هآرتس – مقال – 29/10/2012 حكومة الحرب
بقلم: ألوف بن
الاتحاد مع افيغدور ليبرمان يشتت المعارضة الداخلية للحرب. بعد الانتخابات، سيتمكن نتنياهو من الادعاء بانه حصل على تفويض من الشعب للعمل وفقا لتفكره.
لقد أقام بنيامين نتنياهو أمس حكومة الحرب، التي ستقود اسرائيل الى المواجهة مع ايران. وهو لم يخفِ نواياه، باعلانه عن أن الهدف الاول في سموه لحكومته القادمة سيكون منع السلاح النووي عن ايران. الاتحاد مع افيغدور ليبرمان يشتت المعارضة الداخلية للحرب. بعد الانتخابات، سيتمكن نتنياهو من الادعاء بانه حصل على تفويض من الشعب للعمل وفقا لتفكره. وسيجد الوزراء وكبار رجالات جهاز الامن صعوبة في الاختلاف معه. من الان فصاعدا، التجند الامريكي وحده كفيل بان يعرقل، او يحبط، الامر بالاقلاع لسلاح الجو.
وتنكر نتنياهو أمس نهائيا من محاولاته عرض نفسه كرجل وسط، كزعيم رسمي ومعتدل. القناع الذي وضعه على وجهه عشية الانتخابات السابقة القي به الى سلة القمامة نهائيا. مع ليبرمان كنائب للملك وولي للعهد، وجنوده في الاماكن البارزة في القائمة، الليكود سيكون حزبا يمينيا متطرفا، عدوانيا وكارها للاجانب، يتباهى بالعزلة الدولية لاسرائيل ويرى في الجماهير العربية عدوا داخليا وخطرا على الدولة.
وتذكر انعطافة نتنياهو بالتغيير الذي اجتازه مؤسس الليكود، مناحم بيغن، بعد اعادة انتخابه في 1981. في حكومة بيغن الاولى كان هناك موشيه ديان وعيزر وايزمن اللذان قادا المفاوضات لاتفاق السلام مع مصر. في حكومته الثانية، كانت الشخصيتان المركزيتان وزير الدفاع اريئيل شارون ورئيس الاركان رفائيل ايتان، اللذين مع بيغن قادوا اسرائيل الى حرب المصيبة في لبنان.
نتنياهو يعد الان تحولا مشابها. في حكومته المنصرفة كان ايهود باراك، دان مريدور وبيني بيغن، ممن روجوا لسياسة خارجية معتدلة وعرضوا على العالم وجه سواء العقل. اما في الحكومة القادمة فانه سيختفون او سيحيدون، ونتنياهو سيفقد مظهر الاعتدال في الليكود. وهو سيدفع نحو سياسة خارجية ذات نزعة قوة، ولن يتمكن من الادعاء بان “وزير الخارجية لا يمثل مواقف الحكومة”، مثلم درج على التنكر لليبرمان في الولاية الحالية، كلما هاجم وزير الخارجية علنا أبو مازن، تركيا، او أي دولة اخرى أثارت حفيظته.
وسيبدو التحول ايضا في السياسة الداخلية. مريدور وبيغن، الى جانب ميكي ايتان وروبي ريفلين، كافحوا في الحكومة المنصرفة في سبيل وجود ديمقراطية ليبرالية، تحترم حقوق الانسان والاقليات، في وجه ضغوط ليبرمان ونتنياهو ومقربيهما (ويعقوب نئمان على رأسهم) لاقامة دولة قومية مع حكومة كلية القدرة. أم الان فقد تحطمت الكوابح والتوازنات. نتنياهو يدمج الليكود، الحزب الذي تميز بالديمقراطية الداخلية، بالانتخابات التمهيدية وبالمؤسسات، مع قائمة الدمى للديكتاتور ليبرمان.
التوحيد بين الليكود واسرائيل بيتنا نبع من الضعف، ويوجد فيه ايضا فرصة. فهو يلزم أحزاب اليسار والوسط والعمل على رأسها، على عرض بديل ايديولوجي وعملي لحكومة الحرب. امام الليكود – بيتنا، لا يعد ممكنا لشيلي يحيموفتش أن تحيط مواقفها السياسية بالغموض، أو ان تغمز للشراكة في الائتلاف القادم. وإذ يعرض ليبرمان في الجبهة، فقد منح نتنياهو اليسار خصما للكفاح ضده ولرص صفوف المعسكر الليبرالي، سوي العقل والمعتدل في الجمهور الاسرائيلي ضده. وفي هذه الاثناء، فان باراك، مريدور، بيغن وايتان ملزمون بالاستقالة فورا من الحكومة، والا تغريهم الفتات التي سيعرضها عليهم نتنياهو كي يعطوه شهادة التسويغ الجماهيرية والدولية.