ترجمات عبرية

هآرتس – مقال – 4/3/2012 نتنياهو في خدمة اوباما

بقلم: شلومو شمير

لقاء نتنياهو لاوباما قريبا سيكون في مصلحة الاثنين فهو سيزيد في احتمالات فوز اوباما بولاية ثانية وسيعزز مكانة نتنياهو داخل اسرائيل.

       الاقتصاد ينتعش، ونسبة البطالة في انخفاض، والمرشحون الجمهوريون في سخافة ويُبغضون أنفسهم الى الجمهور. لكن الرئيس براك اوباما حصل على حقنة التشجيع الأفضل باحتمالات ان يُنتخب لولاية جديدة من اتجاه غير متوقع – من اسرائيل.

          في حين يجهد مبعوثو الرئيس وكبار مسؤولي وزارة الدفاع الامريكية لمنع هجوم اسرائيلي على المنشآت الذرية في ايران – وهو سيناريو يُرى كابوسا في البيت الابيض – يأتي زعيما اسرائيل المركزيان، رئيس الدولة شمعون بيرس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يأتيان الى واشنطن في وقت ما كان يمكن ان يكون أفضل وأجدى بالنسبة لاوباما. ليس الامر أمر ايران فقط بل الانتخابات أيها الأحمق. وقيمة صور مشتركة من ورائها البيت الابيض، مع بيرس، ومع نتنياهو بخاصة، لا تعادلها قيمة الذهب بالنسبة لاوباما في هذا الوقت.

          ان صورة رئيس حكومة اشكالي بالنسبة للادارة، لا يُعد في أنصار اوباما ومُحبيه، وهو يقف مبتسما الى جانب الرئيس، هي الوصفة التي ستفتح لاوباما قلوب اليهود (ومحافظهم) وبخاصة اولئك الذين يسكنون في الولايات الأكثر سكانا في الولايات المتحدة والذين يكون لتصويتهم تأثير لا يستهان به في نتيجة الانتخابات النهائية.

          ان لقاءا مغطى اعلاميا بين اوباما ونتنياهو وتعطفا مصورا يُظهر اوباما يُصغي اصغاءا شديدا للرئيس بيرس، سيُسقطان سور العداوة لاوباما الذي ما يزال يدعمه يهود في ميامي بيتش وإخوتهم في بنسلفانيا ونيوجيرسي.

          ان اعلان نتنياهو بـ “الجو الودي” الذي ساد اللقاء مع اوباما وبـ “التفاهم وتعزيز التعاون والتنسيق بين الدولتين” سيُزيل دفعة واحدة الغضب الذي يشعر به اليهود على الرئيس بسبب “علاقته الودية مع العرب” – وهو غضب يسود يهودا متدينين هم أكثر المصوتين في عدد من مناطق الانتخاب في نيويورك – وسيتحولون الى مناصرة اوباما.

          ان اظهار ود ايضا بمشاركة الرئيسين اوباما وبيرس هو بالنسبة للبيت الابيض ذو قيمة اضافية ليهود ليبراليين يؤيدون الحزب الديمقراطي. ويتوقع إطراء من قبل رئيس الدولة بيرس لـ “تفهم اوباما التحديات التي تواجهها اسرائيل” قد يعمل على تليين غضب اليهود الليبراليين ولا سيما الأثرياء، على سياسة اوباما الاقتصادية.

          ان كبت نتنياهو لمشاعره الحقيقية نحو اوباما وظهوره الى جانبه مناصرا ومساعدا في موسم انتخابات سيثمران ربحا سياسيا حسنا له. فسيعود الى اسرائيل وقد قوي من جهة سياسية، وفي جعبته شحنة تشجيع تلقاها من رئيس القوة العظمى الوحيدة في العالم. وضبط اوباما لاظهار نفوره من استكبار نتنياهو سيأتي للرئيس الامريكي بأرباح سياسية في الساحة الداخلية وبخاصة بين المصوتين اليهود يصعب المبالغة في قيمتها في سنة انتخابات.

          سيُفسر لقاء اوباما ونتنياهو بين المراسلين والمحللين الذين يصاحبون المنافسة في رئاسة 2012 بأنه برهان ودلالة واضحة على ان رئيس حكومة اسرائيل يُقدر أن فوز اوباما في الانتخابات في تشرين الثاني مؤكد. ويُعد نتنياهو مختصا بفهم المزاج العام في امريكا وملاحظا للاهتزازات في الساحة السياسية الداخلية. وان لقاءه للرئيس في سنة انتخابات سيعرضه المحللون في واشنطن على انه برهان على ان نتنياهو قد أشرب نفسه ان اوباما تنتظره فترة ولاية ثانية في البيت الابيض.

          من شبه المؤكد ان مستشاري اوباما سيستعملون هذه التحليلات ولا سيما بين اليهود. وحينما يحين الوقت واذا تحقق ما يحس به نتنياهو من احتمالات ان يُنتخب اوباما مرة اخرى، فان الرئيس الامريكي سيتذكر المساعدة على انتخابه التي تلقاها من رئيس حكومة اسرائيل تذكرا طيبا.

          سيتبين ان زيارة نتنياهو الحالية للبيت الابيض ناجحة جدا بالنسبة للطرفين وستكون مختلفة جدا عن الزيارات السابقة التي زادت كل واحدة منها التوتر بين الزعيمين. فمن ذا يقول انه يجب على الساسة ان يحب بعضهم بعضا؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى