “إحذر يا أسد، فيانوش ورافول مستعدان”، قبل سنة من ارسالهما الى لبنان. وقد قدمت الصيغة الحالية من تلك الخطبة صحيفة نتنياهو “اسرائيل اليوم” التي توجت صفحتها الاولى في يوم تعيين أمير ايشل قائدا لسلاح الجو بصورته تحت عنوان “القائد”.
يريد نتنياهو ان يشبه أسلافه الذين عصوا القوى العظمى كما يقول – بن غوريون باعلانه الدولة وليفي اشكول بالخروج الى حرب الايام الستة – أو الذين تجاهلوا المعارضة في جهاز الامن مثل مناحيم بيغن بقصفه المفاعل الذري العراقي. ويُذكرنا قوله ان اسرائيل لا تستطيع الاعتماد على امريكا ان تحارب من اجلها وبدلا عنها، بصيحات بن غوريون العدوانية مثل “الأمم المتحدة الجوفاء” و”لا يهم ما يقوله الأغيار بل ما يفعله اليهود”. وقد تحدته ايلانه ديان قائلة: يقولون انه ليست عندك الشجاعة لضغط الزر، وأجاب نتنياهو: “من المؤكد أنني قادر اذا كان يجب عليّ ذلك”.
عوّد نتنياهو العالم في سنوات حكمه الاربع على اعتقاد ان اسرائيل ستهاجم ايران. وهو الآن يطلب من الجمهور الاسرائيلي التفويض الذي يُمكّنه من التغلب على تردده وإبطال معارضة الحرب في الداخل والخارج. وهذا هو معنى الانتخابات التي ستُجرى في الثاني والعشرين من كانون الثاني.