ترجمات عبرية

هآرتس: معضلة ترامب هي بيبي أم اسرائيل؟

هآرتس 9/4/2025، تسفي برئيل: معضلة ترامب هي بيبي أم اسرائيل؟

رحلة الطيران المستعجلة التي انطلقت من بودابست الى واشنطن تجاوزت في الواقع رعب أمر الاعتقال الذي اصدرته محكمة الجنايات الدولية. ولكن في نهاية المسار الطويل، انتظر الزعيم الاعلى لدولة اسرائيل في البيت الابيض عرض يليق برجال المافيا، سلس وبليغ. دونالد ترامب اظهر لبنيامين ننتنياهو ولكل العالم ماذا سيحدث لمن يحاول الدخول الى مجال عيش السيد وسرقة زبائنه. 

من ناحية ترامب لا يوجد فرق بين “اللصوص”، سواء الصغار أو الكبار. اسرائيل، افغانستان، مصر، الاردن، جميعها تمتص الاموال الامريكية، ويجب على الجميع تعلم الدرس، وإلا فان المنظمة ستفقد سيطرتها. “نحن نعطي اسرائيل 4 مليارات دولار في السنة، هذا كثير، نحن نهنئكم، هذا ليس سيء”، قال ترامب بابتسام وكأنه يتحدث الى لص تم القاء القبض عليه ويده في خزنة رئيسه. ولدهشة ترامب جاء نتنياهو – الذي هو من عصبة مختلفة، شخص يتمتع بالاقدمية ومعرفة قوانين المافيا، ومستعد للدفع مسبقا. “عرض علي أمور لم يكن آخرون في نفس الوضع ليعرضونها”. بطبيعة الحال لا يوجد تعويض على ذلك، أو حتى تخفيض. 

هذا كان الجزء السهل في رحلة التوبيخ التي تم التخطيط لها بشكل جيد. “الرئيس الافضل الذي كان لاسرائيل في يوم من الايام” طرح على ضيفه “عرض رأس الفرس” للدون كورليانا”، العرض الذي لا يمكن رفضه. الولايات المتحدة التي اجرت محادثات مباشرة مع حماس ستبدأ الآن في اجراء محادثات مباشرة مع ايران. بيبي تقريبا اختنق عندما شرح له ترامب بأن “الصفقة افضل من فعل المفهوم ضمنا، هذا المفهوم ضمنا لا أريد التورط فيه. اسرائيل ايضا وبحق لا تريد التورط اذا كانت تستطيع الامتناع عن ذلك”.

نتنياهو، الذي نجح في تسويق ايران كتهديد عالمي وليس فقط كتهديد لاسرائيل، وساهم بشكل جوهري في انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع ايران في 2018، واستخدم كل الألاعيب لافشال أي محاولة لاستئناف المفاوضات مع ايران في ولاية بايدن، سمع من ترامب بأنه “في الحقيقة” اسرائيل هي مع الحل الدبلوماسي. هذا غير صحيح، سيدي الرئيس. “في الحقيقة” بيبي لا يريد فقط، بل هو بحاجة الى حرب ضد ايران، ومواصلة الحرب في غزة، ومستعد لفتح جبهة مع تركيا في سوريا. محظور أن يبقى في دفتر اليوميات أي مكان فارغ من اجل جلسات المحكمة.

لكن الرئيس الامريكي، الذي نجح في النجاة من محاكمته، لا يتعاطف مع الاصدقاء الفاشلين. ليس فقط المفاوضات مع ايران بدلا من الحرب، ايضا في غزة “كنت اريد أن تتوقف الحرب. أنا اعتقد أنها ستنتهي في نقطة ما، ليس في المستقبل البعيد جدا”، قال الرئيس، الذي رغم عدم شعور بيبي بالرضى إلا أنه لم يتوقف عن التحدث عن معاناة المخطوفين. 

ايضا بفضل السؤال الدقيق لمراسلة “هآرتس” ليزا روفوسكي عرفنا حقا من هو الصديق الجيد لترامب. “توجد لي علاقات جيدة جدا مع تركيا ورئيسها. أنا أحبه وهو يحبني. في أي يوم لم تكن لدينا أي مشكلة”. هذا بالطبع غير صحيح. فالمحبة المتبادلة موجودة ولكن كانت هناك ايضا مشكلات. فتركيا ما زالت تملك منظومات رادار من نوع “اس 400” التي اشترتها من روسيا. هي لا تنوي تطبيق العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا. اردوغان ايضا يعتبر اسرائيل دولة ارهاب ترتكب ابادة جماعية. في عيد الفطر عبر عن الأمل في أن يدمر الله الدولة الصهيونية. المهم حقا هو “أي مشكلة توجد لك مع تركيا يمكنني أن أحلها، شريطة أن تكون عقلاني”.

الامور تسير هكذا في المنظمة التي يترأسها ترامب. ولكن في هذا الطوفان اللفظي الكاذب لترامب تطل حقيقة جديدة. ربما ترامب توصل الى استنتاج أنه لا يمكن أن يكون “الرئيس الافضل بالنسبة لاسرائيل” أو أن يكون الصديق الافضل لنتنياهو. لأن اسرائيل ونتنياهو كيانين متناقضين، متخاصمين وحتى متعاديين. يجب فقط الأمل بأن يختار بشكل صحيح.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى