ترجمات عبرية

هآرتس: معسكر للتجميع تنوي اسرائيل اقامته على انقاض مدينة رفح

هآرتس 9/7/2025، تسفي برئيل: معسكر للتجميع تنوي اسرائيل اقامته على انقاض مدينة رفح

 اخيرا اسرائيل انضمت لاسرة الشعوب المتنورة، مثل المانيا، اليابان، الصين والولايات المتحدة. ايضا سيكون لها معسكر تجميع كبير ومنظم، سيقام على انقاض مدينة رفح، وسيتم نقل اليه “طواعية” حوالي 600 ألف غزي. ولان الامر يتعلق بمشروع تاريخي فريد في نوعه فانه مهم ان يتم اختيار اسم مناسب للمعسكر، ليس شيء يذكر ولو بالتلميح ان الامر يتعلق بمعسكر تجميع يثير على الفور الدلالات المالوفة، بل شيء عادي وطبيعي مثل “معسكر اسرائيل”، على اسم الجنرال الذي قام بطرح هذه الفكرة وهو الوزير يسرائيل كاتس.

  ربما ايضا يمكن كتابة لافتة جميلة وتعليقها على مدخل المعسكر. ليس “العمل يحرر”، لان هذا ليس معسكر عمل، بل شيء مثل “أهلا وسهلا بالقادمين الى الحرم الجامعي لاعادة التثقيف”، الذي يلمح لعملية “نزع التطرف”، التي يتوقع أن يمر فيها سكان المعسكر في سنوات تواجدهم في هذه المنشأة للتثقيف. وبعد ان يتم الاتفاق على الاسم واللافتة يجب التطرق الى التقدير المتسرع لكاتس، الذي يقول بأنه يمكن اقامة هذه “المنشأة” خلال الستين يوم من وقف اطلاق النار، الذي لم يدخل حتى الآن الى حيز التنفيذ، ومن غير الواضح اذا كان سيأتي.

  هذا التسرع يثير الخوف من ان هذا الشخص غير جدي، وان توجهه نحو مشروع آخر، ثمين وخاص وغير مخطط له، كتوأم لصندوق “المساعدة الانسانية لغزة”، الذي انتهى بفشل ذريع دموي. معسكر تجميع نموذجي لا يمكن ان يفشل اذا كان القصد هو تاسيس نموذج في اعقابه ستقام معسكرات اخرى تشمل ما بقي من المليون و500 غزي، الذين سيواصلون في هذه الاثناء العيش بدون اطار اسرائيلي دافيء وداعم. هذا المعسكر، الذي ستعيش فيه المجموعة السكانية التي هي اكبر بضعفين ونصف من تل ابيب، يقتضي التخطيط الدقيق والتنظيم الكبير وميزانية ضخمة. لحسن الحظ أنه لا يجب علينا اختراع العجلة من جديد. في ارشيفات المانيا، اليابان والولايات المتحدة، يمكن ايجاد خطط جاهزة تشمل جدول الاعمال، محتويات وجبة الطعام، آلية الحراسة وترتيبات دفن الاموات. البشرى حسب كاتس هي ان الجيش الاسرائيلي لن يقوم بتوزيع الغذاء. من المؤسف انه لم يشرح من الذين سيوزعونه ويمولونه (هذا موضوع بسيط، اقل من 600 ألف دولار في اليوم، بدون تكلفة الحماية). من اين سياتي الاطباء والممرضين ومن الذي سيسمح بخروجه للعلاج. لا يمكن الاعتماد على ان الخطط ستشمل تعيين “رؤساء”، قادة مربعات، مسؤولين عن توزيع المياه والعيادات، الذين ربما يتم تجنيدهم من “رابطة اصدقاء أبو شباب”، الذين سيحافظون على النظام.

  فرقة موسيقية، يجب أن تكون هناك فرقة موسيقية لاستقبال موظفي الصليب الاحمر وغيرهم من الضيوف، الذين سياتون للاعجاب من المشروع الفريد في نوعه.

  هذا سيكون بالطبع معسكر مغلق، سكانه يمكنهم فقط الدخول وليس الخروج. ولكن لماذا يريدون الخروج من هذا “المنتجع” والى اين. الجيش الاسرائيلي ايضا لن يدير الحياة الصاخبة في هذه المنشأة، بل “فقط هو سيضمن الحماية من بعيد”، قال كاتس. مع ذلك، يجب معرفة كم هو عدد الجنود المطلوب من اجل “الحماية من بعيد” لمدينة محاصرة يوجد فيها مئات آلاف الاشخاص اليائسين. نحن رأينا في السابق ماذا يعني “ضمان الحماية من بعيد” عندما اجرى الجيش الاسرائيلي حوار مؤدب مع آلاف الغزيين الجائعين، الذين اسرعوا الى مراكز توزيع المساعدات، وترك مئات منهم قتلى. وما الذي سيحدث اذا قرر هؤلاء الـ 60 ألف من المستجمين في “معسكر” اسرائيل في يوم سبت اقتحام الاسلاك الشائكة والتقدم نحو “موفري الحماية”؟.

   هاكم الاساس. رفح ستغير وجه الجيش الاسرائيلي، الذي سيتحول الى سلاح حماية معسكر التجميع الاكبر في العالم. مئات الجنود وربما الالاف سيقضون وقتهم كسجانين من بعيد، يراقبون عن كثب مئات الاف الاطفال والنساء والشيوخ، صبح مساء، اسبوع بعد اسبوع وسنة بعد سنة. يمكن للمرء ان يتخيل بالفعل قصص البطولة التي سيروونها عن خدمتهم الجليلة، المعيارية، كحراس اسوار، وأي نوع من المواطنين سيصبحون بعد هذه الخدمة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى