هآرتس – مقال – 16/10/2012 حان الوقت ليُحسب لهم حساب
بقلم: أور كاشتي
حان الوقت لتلتفت الاحزاب اليهودية من اليسار والمركز الى تجنيد اصوات العرب للانتخابات القادمة، لكن يجب عليها من اجل ذلك ان تعمل على تحسين احوال العرب ورفع الظلم والتمييز عنهم.
كانت نسبة التصويت في انتخابات 2009 في ألفيه منشه 74 في المائة، وكانت في كوخاف يئير 75 في المائة. وفي مستوطنات تُعد أكثر عقائدية مثل عوفره، كانت نسبة التصويت 84 في المائة، وارتفعت في بيت ايل وفي موديعين العليا الحريدية الى نحو من 86 في المائة و87 في المائة على الترتيب، أي أكثر كثيرا من نسبة التصويت العامة التي بلغت 65 في المائة، وسُجلت في جميع هذه البلدات كثرة كثيفة لاحزاب اليمين والحريديين، وما كان هو ما سيكون.
ان نسب التصويت في كثير من البلدات العربية هي صورة معاكسة: 48 في المائة في الناصرة و40 في المائة في الفريديس ورهط و22 في المائة في جسر الزرقاء، وهي البلدة التي تقع في أدنى كل تدريج اجتماعي اقتصادي. ولا سبيل لانشاء كتلة تصد بنيامين نتنياهو في الانتخابات القريبة بغير وقوف للبلدات العربية ومحاولة تجنيد مصوتيها.
على حسب بحث أجراه الدكتور داني غاره، عن نتائج الانتخابات في البلدات العربية والمدن المختلطة، وقفت نسبة تصويت الوسط العربي (وفيه الدرزي والبدوي) في الانتخابات السابقة على 52 في المائة فقط. وتشير معطيات نشرت في الماضي ايضا الى انخفاض متواصل لنسبة التصويت في الوسط العربي منذ 1996 حينما كانت تقف على 77 في المائة.
والى هبوط نسبة التصويت، كانت الانتخابات الاخيرة شاذة ايضا في كل ما يتعلق بالتصويت العربي لاحزاب يهودية. فعلى حسب البحث، وبالقياس للانتخابات التي تمت في 2006 خسر كديما 35 في المائة من مصوتيه العرب وخسرت ميرتس 41 في المائة. لكن الرقم القياسي محفوظ لحزب العمل الذي خسر 63 في المائة من مصوتيه العرب. فقد اختار 17 في المائة فقط من المصوتين العرب في 2009 ان يعطوا اصواتهم لاحزاب يهودية. وتقلصت هذه النسبة بأكثر من الثلث بين المعركتين الانتخابيتين الاخيرتين.
ان احتياطي الاصوات غير المستغل في الوسط العربي – ما يقرب من نصف ذوي حق الانتخاب – كان يفترض ان يجعل كل سياسي راغب في الحياة من اليسار والمركز ينقض على هذا الكنز. فلو ارتفعت نسبة تصويت المواطنين العرب واقتربت من النسبة العامة فالحديث عن زيادة أكثر من 100 ألف مصوت، أي ثلاثة نواب أو اربعة، بحسب تقديرات مختلفة. ويمكن ان تتغير خريطة الكتل المعروفة.
لكن قبل ان يتهموا في اليسار (مرة اخرى) العرب بالامتناع عن التصويت الذي يساعد على ضمان فوز نتنياهو، يحسن ان نسأل كيف تمكن زيادة مشاركتهم وتجنيدهم لأنفسهم من اجل ائتلاف لا يقوده زعيم الليكود. تبرهن نسب التصويت العالية في الوسط العربي في انتخابات السلطات المحلية طوال سنين على ان الوضع قد يكون مختلفا: فحينما يشعر المصوتون بأنهم قادرون على التأثير وبأن هناك احتمالا لأن تُسمع اصواتهم، يشاركون ويصوتون في رضى.
لن يكون سهلا على احزاب يهودية كميرتس والعمل وحزب مركز مهما يكن ان تجلب العرب للتصويت لها. فقد أحدثت سنين من الوعود التي لم تتحقق وتاريخ غني من الكلام الفارغ من المضمون في المساواة والعدل، أسوارا من الاغتراب والشك بالساسة اليهود وغذّت توجهات تمايز في الوسط العربي.
ليس هذا قضاءا وقدرا بل يمكن تغيير ذلك بميثاق معلن مثلا توقع عليه الاحزاب المعنية بذلك وتلتزم فيه بمضاءلة الفروق ومنح مساواة حقيقية في الحقوق على أساس خطة مفصلة في مجالات يُشعر فيها بالتمييز في المستوى اليومي – في التربية والرفاه والصحة والعمل والسكن.
يجب على هذه الاحزاب وعلى رأسها حزب العمل ان تختار الآن بين محاولة اصطياد عدد من خائبي الأمل من الليكود، وبين تمثيل أصدق مما كان في الماضي للسكان جميعا، من اليهود والعرب على السواء.