ترجمات عبرية

هآرتس – مستقبل طاهر الى الأبد

هآرتس – افتتاحية – 16/10/2018

محظور المرور مر الكرام على التصريح الأخير لرئيس يوجد مستقبل يئير لبيد تنديدا للزواج المختلط، والذي جاء ردا على الملاحظة الفظة للنائب غورن حزان على زواج لوسي اهريش وتساحي هليفي. “عندي مشكلة مع الزواج المختلط”، قال، في ظل التجاهل للصدى التاريخي للكلمة المبطنة عن نوع من الدناسة ايضا. ليس هكذا يتحدث رئيس حزب يعرف نفسه كحزب اسرائيلي ذي ايديولوجيا صهيونية وليبرالية “يؤمن بحق كل انسان وطائفة أن يصمم نمط حياته بحرية وتسامح”، كما ورد في برنامجه.

يذكر الجميع التصريح المعيب الذي اطلقه لبيد بعد انتخابات 2013. فقد قال “لن أنضم الى كتلة مانعة مع الزعبيز”، قال. أما الآن فيتبين بأنه لا يعارض فقط الحكومة التي تضم العرب، بل وحتى الزواج مع “الزعبيز”.

يتضح من تصريحات لبيد فكر يشبه فكر المنظمة الاصولية التبشيرية “يد للاخوة”، ومنظمة لاهفاه من مدرسة نشيط اليمين المتطرف، تلميذ الحاخام مئير كهانا، بنتسي غوفشتاين. فهذه المنظمات النكراء تقاتل ضد الذوبان بنية فرض الفرائض الدينية. فباسم أي قيم وبحكم أي مرجعية يعارض لبيد الزواج المختلط؟.

محظور السير بضلال وراء التفسيرات الديمغرافية للبيد، أو التعاطي بتسامح مع محاولاته لمنح بُعد علمي لـ “مشكلته”.

قال بقلق: “لم نشف بعد من الكارثة”، وكأنه المهندس الجيني للشعب اليهودي. “في هذه اللحظة يوجد يهود أقل مما كانوا قبل الكارثة، ونحن نحاول الازدياد”. باسم من يتحدث لبيد؟ وما الذي يجعله يؤمن بـأن علينا “نحن” أن نفعل في اطار المحاولة لـ “الازدياد”؟.

إن اقواله المثيرة للحفيظة تلون يوجد مستقبل بألوان اشكالية، وتستوجب التنكر من رفاقه في الحزب. فالسلوك السلطوي الذي يتميز به يوجد مستقبل لا يمكنه أن يشكل هذه المرة ايضا ذريعة لصمت عوفر شيلح وياعيل غيرمان مثلا. على أحد ما أن يذكره بأن حكومة اسرائيل بشكل عام ورئيسها بشكل خاص يعملان من اجل عموم مواطني اسرائيل – يهودا، مسلمين ومسيحيين على حد سواء – ولهم فقط. هل يوجد مستقبل يعمل على مجتمع يحرص على طهارة الدم والزواج؟.

السؤال بمن يختار الانسان أن يتزوج هو سؤال خاص. وليس موضوع السياسيين. الدولة لا يفترض أن تقول لمواطنيها مع من مسموح ومع من محظور الزواج. تصريحات لبيد تعبر عن تشويش عميق بشأن دوره كممثل للجمهور وتضع في الشك أهليته للمنصب الرفيع الذي يسعى له. كما أنها تثير القلق بالنسبة للمستقبل إياه الذي هو وحزبه يعدان الجمهور به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى