ترجمات عبرية

هآرتس – مقال – 13/3/2012 لم يبق لاسرائيل ما تُحرزه في الجولة الحالية

بقلم: عاموس هرئيل

حماس واسرائيل معنيتان جميعا بانهاء المواجهة العسكرية الحالية لأن اسرائيل استنفدت ما أرادت من هذه العملية.

       من وراء الستار، وبخلاف ما للتصريحات المعلنة، تبعث اسرائيل وحماس برسائل متشابهة كثيرا: فجهتا القوة الرئيستان في هذه المواجهة أصبحتا تريدان الآن انهاء جولة العنف الحالية. ويُفشل الهدنة في الاثناء شيئان هما: اطلاق الجهاد الاسلامي الكثيف للقذائف الصاروخية وهو الذي يستغل جيدا احتياطي السلاح من ايران وعدم وجود نظام فعال لانهاء الصدام؛ ومصر الوسيطة الطبيعية في الماضي التي يقلقها الآن مشكلاتها الداخلية أكثر ويصعب عليها ان تقود الطرفين الى تسوية غير رسمية.

          قال عنصر امني رفيع المستوى أمس: “قد استنفدنا هذه الجولة. وضُربت المنظمات الارهابية كما تستحق وليست لنا الآن مصلحة في الاستمرار لأنه لم يبق انجاز مرئي نسعى اليه”. وقال ان اسرائيل لا تخطط لغزو القطاع الآن برا أو لمحاولة اسقاط سلطة حماس هناك.

          سيصبح هذا السيناريو ذا صلة فقط اذا استقر رأي حماس على الانضمام الى اطلاق الجهاد النار وأفضى قتل مدنيين من الطرفين الى تصعيد مستمر، ولا يبدو هذا الآن احتمالا معقولا.

          تحذر اسرائيل الآن ألا تدفع حماس الى تدخل في المواجهة. وبرغم ان متحدثين رسميين في القدس يُحذرون طوال الوقت بأنهم يرون المنظمة الحاكمة لغزة مسؤولة عما يجري في القطاع، فان عدد الهجمات الجوية هناك محدود نسبيا ولا يشمل أهدافا واضحة لها. وما تزال المنظمة نفسها متنحية جانبا، فهي لا تطلق النار لكنها لا تبذل جهدا ايضا لفرض التهدئة على الفصائل الاخرى. واستمرار المواجهة يزيد ضغط العناصر الميدانية في حماس على القيادة للعمل كي لا تترك حلبة مكافحة اسرائيل للجهاد الاسلامي وللجان المقاومة وحدها. ومع عدم وجود انجاز نوعي للفلسطينيين ومع الانطباع القوي لنجاحات اعتراض نظام القبة الحديدية، تنحصر عناية الفصائل في غزة في الكمية: فقد أُطلق نحو من 200 قذيفة صاروخية منذ يوم الجمعة بعد الظهر – أي أكثر مما كان في كل جولة قتال اخرى منذ كانت عملية “الرصاص المصبوب”. وتحظى الرشقات الثقيلة التي ترمي الى محاولة الالتفاف على نظم القبة الدفاعية بنجاح ضئيل في الاثناء. وبرغم ان الجهاد الاسلامي امتنع عن استعمال “سلاح يوم القيامة” لديه، فان اطلاق صواريخ فجر على غوش دان وكاتيوشا غراد أصبحت تسقط شمالي غديرة.

          ان نسب الاحباط العالية للقبة الحديدية تبث شعورا بالثقة المفرطة في فريق من سكان الجنوب. وبرغم أنهم في قيادة الجبهة الداخلية راضون في الحاصل العام عن استجابة المواطنين للتوجيهات، هناك شعور بأن تدفق الباحثين عن الانفعالات القوية لمشاهدة اعتراض الصواريخ ببث حي سيفضي في نهاية الامر الى كارثة.

          ومن الجهة الثانية يلاحظ في الجيش الاسرائيلي الى جانب انجازات القبة الحديدية تحسن حقيقي للتنسيق بين الاستخبارات وسلاح الجو يُحسن مستوى دقة اصابة خلايا اطلاق الصواريخ ويفضي الى اصابة ضئيلة نسبيا لأبرياء. بيد ان هذا من نوع الانجازات التي تتعرض للخطر كلما طال الصدام العسكري، وهذا سبب جيد آخر من اجل السعي الى انهائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى