هآرتس – مقال – 19/10/2012 هذا هو الزمن ليفعل لبيته
بقلم: يوئيل ماركوس
بيبي يخرق بعينين مفتوحتين على المكشوف وعده لاسرائيل وللعالم كله بالعمل لصالح الدولتين. هذا الخرق هو سبب كاف لانهاء ولايته، وبالتأكيد سبب وجيه لعدم انتخابه لولاية ثالثة.
تكاد لا تكون هناك سابقة في جيلنا أن يكون رئيس وزراء في اسرائيل، لديه كل الظروف سواء في الائتلاف الواسع أم في حرية العمل – يقطع ولايته كي يحقق ولاية ثالثة. لماذا انتخابات فجأة؟ من هو الذي يتحداه بيبيا؟ اذا كان يشعر بانه قوي ولا نظير له كزعيم، فلماذا لا يواصل حتى نهاية ولايته؟
التفسير الاقوى بين التفسيرين المنتشرين هو أنه اراد الامتناع عن التورط بميزانية ثنائية السنة، لا مثيل لها في العالم. التفسير الثاني يعتقد أنه عاشق لمنصبه ولنفسه كمنتخب الشعب. كيف كان سيقول اريك شارون؟ الكراسي من جلد الغزال مريحة جدا. كيف كانت ستقول ليئا رابين؟ في منزل رئيس الوزراء كل شيء على حساب الدولة.
لبيبي توجد اليوم حكومة يمكنه أن يفعل بها كل ما يروق له. وبالاساس ان لا يفعل ما لا يروق له. وليس صدفة أن بعد بضعة ايام من بيان بيبي كان ايهود باراك هو أول من نشر اعلان انتخابي ظهرت فيه صورته السمينة يعلوها عنوانا “كبير السن المسؤول الذي يمكن الاعتماد عليه”. هذا الاعلان في مرحلة مبكرة بهذا القدر يؤكد الشائعات بان علاقات بيبي وباراك ليست كأمس وأول أمس. ربما في اثناء الانتخابات سيتبين على ماذا الخلف. الرد جاء، كالمعتاد بطرق مكتب بيبي بالتسريب، وبموجبه فان يوفال شتاينتس، كمن كان رئيس لجنة الخارجية والامن، مؤهل ليكون وزير الدفاع. طلقة أولى.
السؤال الاساس هو ماذا فعل نتنياهو في ولايتيه، غير البقاء في ساحة سياسية تنازع الحياة امام محاولات مثيرة للشفقة لبث الحياة في العمل، في كديما، الامل القديم وفي “شينوي” في صيغتها الجديدة. فكرة اعادة ايهود اولمرت الى السباق، والذي يبدو في نظر الكثيرين كحبل نجاة. سقطت مع بيان النيابة العامة الاستئناف على تبرئته. بيبي يمكنه أن يتنفس الصعداء في ان الرجل، الذي قال ابو مازن عنه مؤخرا انه كان في المحادثات معه على مسافة شهرين من تحقيق تسوية – خرج من اللعبة.
بيبي يقدم موعد الانتخابات لان انجازاته تتراوح بين غير كاف وفاشل، في كل المجالات. انجازات سيئة في التعليم. في الاقتصاد – “استقرار الاقتصاد” الذي يتباهى به هو بفضل المحافظ ستانلي فيشر. مساهمة بيبي هي أنه، عندما كان وزيرا للمالية جلب فيشر الى البلاد. كل شيء فعله بيبي بمبادرته فشل أو لم ينفذ. الاصلاحات التي وعد بها لم تنفذ. ومن خلال مبادرة الانتخابات أراد أن يمسك بالجمهور قبل أن يكون الحال اسوأ له، قبل أن تكون انتفاضة اجتماعية في الميادين. وقبل أن تندلع انتفاضة جديدة بقوة لم نشهدها.
وبالفعل، في قائمة الكوارث التي على الطريق يقترب اليوم الذي ستختفي فيه قيادة السلطة بسبب تسويف المسيرة السلمية. الجهاد الاسلامي سيجعلنا نتوق لحماس. والفشل الاكبر لبيبي هو أنه لم يمد اليد للفلسطينيين. على وزن القول المعروف لدزرائيلي، في أن “الامبراطورية البريطانية قامت في نوبة من غياب العقل”، يمكن القول ان بيبي يقود بغياب عقل الى دولة للشعبين.
في هذا يخرق بعينين مفتوحتين على المكشوف وعده لاسرائيل وللعالم كله بالعمل لصالح الدولتين. هذا الخرق هو سبب كاف لانهاء ولايته، وبالتأكيد سبب وجيه لعدم انتخابه لولاية ثالثة. اسرائيل بيبي لم تبث حتى الرغبة في الحوار والتنازل. كما أن الاستخفاف بالملك الاردني، الذي بخلاف لاسلافه زاره بيبي مرة واحدة فقط، عزز التهديد على الحكم الاردني من جانب الاسلام المتطرف.
وبغياب الرغبة في الصدام مع المستوطنين ركز بيبي على التهديد الايراني. أجر ادعائه في أننا قادرون على أن نصفي بالقوة ما تبنيه ايران – خرج بخسارتنا. بيبي لعب باعصاب الجمهور بهجوم كبير عليه. الامريكيون الذين يأخذوننا على محمل الجد يحذرون بيبي بلغة ليست هي الالطف، من مغبة العمل. وهكذا خلق توترا لا حاجة به مع الولايات المتحدة. صحيح أن لاسرائيل دور في تجنيد العالم للعقوبات ضد ايران، ولكن بيبي لم يعرف اي يقف. شهادته النهائية هي بين “كافٍ بالكاد” و “راسب”. غير جدير بترفيعه لصف أعلى. هذا هو زمنه للمغادرة وللعمل من أجل بيته