ترجمات عبرية

هآرتس – مقال – 17/2/2012 ثمانية اسئلة لرامبو



بقلم: يوئيل ماركوس

اسئلة موجهة الى الحكومة الاسرائيلية المفرطة الثقة بنفسها قبل ان تُقدم على مهاجمة ايران من غير ان تحسب حساب نتائج ذلك.

       ان الزوجين الرائعين بيبي وباراك يعملان كرامبو ببطولة سلفستر ستالوني. وهما رجلان رجلان وكأنهما يفترض ان ينتصرا في جميع أفلامهما. رامبو الذي كان يواجه قوى قوية جدا يتصبب عرقا، ويصاب بضربة أو اثنتين في عينه وينزف دما لكنه ينتصر في نهاية الامر مع مصاحبة اللحن على خلفية بطولته. ونقطة ضعف رامبو في النصف الاول من أفلامه على الأقل هي انه لا يبدو أنه يفكر لمدى بعيد حتى حينما ينزف دما بعد ما يصيبه. ويعلم المشاهدون ان الدم صبغ وانه سينتصر في نهاية الامر.

          بخلاف الفيلم الذي يحدد فيه المخرج السيناريو وكيف يبلغ النهاية السعيدة، فاننا نعيش في واقع فيه الكثير من علامات السؤال. وفي حين يهدد الفريق المسمى حكومة مثل رامبو، فليس واضحا هل يعلم كيف ستنتهي المغامرة مع ايران. لسنا نحن الذين نستطيع ان نوقف مشروع ايران الذري، بل نستطيع ان نعيقه فقط مقابل جعل اسرائيل هدفا لانتقام ايراني لحقب طويلة.

          تُعرض ايران سلام العالم للخطر، ونحن نثير غضب العالم لمجرد حقيقة أننا نؤمن بأننا نستطيع ان نعمل على مواجهتها. بل إننا بحسب ما يقول متحدثون في الادارة الامريكية نُعرض العالم للخطر باستلال المسدس كما في أفلام الغرب المتوحش.

          لهذا فحينما اقرأ المقالات الحماسية وصيحات المعركة عند الساسة لضرب ايران لا أعلم هل أضحك أم أبكي. ومع كل الاحترام لثقتنا المفرطة بأنفسنا فان الحديث عن مهمة أكبر منا. وليس عرضا أن رئيس الموساد المتقاعد ومسؤولين كبارا في جهاز الامن يحذرون القيادة الحالية من مهاجمة ايران. ويكشف عدد منهم عن ان ايران تملك 200 ألف صاروخ بعيدة المدى من غير ان نتحدث عن السلاح الكيماوي الكثير الذي تملكه سوريا والذي قد يقع في يد ايران وحزب الله وحماس.

          حينما نقرأ هذه المعطيات يتضح انه يجب على اسرائيل ان تفكر مرتين قبل ان تُقدم على اجراءات انتحارية لمواجهة ايران. ان اسرائيل تظهر قدرا كبيرا من الصلف؛ فامريكا الكبيرة لم تنجح في وقف انتاج السلاح الذري في كوريا الشمالية والهند وباكستان، وهي مناطق مشتعلة وخطيرة على المحيط كله فضلا عن أنها تخطو على أطراف اصابعها في كل ما يتعلق بايران التي قد يضر تأثيرها الفتاك في مناطق النفط والاسلام المتطرف بسلام العالم كله.

          قبل ان يقودنا بيبي وباراك الى اجراء عسكري لا رجوع عنه، من المهم ان يكون وزراء الحكومة كلهم شركاء في القرار بعرض اسئلة يجب ان يحصلوا على أجوبة قاطعة عنها قبل ان يرفعوا أيديهم وهي:

          1- هل نستطيع ان نوقف برنامج ايران الذري بصورة مطلقة كما فعلنا في العراق بقصف المفاعل الذري قبل ان يتم استكماله؟ هذا برغم ان ايران تعلمت الدرس من تلك العملية ووزعت منشآت انتاجها الذري في باطن ارض صخرية في أنحاء الدولة، بل أعلنت وزارة الدفاع الامريكية انها لا تملك قنابل تخترق الارض الى هذا العمق.

          2- هل يمكن ان يؤخر الهجوم فقط تطوير القنبلة ويُدخلنا في حرب لسنين طويلة مع ايران؟.

          3- هل نحن مستعدون لأن تصبح منشآت يهودية ومفوضيات اسرائيل في العالم كله أهدافا للانتقام (كما في الارجنتين)؟.

          4- هل نفهم معنى اطلاق عشرات الصواريخ كل يوم على تل ابيب من ايران وحليفاتها يفضي الى هجرة جماعية للمدينة ووقف السياحة والهرب من البلاد؟.

          5- هل تعي الحكومة الضرر الاقتصادي العالمي الذي سيحدث في أعقاب عملية اسرائيلية من طرف واحد ورد ايران المجنون؟.

          6- ما هو الثمن الذي تستعد اسرائيل لدفعه في علاقتها مع الولايات المتحدة على أثر هجوم لا توافق عليه الادارة أو لا يتم تنسيقه معها؟.

          7- كيف سنجابه اتهامات من قبل الولايات المتحدة لأننا ورطناها في حرب في ايران وأضررنا بذلك بخطة اوباما لاعادة البناء الاقتصادي؟.

          8- ان العالم الحر كله في خطر لا اسرائيل وحدها ما لم يُركب آخر لولب في القنبلة الايرانية. اذا أردنا ان نكون جزءا من العالم السليم العقل الحر فعلينا ان نعمل قبل كل شيء للتوصل في أقرب وقت الى تسوية في حينا مع الفلسطينيين بتنسيق مع امريكا واوروبا.

          ان الهجوم على ايران المجنونة أكبر منا وقد يصبح بكاءا لحقب طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى